شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعا خلال تداولات الأسبوع المنتهي بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، لينهي الذهب تداولات الأسبوع عند أعلى مستوياته في أسبوعين مع إمكانية تحقيق المزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة.
وارتفعت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.7% ليختتم تداولات الأسبوع عند المستوى 2053 دولارا للأونصة، وكان قد سجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 2070 دولارا للأونصة، كما شهد سعر الأونصة العالمية ارتفاعا للأسبوع الثاني على التوالي لتغلق لأربع أسابيع متتالية فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، بينما أغلق تداولات هذا الأسبوع فوق المستوى 2050 دولار للأونصة مما يفتح الطريق إلى المستوى 2100 دولار للأونصة.
استمرار توقعات الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من العام القادم ساهم بشكل أساسي في دعم أسعار الذهب، وذلك في ظل البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد هذه التوقعات، وفق تحليل جولد بيليون.
أسباب ارتفاع الذهب
وساهمت بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من العام والتي كشفت تقلص النمو إلى 4.9% من القراءة السابقة التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 5.2% في ارتفاع الذهب لأنها مؤشر عن اتجاه الفيدرالي لخفض قريب للفائدة.
بالإضافة إلى هذا، انخفض مؤشر فيلادلفيا لأداء القطاع الصناعي الأمريكي بشكل حاد ليسجل – 10.5 مقارنة مع القراءة السابقة المنخفضة بقيمة – 5.9%، الأمر الذي يدل أن الاقتصاد الأمريكي بدأ في المعاناة الحقيقية من جراء دورة رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بغرض محاربة التضخم.
كما صدرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل للبنك الفيدرالي الأمريكي، وأظهر المؤشر على المستوى السنوي خلال شهر نوفمبر تراجع التضخم إلى 2.6% من القراءة السابقة 2.9%، بينما أظهر المؤشر الجوهري السنوي الذي يستثنى عوامل التذبذب تراجع إلى 3.2% من 3.4%.
وساهمت هذه البيانات في زيادة توقعات الأسواق، بأن البنك الفيدرالي سيسارع في عمليات خفض الفائدة، بسبب ظهور التباطؤ في قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى تحرك التضخم في اتجاه التراجع بوتيرة سريعة قد تكون أسرع من توقعات الفيدرالي، الأمر الذي يزيد التوقعات أن الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت قريب.
احتمالات خفض الفائدة في مارس في الأسواق ارتفعت إلى أكثر من 75% بعد بيانات التضخم الأمريكية، وذلك على الرغم من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الذين حاولوا تهدئة رد فعل الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي.