تحقيقات و تقاريرعاجل

لقاء ترامب وكيم …. توقعات ومحاذير

جاءت دعوة زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، والتي عرضها عبر وسطاء كوريون جنوبيين، للاجتماع بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، متوقعة ومذهلة في آن معاً.

ومع ذلك، حين كان ترامب مرشحاً للرئاسة في 2016، كان هو الذي اقترح “لقاء همبرغر” مع كيم. واليوم، وبعدما قبل ترامب الدعوة، يتساءل سكوت سيندر، زميل بارز للدراسات حول كوريا لدى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ومؤلف كتاب” كوريا الجنوبية عند مفترق طرق: استقلال وتحالف في عصر قوى متصارعة”، عما سيتمخض عنه اللقاء.
إجراءات تحقق
ويتساءل سيندر عما إذا كان بمقدور ترامب أن يحد من خطر البرنامج النووي والصاروخي الكوري الشمالي، دون أن يقود اللقاء إلى مفاوضات مكثفة. 
وفي نهاية الأمر، لا بد أن تستند تلك المفاوضات لخبرة متخصصين أمريكيين قادرين على التوصل لاتفاق على إجراءات تحقق ضرورية من أجل تقييد كيم. وعلى أقل تقدير، يجب أن تثمر قمة متوقعة للإفراج عن ثلاثة أمريكيين معتقلين حالياً لدى بيونغ يانغ.
شهرة
ويلفت كاتب المقال لسمعة الرئيس ترامب باعتباره “رجل الصفقات”، ولكنه يرى أن لقاءً مبكراً بين ترامب وكيم قد يكون لصالح إعادة صياغة العلاقة مع زعيم كوريا الشمالية عبر الأخذ في الاعتبار العلاقة بين البلدين دون أن تترافق مع عملية تحقق، عمرها عشرات السنين، من كيفية تنفيذ كوريا الشمالية لعملية نزع السلاح النووي. 
وحسب سيندر، فشلت محاولات سابقة لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي بسبب مزيج من الإخفاقات تتعلق بضمان التحقق فضلاً عن ذرائع بيونغ يانغ. ولكن لم تصل تلك المساعي إلى مستوى منح أسرة كيم مكانة لائقة، أو التعامل مع كوريا الشمالية وفقاً لوزنها الاستراتيجي التي سعت إليه طوال عشرات السنين. 
وتنبع حجة ترامب الأقوى في هذا المجال من قوله إن كل شيء فشل، ولم تعقد قط قمة أمريكية كورية شمالية.
توقعات
ولكن، يعود كاتب المقال للتساؤل عما يدفع كيم اليوم لطلب الاجتماع بترامب. وتستند جملة من التوقعات لدوافع محتملة تتراوح ما بين وصول كيم إلى حافة اليأس وإلى كونه سياسياً ذي حدس استراتيجي خارق. 
ولكن أكثر ما يلفت الاهتمام في عرض كيم وتوقيته كونه يجمع بين نزعة شخصية ميالة إلى اتخاذ مخاطر، فضلاً عن رغبة جامحة للحفاظ على نظامه ناجمة عن تعرضه لضغوط وعزلة دولية، ومخاطر كبيرة. 
ويترافق كل ما سبق ذكره، مع رغبة عائلة كيم للتأكيد على استقلاليتها ومركزية قرارها، وكونها تسيطر على النظام وتود تصدير تلك الصورة، التي لا تأتي إلا من خلال تحسين العلاقة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
تأكيد
ولذلك السبب، يرى سيندر، لطالما أكدت كوريا الشمالية على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي إلا في حال تخلت الولايات المتحدة عن” موقفها العدائي” وطبعت علاقاتها، وقبلت ببقاء النظام. 
وفي الخلاصة، لطالما أرادت عائلة كيم أن تمنحها واشنطن نفس الثقل الاستراتيجي الذي أعطاه الرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون لبكين عندما استخدم الصين كورقة لتحقيق التوازن مع الاتحاد السوفييتي.

زر الذهاب إلى الأعلى