السكر من الأمراض المنتشرة بشكل كبير، وتعد مصر من العشرة الأوائل بين الدول فى عدد المصابين؛ حيث بها نحو 7 ملايين وذلك نتيجة سوء التوعية وعدم المعرفة بمدى خطورة المرض، ما يؤدى لحدوث مضاعفات بعضها سريع والآخر على المدى الطويل مؤثرا على الكلى والأعصاب الطرفية والعين.
ويوضح الدكتور كريم السواح – أخصائى الرمد بمعهد بحوث أمراض العيون – أن مرض السكر يعد السبب الأول فى فقدان البصر عند البالغين نتيجة مضاعفاته خاصة على شبكية وعدسة العين، بجانب أثره فى الإصابة بالمياه البيضاء فى سن مبكر، مشيرا إلى أنه بمجرد تغيير معدل السكر فى الدم يصاب المريض بـ”زغللة” فى الرؤية.
وينصح السواح بخطوات سهلة لحماية مريض السكر من فقدان النظر مطالبا بعدم إجراء كشف النظارة فى وقت عدم انضباط معدل السكر.
وأضاف السواح : تزداد نسبة حدوث مشكلات فى شبكية العين بسبب السكر، خاصة بعد مرور أكثر من 5 سنوات من ظهور المرض، وتصل مشكلات الشبكية إلى نسبة 80% بعد مرور 15 سنة على ظهور المرض ويطلق على هذه المشكلة “اعتلال الشبكية”.
ويتابع: لا يدرك المريض أعراض اعتلال الشبكية فى البداية لكنه لاحقا يعانى من ضعف بالرؤية لا يتحسن بالنظارة بسبب انسداد الشعيرات الدموية ونقص الأكسجين، ما يؤدى إلى ارتشاحات بالشبكية، خصوصا فى مركز الإبصار وهذا يؤدى لصعوبة الرؤية المركزية بالعين.
ويشير السواح إلى أنه فى المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية تنمو أوعية دموية جديدة ضعيفة وسهلة النزف على سطح الشبكية، وهذه الأوعية الجديدة تؤدى لحدوث نزف متكرر على سطح الشبكية وداخل الجسم الزجاجى للعين، ما يؤدى إلى تليّف الشبكية والجسم الزجاجى وانفصال الشبكية فى المراحل المتقدمة من المرض.
ولتجنب حدوث ذلك ينصح أخصائى الرمد بمعهد بحوث أمراض العيون المريض بإجراء فحص كامل للعين وقـوة الإبصار مع توسيع حدقة العين لفحص الجسم الزجاجى والشبكية، وإعادة الفحص كل 6 أشهر بعد ذلك، وفى حالة وجود ارتشاحات بالشبكية يتم حقن مادة داخل العين إما “ليوسنتس” أو “أفاستن” وفى حالات أخرى يكون خيار الليزر هو الحل لوقف انتشار الإصابة بأجزاء الشبكية السليمة، وفى المراحل المتقدمة للمشكلة كالنزيف بالشبكية والانفصال الشبكى يكون الخيار الوحيد هو إجراء جراحة بالجسم الزجاجى، مع اهتمام مريض السكر بالمحافظة على نسبة السكر فى الدم بصفة مستمرة.