فشلت جماعة الإخوان الإرهابية، أمس في تكرار سيناريو 25 يناير، وإن كان الهدف والمضمون مختلف تمامًا، فالاحتجاجات الأولى اندلعت من أجل إنقاذ البلاد من مخطط توريث الحكم لجمال مبارك، بجانب المطالبة بإصلاحات جذرية، ثم ما لبثت أن تخبطت وتشرذمت بسبب رعونة فرقاء يناير، ولكن الآن يحاول الإخوان زعزعة استقرار الدولة للعودة على جثتها من جديد.
انتهازية الجماعة
قبل 9 سنوات، عرفت الجماعة كيف تدخل المعترك كأحد اللاعبين الأساسيين في ثورة 25 يناير، بعد أن تخلت عنها في بدايتها، وعادت مرة أخرى لتركب على مكتسباتها كما هي عادتها، ولكن الجشع والظلامية والانغلاق، ومحاولة أخونة المجتمع، قادها لأن تصبح منظمة إرهابية، بعد أن أضاعت كل فرص التوافق في 2013.
الآن تحاول العودة للاستعراض، وركوب الموجة، رغم عدم وجود أي مؤشر على امتلاك الجماعة، القدرة على تنظيم فعالية ضعيفة حتى، سواء بسبب الانقسامات الداخلية، والصراع على المكاسب والمغانم، بين الحرس القديم والجديد، الذي جعل الصف الإخواني، يعزف عن المشاركة في أي فعاليات، لا يتكسب منها إلا الكبار، الذين يستثمرونها في حصد المزيد من التمويلات، لحساباتهم الخاصة.
سلطان العنقري، الكاتب والباحث، يقلل من الشعارات التي تطلقها الإخوان، بدعوى حماية الطبقات البسيطة والفقيرة، موضحا أن قطر وتركيا تدبران مؤامرة للمنطقة، وهي التي تساعدهم من خلف الكواليس بجانب أنصارها من التيارات الدينية، وبرعاية قناة الجزيرة.
ويوضح العنقري، أن هدف هذه المسرحية بشكل عام، تدمير عالمنا العربي والقضاء عليه، واستنزاف ثرواته الطبيعية، وابتزازه سياسيا وعسكريا واقتصاديًا.
وتابع: الذين يمارسون الإرهاب بنظام المقاولات خدمة لأهداف أردوغان مصيرهم إلى زوال، مردفا: محاولة إشغال الشعوب بحروب استنزاف عبثية من أجل سرقة أموالهم، لم يعد ينطلِ على عقل أحد.
تزييف الواقف
أبو بكر فيصل، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن خطورة أفكار الإخوان والإسلاميين عموما، في الادعاء بامتلاك حلا دينيا لجميع المشكلات، بما يجعلهم أبعد ما يكون عن الواقع وأزماته.
ويضيف فيصل: التيارات الدينية لم تلق بالا لمن طالبوهم، بالتريث وعدم الاستعجال في الوصول للسلطة، دون إعداد كاف، مشيرا إلى أنه كان الفخ الذي وقع فيه حسن الترابي، عندما دبر انقلاب للاستحواذ على السلطة في السودان، قبل أن يستفيق من وهم ذلك الادعاء، بانقلاب البشير عليه، ليكتشف سطحية فكرته وخطل رؤيته بعد تجربته الدينية الفاشلة.
ويتابع: “لم يدرك الترابي أن خطأهم الأساسي، يتمثل في وعيهم الزائف، ومحاولة فهمهم للواقع من خلال مسلمات وشعارات ومقولات وقواعد فقهية، مردفا: توهموا أنها صحيحة وتستند إلى براهين غير قابلة للنقد أو النقض، وأكدوا بأنها تشتمل على الحلول النهائية لجميع الإشكالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المعاصرة”