حذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، من حرب طاحنة قد تنشب بين أمريكا والصين، بسبب التوتر الكبير الذي حدث في العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشدد كيسنجر على ضرورة التحرك بسرعة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب حديثا، الذي لم ينصب بعد، جو بايدن، بهدف استعادة “خطوط الاتصال” مع الصين، التي توترت خلال سنوات حكم الرئيس ترامب، بسبب وجود مخاطر من تصاعد النزاع بين البلدين تهدد بوصوله إلى صراع عسكري.
قال كيسنجر خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد: “ما لم يكن هناك أساس ما لبعض الإجراءات التعاونية، فإن العالم سينزلق إلى كارثة مماثلة للحرب العالمية الأولى”.
وشدد كيسنجر على أن التقنيات العسكرية المتاحة اليوم ستجعل مثل هذه الأزمة “أكثر صعوبة” وغير قابلة “للسيطرة عليها” من تلك التي كانت في العصور السابقة.
وقال كيسنجر (97 عامًا) في مقابلة أجراها مع صحفية “بلومبرغ نيوز”، إن “أمريكا والصين تنجرفان الآن بشكل متزايد نحو المواجهة، وهما يديران دبلوماسيتهما بطريقة المواجهة”.
وأضاف: “الخطر هو أن بعض الأزمات التي من الممكن أن تحدث قد تتجاوز الخطاب وتتجه إلى صراع عسكري حقيقي”.
ونوه كيسنجر إلى إمكانية أن تحدث أزمة فيروس كورونا المستجد انفراجه بين البلدين، وقال: “إذا كان بإمكانك النظر إلى كوفيد 19على أنه تحذير، بمعنى أنه من الناحية العملية يتم التعامل معه من قبل كل دولة بشكل مستقل إلى حد كبير، ولكن الحل طويل الأجل يجب أن يكون على أساس عالمي إلى حد ما… يجب التعامل معه كدرس”.
وتشهد العلاقات الصينية الأمريكية توترا كبيرا ووصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، على الرغم من توصل الجانبين إلى اتفاق تجاري “للمرحلة الأولى” في بداية هذا العام.
لكن العلاقات توترت كثيرا منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي بدأ في ووهان بالصين، ليحدث أزمة عالمية صحية واقتصادية.
وكثف الرئيس دونالد ترامب انتقاداته الشديدة والحادة إلى الصين، معتبرا أنها تسببت بمقتل آلاف الأمريكيين بسبب انتشار الفيروس، وهو الأمر الذي ترفضه بكين.