حوادث

«مابقناش شعب ابن نكتة».. 90% من المصريين بؤساء

«مابقناش شعب ابن نكتة».. 90% من المصريين بؤساء

"المصري ابن نكتة" كلمة كثيرا ما لازمت الشعب المصرى منذ القدم، فالمصري يتميز بابتسامته المعهودة عن غيره، فبرغم الصعاب والمشكلات وضيق ذات اليد لمعظم الأسر المصرية فإن الإبتسامة لا تفارق وجوههم، حتى في أحلك الأوقات فلا تجد مخرجًا من الأزمات التي يتعرض لها إلا من خلال السخرية وإلقاء النكات على المواقف المجحفة التي يواجهها للتخفيف من شدة وقع المصيبة أو الأزمة عليه، إلاَّ أن الواقع والأرقام تؤكد أننا أصبحنا شعبًا تعيسًا وبائسًا.

ازددنا بؤساً عن العام الماضي
نشرت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، الإثنين الماضي، تصنيف مقياس البؤس عالميًا، وفيه تقدمت مصر 20 نقطة خلال العام الجاري مقارنة بـ2016، أي أننا أصبحنا أكثر بؤساً عن العام الماضي، وأصبحنا وفقاً للصحيفة 90% أكثر بؤساً عن أي عام مضى.
وحصدت مصر 25 نقطة على المؤشر في عام 2016، لترتفع هذه السنة بعد تعويم الجنيه المصري مقابل الدولار وما رافقه من قفزات في الأسعار إلى 46 نقطة.
ويعتمد قياس المؤشر الذي بناه آرثر أوكون، المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي «ليندو جونسون» في الستينيات، على حصيلة أرقام البطالة مع معدلات التضخم، وكلما ارتفعت تلك المعدلات، زادت الأعباء على الاقتصاد الوطني ومستوى معيشة الناس.

المركز 120 عالمياً في السعادة
مؤشر السعادة الذي صدر في مارس الماضي يؤكد نفس الصور بعد أن وضعت الأمم المتحدة تقريرا حول مؤشر السعادة العالمية، وجاءت مصر في المرتبة 104 من بين 120 مركزا، وهذا الترتيب يأتي متأخرا بعد أن تقدمنا العام الماضي في الترتيب من المركز 135 إلى 120 عالميا.

1.5 مليون مكتئب في مصر
في يناير 2016، أعلن الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى وأستاذ الطب النفسى بكلية طب جامعة عين شمس أن ١,٥ مليون مصرى مصابون بمرض الاكتئاب.
وأضاف "عكاشة"، خلال تصريحات صحفية أن الاكتئاب ثالث أكثر أمراض العالم انتشارًا في العالم بعد الأمراض التنفسية والإسهال، موضحا أن 70% من مرضى الاكتئاب في مصر لا يذهبون للطبيب النفسي، بل لطبيب باطنة.

معدلات الانتحار في تزايد
وفي سبتمبر 2015، كشف تقرير صادر عن التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وهي منظمة غير حكومية في اليوم العالمي لمكافحة الانتحار، عن تزايد حالات الانتحار في مصر، وأوضح التقرير أن فئة الشباب ما بين 18 و35 عاما احتلت النصيب الأكبر من الانتحار.
كما أوضحت إحصائية صادرة عن المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة عن تزايد أعداد الشباب المصريين المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة، حيث تقدم نحو 2700 فتاة على الانتحار سنويًا بسبب العنوسة، فضلا عن إقدام العديد من الشباب على الانتحار أيضا بسبب البطالة وصعوبة الزواج، خصوصًا ممن يعيشون قصصًا غرامية.

الأوضاع الاقتصادية السبب
يقول الدكتور أحمد السيد، الباحث الاجتماعي، إن سوء الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمصر هو السبب الرئيسى لزيادة حالة الاكتئاب والانتحار بمصر، حيث يتعرض رب الأسرة للكثير من الصعاب خلال أحداث يومه الاعتيادية، فارتفاع تكاليف المعيشة من مأكل ومشرب وملبس يمثل حملًا على كاهله، إضافة إلى أن الشعب المصرى تعرض للكثير من الأحداث والضغوطات خلال الأعوام المنصرمة.

ويشير "السيد"، إلى أن الإحساس بإنعدام الأمان والفراغ الأمني الذي شهدته مصر في الفترات الأخيرة أشعر المواطن بأن جميع المسارات مسدودة أمامه لقلة فرص العمل الجيدة أو توفير أموال تساعده في الزواج يدفعه إلى الاكتئاب الحاد ومن الممكن أن يقوده إلى الانتحار.

ويوضح الباحث الإجتماعي، أن هناك نوعين من العدوان الذي يبدر من حالة الاكتئاب نوع يسمى بالعدوان الخارجى، ويتسم بأن يقوم الشخص بالهجوم على المسئولين بشكل عنيف أو يقوم بتدمير وتخريب المبانى والمؤسسات التابعة للدولة للتعبير عن غضبه وكرهه للأوضاع، وعدوان داخلى يتمثل في أن يلوم الشخص نفسه، ويرسخ فكرة أنه السبب الرئيسى في مشاكله بالحياة، ما يدفعه إلى الانتحار للهروب من ضغوطات الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى