ركن المرأة

ماهي أسباب وعلاج النزيف المهبلي في فترة الحمل؟

يعد نزيف الدم أثناء الحمل مصدر قلق كبير لدى أمهات الغد, بالرغم من ذلك فهنالك العديد من المسببات التي تعد حميدة لهذه الظاهرة عل وجه الخصوص أثناء الثلاث أشهر الأولى من الحمل.

ماذا يعني اذن نزيف الدم عند المرأة الحامل؟ ومتى يصبح أمر الاستشارة الطبية ضرورياً؟ اكتشفي معنا الأجوبة في هذا الموضوع.

نزيف الدم في الثلاث أشهر الأولى من الحمل يعد عموماً غير خطير

يعد النزيف خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل شائعاً نسبياً حيث يتعلق الأمر هنا بنزيف مهبلي نادر, نزيف الدم سواء كان لون هذا الأخير بنياً أو أحمراً يعد طبيعياً ولا يشكل أدنى خطورة. ويعد المصدر الأول لهذا الأمر هو التعشيش الذي يحدث 10 أيام بعد الاخصاب، اذ يقوم الجنين بعملية الحفر في بطانة الرحم مما قد يتسبب في نزيف طفيف لبضعة أيام.

السبب الطبيعي الثاني لحدوث هذا الأمر هو الهرمونات حيث يستمر جسم المرأة الحامل في الفترات الأولى من الحمل بإنتاج الهرمونات في الوقت المعتاد للدورة الشهرية وهو الأمر الذي يؤدي الى نزيف مشابه للدورة الشهرية لكن بحدة أقل.

سبب حميد أخر يتمثل في هشاشة عنق الرحم

يصبح عنق الرحم مليئاً بالأوعية الدموية وكذلك أكثر هشاشة أثناء الحمل, لذلك قد يحدث نزيف بسيط أثناء فحص ما أو أثناء الجماع. في هذه الحالة لا داعي للقلق سواء على صحتك أو صحة الجنين. وقد تحدث هذه الظاهرة في الثلاث أشهر الأولى من الحمل غير أنها تصبح أكثر شيوعاً في الفترات الأخيرة من الحمل.

متى يتوجب الاستشارة في الأشهر الثلاث الأولى؟

من المستحسن وكإجراء وقائي أن تقومي بإعلام طبيبك عن أي نزيف مهما كان صغيراً وغير خطير, أما في حالة النزيف الحاد, تصبح الاستشارة السريعة أمراً الزامياً لأن سبب النزيف قد يكون أكثر خطورة.

ولمساعدتك على تقييم حدة النزيف يعتبر بعض الأطباء نزيف الدم في فترة الحمل 2 الى 3 ساعات متتالية وتبليل منشفتين عاديتين بالدم معياراً على ضرورة الاستشارة الفورية لإمكانية خطورة الأمر.

في الكثير من الأحيان, قد يكون سبب هذه المشكلة هو ورم دموي هامشي, بمعنى أخر فالمشيمة خرجت جزئياً بسبب ورم دموي. لا داعي للذعر في هذه الحالة لأنه في معظم الأحيان لا يشكل الأمر خطراً على الجنين ما دام الكشف كان مبكراً وهنا تكمن الأهمية في الفحص والاستشارة الطبية. هنا يلزم المرأة الحامل أخذ قسط كبير من الراحة مع المراقبة في الفترات المتبقية من الحمل.

لكننا يجب أن نعترف مع الأسف أن هنالك أسباباً خطيرة من وراء النزيف, ونخص بالذكر هنا الاجهاض أو الحمل خارج الرحم. في هذه الحالة يرافق النزيف الحاد العديد من الأعراض الأخرى التي تستدعي الاستشارة العاجلة, مثل فقدان الوعي والآلام شديدة في أحد جانبي البطن. الآلام الشديدة في الكتفين تعد أيضاً من أعراض الحمل خارج الرحم.

متى يتوجب الاستشارة في الثلاث أشهر الثانية والثالثة؟

يبدو أن الجواب لهذا السؤال بسيط للغاية, يجب الاستشارة بشكل دائم ما لم يكن النزيف راجع لاجراء فحص أو عملية جماع وذلك كيفما كانت حدة النزيف.

في الحقيقة لا يوجد أي سبب طبيعي يفسر حدوث نزيف في هذه المرحلة من الحمل, لذلك يصبح الزامياً رؤية الطبيبة لتحديد مصدر المشكل. اطمئني سيدتي لأن ذلك لا يعني بالضرورة أنك تعانين من شيء خطير حيث قد يكون النزيف راجعاً على سبيل المثال الى ورم مهبلي أو ورم ليفي رحمي صغير وهي تعد أوراماً حميدة وغير سرطانية.

قد تكونين تعنين سيدتي من التهاب في المسالك البولية أو المثانة ايضاً وهي أمور قد تبدو بسيطة لكن التشخيص والتعامل مع هذه المشاكل بسرعة يساعد عل تجنب مضاعفات محتملة على الحمل مثل خطر الاجهاض. من الأسباب المحتملة التي تؤدي الى النزيف أيضاً في الثلاث أشهر الثالثة أو الربع الثالث نذكر حدوث خلل في المشيمة أو ما يصطلح عليه بالمشيمة المنزاحة, في هذه الحالة تكون المشيمة غير متموضعة بالشكل الصحيح وبالتالي قد ينتج عن ذلك ولادة مبكرة في نهاية المطاف.

التشخيص والعلاج

يبدأ التشخيص على العموم بفحص حوضي لتحديد مصدر النزيف سواء أكان من المهبل, الرحم أو عنق الرحم بالإضافة الى اجراء فحوص واختبارات اضافية لتحسين التشخيص اذا اقتضت الحاجة ذلك.

في الكثير من الأحيان يتطلب الأمر الفحص بالصدى, تحليل الدم وفي بعض الأحيان تحليل البول. وأحياناً لا يحتاج نزيف فترة الحمل بالضرورة الى علاج, لكن في حال اقتضى الأمر ذلك وأصبح ضرورياً يتم الاعتماد عموماً على الأدوية مع مصاحبتها بأخذ قسط كبير من الراحة, أما بالنسبة للعمليات الجراحية فلا يتم الاعتماد عليها الا في الحالات الخطيرة. 

زر الذهاب إلى الأعلى