من منا لم يسمع بـ”مثلث برمودا” المكان الذي طالما ارتبط ذكره بإحساس الرعب والفزع نتيجة لما أثير حوله من قصص وحكايات للمصير الغامض لكل من يقترب منه حيث شهد الكثير من الحوادث الغامضة مثل اختفاء الطائرات وغرق السفن بشكل غريب لا مبرر له، ولم يتوصل العلماء إلى معرفة السبب حتى الآن.
يقع “مثلث برمودا” غرب الولايات المتحدة بين شاطئي فلوريدا وجزيرة برمودا وشاطئ بورتريكو، وهو عبارة عن مجموعة من الجزر، يبلغ عددها 300 جزيرة، 30 جزيرة فقط منها مأهولة بالسكان، وتساوي هذه المساحة الواسعة نصف حجم إنجلترا.
وقد كان كريستوفر كولومبوس أول من وثق حدوث أشياء غريبة فى مثلث برمودا حينما شاهد هو وطاقم السفينة لهباً فى السماء وأضواءً متراقصة عند الأفق، وكتب فى مذكراته عن حدوث حركة غريبة فى البوصلة المغناطيسية.
ولفترات طويلة ظل «مثلث برمودا» لغزاً غامضاً حير العلماء، ولم يتمكن أحد من فك شفراته، بيد أن البعض يعزو هذا الغموض إلى طبيعة المكان الجغرافية والمناخية، التي تخلق ظروفاً جوية فريدة يمكن أن تمزق الطائرات في السماء، حيث ينتج مزيج من رياح المحيط الهادئ سريعة الحركة والجبال الشاهقة ظاهرة تُدعى (موجة الجبال)، وهي عبارة عن تأثير يمكن أن يرفع الطائرات ويهوي بها إلى الأرض.
على مدى 6 عقود «مثلث برمودا» شهد حوادث اختفاء أكثر من ألفي طائرة ومن أكثر هذه الحوادث شهرة اختفاء حادثة الرحلة 19 في عام 1945م، حيث اختفت مجموعة الطائرات الخمس للرحلة 19 التابعة للبحرية الأمريكية من نوع قاذفات القنابل في أثناء قيامها برحلة تدريبية عادية، والغريب أنه حينما تم إرسال طائرة استطلاع لتفقدها اختفت ولم تعد هي أيضاً، فكانت جملة الخسائر في الأرواح 27 رجلاً، ولم يعثر لهم على أي أثر.
ومن أشهر حوادث «مثلث برمودا»اختفاء طائرة الملياردير ستيف فوسيت، الذي أمضى معظم حياته طياراً متمرساً، وبعد عمليات البحث تم العثور على بعض عظام فوسيت إلى جانب حطام طائرته، وبطاقة هويته ويعتقد العلماء أن الظروف المناخية قد تسببت في سرعة هبوط طائرة ستيف.
وقد ساعد استمرار الغموض على جعل المجال خصباً للعديد من التفسيرات والتكهنات ما بين العلمية والدينية، بل الخرافية والأسطورية أيضاً.