لم تكن مخاوف مصر من فراغ، ولم تكن تلميحات المسئولين الإسرائيليين عن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء مجرد بالون اختبار، بل يبدو واضحا جليا أن هذا هو هدف الإسرائيليين فى نهاية المطاف، حيث كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية عن صياغة وزارة حكومية إسرائيلية لمقترح فى وقت الحرب لنقل سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى شبه جزيرة سيناء.
وقلل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى من أهمية التقرير الذى وضعته وزارة الاستخبارات كتدريب افتراضى، أو ورقة المفاهيم، إلا أن أسوشيتدبرس قالت إن استنتاجاته تعمق المخاوف المصرية والعربية القائمة منذ أمد بعيد بأن إسرائيل تريد تحويل غزة إلى مشكلة لدول الجوار الفلسطيني، وأحيت ذكريات النكبة لدى الفلسطينيين، عندما تم اجتثاث مئات الآلاف منهم من جذورهم، سواء فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال حرب عام 1948.
وتوضح الوكالة أن تاريخ الوثيقة يعود إلى 13 أكتوبر، أى بعد ستة أيام من عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، ونشرها لأول مرة موقع إسرائيلى محلى.
وفى هذا التقرير، طرحت وزارة الاستخبارات، وهى وزارة تجرى أبحاثا لكنها لا تضع سياسات، 3 بدائل من أجل تغيير الواقع المدنى فى قطاع غزة، ووصف واضعوا التقرير هذا البديل، تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، بأنه الأكثر تفضيلا لأمن إسرائيل.
واقترحت الوثيقة نقل المدنيين فى غزة إلى مدن خيام فى شمال سيناء، ثم بناء مدن دائمة لهم، وممر إنسانى غير محدد. كما سيتم، بموجب الاقتراح، إنشاء منطقة أمنية داخل إسرائيل لمنع الفلسطينيين النازحين من الدخول. ولم يحدد التقرير ماذا سيحدث لغزة بعد إخلائها من سكانها.
وعلق يويل جوزانسكى، الزميل بمعهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب إنه لو كانت هذه الوثيقة صحيحة، فإنها خطأ فادح. وربما تسبب خلافا استراتيجيا بين مصر وإسرائيل. ويرى أن هذه الوثيقة تكشف جهلا واضحاً.