صدر حديثًا عن هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، كتاب «فوق الغيوم.. سبع حكايات»، وهو عبارة عن مجموعة قصصية، من تأليف مارك دوقان وترجمة محمد القاضي.
«سبع حكايات» كما يقول «مارك دوقان» تروي لنا قصص شخصيات متنوعة سنًا وموطئًا وثقافة، ولكنها شخصيات يجمع بينها شعور بالضياع في هذا العالم لأنها لم تستطع أو لم ترد أن تنخرط فيه.
تكمن طرافة هذا الكتاب في أنه يمكن أن يقرأ بوصفه مجموعة من القصص المنفصل بعضها عن بعض، وبوصفه رواية ذات فصول مترابطة ترابطًا يتراوح بين القوة والضعف بحسب الأحوال، تلك المرأة العجوز التي انعزلت في جزيرة نائية بعد حياة مليئة بالنجاح والإحباط، وذلك الناشر الذي يفر بأسرته من باريس إلى الريف بعد إشاعة عن انتشار وباء خطير، وذلك الفتى الذي يولد في المأساة ويسعى إلى أن يستمر في حياته، فتأتي أحداث سبتمبر لتقلب حياته رأسا على عقب.
لقد استطاع «مارك دوقان» بأسلوب مرهف شغوف بالتفاصيل أن يدخلنا عوالم تلك الشخصيات التي تبدو لنا أول الأمر بعيدة عنا، ولكنها لا تلبث أن تدنو منا، وتتلبسنا فإذا هي نحن في سعينا إلى فهم عالمنا وانطوائنا أمام قسوة الحياة وانبهارنا بطاقة الأمل التي يمكن أن تتفجر في أي لحظة.
إنه عمل لا يقرأ مرة واحدة؛ لأنه لا يبوح بأسراره إلا بعد عناء، فهو كالمرأة التي تغري وتتمنع، وفي تلك المراوحة بين التخفي والانكشاف سر من أسرار الأدب الحق.