أخبار عربية و إقليميةعاجل

لبنان تطالب الدول العربية بفرض عقوبات اقتصادية على أمريكا بسبب القدس

قال وزير خارجية لبنان جبران باسل اليوم السبت إنه يجب على الدول العربية النظر فى فرض عقوبات اقتصادية على الولايات المتحدة لمنعها من نقل سفارتها فى إسرائيل إلى القدس.

قال جبران باسيل، وزير الخارجية والمغتربين بلبنان، إن القدس ليست قضية بل هى القضية، لأنها عنوان هويتنا العربية، وأن القدس ليست لأله يهودى يطرد إلهًا مسيحيًا أو مسلمًا، وليست مكانًا لصراع الآلهة على الأرض، فإلهنا واحد وهو للجميع، والقدس لا يمكن أن تكون لدولة أحادية، ولا مكان للآحادية بيننا. فالقدس لليهود والمسيحيين والمسلمين، ونحن أبناء إبراهيم وعيسى ومحمد. وكلنا نريد أن نصلى فى القدس، ولا يمكن أن نقبل بان بمنعنا احد.

وأكد باسيل، فى كلمته خلال الاجتماع غير العادى لوزراء خارجية جامعة الدول العربية فى القاهرة للبحث فى مسألة القدس، على أن عروبتنا لا تتنازل عن القدس، ونحن فى لبنان لا نتهرب من قدرنا فى المواجهة والمقاومة حتى الشهادة.

واستطرد وزير الخارجية والمغتربين بلبنان: “نحن من هوية القدس لا نعيش إلا أحرارًا وننتفض بوجه كل غاصب ومحتل. أرادتنا غولدا مائير عند إحراق الأقصى عام 69 أن نكون أمة نائمة، وحولنا انفسنا إلى أمة فاشلة، وأرادنا البعض الآخر أمة غائبة ومتلاشية ومنعدمة، وذلك لانعدام الرؤية الواحدة بيننا وغياب أيديولوجيا منفتحة تجمعنا.غفوة نحن لا نرضاها بل نوقظها بلبنانية فريدة ونربطها بمشرقية واسعة، تتطلع إلى عروبة متوقدة ومتطورة.

وتابع باسيل: “نحن هنا لنستعيد عروبتنا الضالة ما بين سنة وشيعة، والمهدورة بين شرق وغرب، والمتلهية بصراع عربى – فارسى، والمدفوعة وهمًا إلى تخويف إسلامى- مسيحى متبادل، فيما البابا شنودة والبطريرك إغناطيوس الرابع هزيم والمطران جورج خضر والأب يواكيم مبارك هم أكثر من حملوا العروبة قضية حياة، وقد أدرك بطريرك العرب أن الحروب فى بلداننا ليس هدفها إنهاء النظام فى بلدٍ بل إنهاء هذا البلد”.

وأكد وزير الخارجية والمغتربين بلبنان، على أن لبنان فى رسالته هو الحوض الكبير لاستيعاب الأزمات ومواجهة مشاريع التفتيت، وهو الذى عرف كيف يحافظ على وحدته الوطنية بإعلائها على انتماءاته المذهبية، وهو الذى يحاول إبعاد مشاكل المحيط عنه والابتعاد عنها آملًا تَفَهُمَكُم ليحافظ على انتمائه العربى واندماجه التعددى والثقافى الأوسع. أن الفرادة اللبنانية بنموذجها التعددى التشاركى هى المدماك الأول لاستعادة العروبة، كما أن التفاهمات السياسية الوطنية فى كل البلدان العربية، على أساس قبول الآخر والشراكة معه، هى مداميك أيضًا، ولا يقوم المنزل العربى من دون سقف القُدسِ عُنوان كل الحلول وجامع كل التعدديات التى تبقى هى الأساس.

وتساءل باسيل، هل يمكن للمصيبة أن تجمعنا؟ أن تصفعنا لنفيق من سباتنا؟ فالقدس أم وأخت، شرفنا من شرفها، وهى تنادى وتستنجد بنا. فهل نخذلها؟ أم نستنهض هممنا لنصرتها؟، مستطردًا: “فالتاريخ لن يرحمنا، وأولادنا فى المستقبل لن يشعروا بالفخر مما فعلنا، والمرآة حين ننظر اليها سوف تنظر الينا باستحقار. الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، فإما الثورة وإما الموت لأمة نائمة”.

وشدد وزير الخارجية اللبنانى على ضرورة استعادة الذات بدل خسارتها، ولاستعادة القضية الأم، قضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، حيث علينا أن لا نكتفى بالاعتراف بفلسطين كدولة ولا فقط القيام بالجهد الديبلوماسى لاستكمال سلسلة الدول المعترفة بها، ولا فقط العمل لكى تكون دولة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة، بل على كل دولة من دولنا القيام على حدة بما يلزم لتكريس القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وأنا من ناحيتى سأتقدم لمجلس وزراء لبنان فى أول جلسة له، بطلب لاتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية اللازمة لذلك، فضلا عن استعادة السياسة العربية الموحدة لاتخاذ إجراءات ردعية ردًا على القرار الأمريكى وكل قرار مماثل لأى دولة أخرى، بنقل سفارتها إلى القدس. بدءًا من الإجراءات الدبلوماسية، ومرورًا بالتدابير السياسية، ووصولًا إلى العقوبات الاقتصادية والمالية. وإذا كان هناك من يسأل عن إمكانية أو جدوى هذه السياسة فلنتذكر معًا وقفات عربية مشرفة، كذاك البيان الذى وقعه العراق والمملكة العربية السعودية عام 1981 بوقف التعاملات النفطية مع الولايات المتحدة وتدابير أخرى مما أجبرها فورًا على وقف إجراءات نقل سفارتها إلى القدس.

وشدد أيضا على استعادة العزة العربية والنفس العربى الثائر على الظلم، بانتفاضةٍ شعبيةٍ واحدة فى كل بلداننا العربية، ولا أخال شعبًا عربيًا واحدًا لا يهب معنا لندائنا الواحد هذا لا بل أن شعوبنا قد سبقتنا، ونحن اصبحنا نظاما عربيا تخاذل فوصل الاستهتار بنا إلى هذا الحد . على أن لا تتوقف هذه الانتفاضة إلا بتطبيق كافة مندرجات المبادرة العربية للسلام من دون أى انتقائية..

زر الذهاب إلى الأعلى