أكد الدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يساند بقوة قطاعي الصحة والتعليم بمصر كما يشجع كل الجهود التي تؤدي إلى علاج المصريين من مختلف الأمراض، خصوصا أمراض القلب، ويدعم الأبحاث العلمية في هذا المجال.
وقال يعقوب ـ في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في واشنطن ـ على هامش زيارته للولايات المتحدة ـ إن مصر بها الكثير من المواهب التي يجب استغلالها بصورة مبكرة ، ولابد من تكاتف الجميع للوصول إلى هذه المواهب، لاسيما من الأطباء الشباب والباحثين ، وإعطائهم الفرص التي تساعدهم على النجاح وإفادة المجتمع المصري.
ونبه إلى أن جهود الرئيس السيسي واضحة خصوصا في مجال التعليم.. مشيرا إلى أنه تحدث في أحد المؤتمرات العلمية بالقاهرة مؤخرا، مركزا على التعليم والذي يمكن أن يقدم أبحاثا علمية تعود على المصريين بالفائدة المرجوة وعلى الإنسانية كلها.
وشدد على أن التعليم والبحث العلمي من أهم ما وضعته الأمم المتحدة من أهداف للألفية الجديدة والتي أضافت إليها صفة الاستدامة بحيث تفيد الأجيال المختلفة والمتعاقبة.
وأوضح أن “المركز الجديد للعلاج من أمراض القلب وأبحاثه العلمية، سيساهم في علاج حالات أكبر من الإصابات، ونحن نحتاج لزيادة عدد الشباب العاملين في هذا المجال، ونقوم باختيارهم وتدريبهم، حتى لو لم يكونوا مدربين، فالمهم أن يكون لديهم الاستعداد للعمل الجاد وأن يكونوا مؤمنين بالرسالة الإنسانية للطب، خصوصا وهم في سن صغيرة.
وبين أن من الضروري أن يؤمن الأطباء الشباب في مصر بالإبداع، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي يشجع هذا التوجه من أجل رفع مستوى الشباب وتسليحهم بالعلم.
ولفت إلى أنه في سياق زيارته للولايات المتحدة ألقى محاضرة كأستاذ زائر بجامعة هارفارد الأمريكية حول هذا المجال، منوها إلى أن مثل هذه الجامعات الكبرى لديها إيمان كبير بالإبداع كما أنهم وغيرهم يحضرون إلى المستشفى بأسوان فينبهرون بما فيها من تطور ومستوى عال ويطلبون التعاون مع المستشفى، وهذا أمر جيد ومشجع للغاية.
وقال الدكتور مجدي يعقوب ” تحدثت في هارفارد حول أهمية إفادة الإنسانية دون أنانية وأن نفكر في الناس الذين يعانون، ولا نفكر في مصلحة ذاتية ، فالطب ما هو إلا رسالة”.
وأكد أهمية أن يكون هناك استعداد داخلي للإبداع ، والمسألة كلها خاصة بمعايير الإبداع والتميز، وهذا ليس مجرد شعارات جوفاء بل يجب تعاون الجميع وأن يكون لديهم الإيمان بما يقومون به.
ونبه إلى ضرورة أن يكون هناك فريق عمل متكامل، لأن الفرد بمفرده لا يصل للهدف المطلوب بقدر تعاون الفريق بالكامل، وهذا يتحقق في أسوان سواء في الجراحة والباطنة أو غيرها، وبالتالي من الممكن لأي فرد في الفريق أن يقود المجموعة بالكامل في وقت ولا ينفرد شخص بالقيادة.
ولفت إلى ضرورة معاملة الناس، بالذات من المرضى، بكل احترام، لأن المسألة ليست علاج المرض وإنما نتعامل مع المريض كإنسان بكرامة وليس كمجرد حالة.
وقال الدكتور مجدي يعقوب إنه، بعد وفاة عمته في سن صغيرة، 22 سنة ، متأثرة بمرض القلب، خلق ذلك في نفسه تحديا لمواجهة أمراض القلب، والبعض قال له إنه لن ينجح في ذلك لكنه نجح، بل وسعى لعلاج أمراض القلب في العالم كله من خلال عمله الجماعي مع فريقه.. مشيرا إلى أن هناك أعدادا ضخمة من المصابين بروماتيزم القلب، وكثيرون لا يعرفون ذلك، وعندنا في مصر عددهم كبير أيضا، وهذا أمر مؤلم جدا ويجب أن يتعاون فيه الجميع.
وأضاف:” كنت أفكر منذ نحو 40 سنة لإنشاء مشروع علاجي في مصر، وكنت أحضر في مستشفيات مختلفة بمصر لإجراء عمليات قلب للفقراء والمحتاجين، ووجدت أن هناك احتياجا ضخما خصوصا في الصعيد وعلى الأخص في أسوان، لأن الأطفال كانوا يأتون من أسوان للقاهرة للعلاج وهم في حالة يرثى لها، فقررت أن أعمل المشروع في أسوان حتى تستفيد منه مدن الصعيد كافة”.
وأضاف أنه بالتدريج نجح المشروع من خلال التعاون مع الزملاء من المواهب المصرية الكثيرة التي تحتاج فقط لفرصة وأن يكون المستوى المهني عالميا.
وقال “سافرت من مصر في الستينيات رغبة مني في الاستزادة العلمية من جراحين في النرويج والدانمارك وإنجلترا، فأردت التعلم منهم، وحصلت على الزمالة الملكية الطبية بانجلترا حتى قبل ما أنهى الدراسة بكلية الطب، وكنت أتمرن على جراحة القلب على أعلى مستوى”.
وأضاف “اخترت علاج القلب لأني رأيت أعداد الأطفال والشباب الذين يموتون متأثرين بأمراض القلب، وشاهدت ذلك في مستشفى قصر العيني، وأمراض القلب لها جوانب كثيرة علمية ومن الضروري البحث العلمي من أجل علاج هذه الأمراض”.
وذكر أن في مصر تحديات منها أن عدد المرضى كبير، فمثلا حين سافرت من مصر في الستينيات كان التعداد السكاني بمصر 30 مليونا.. اليوم 100 مليون وهذا يمثل تحديا.
وقال الدكتور مجدي يعقوب إنه يجب إعطاء الفرصة للأطباء الشباب للإبداع والتدريب وعلاج المرضى، لأن المتميزين بلا فرص لا يقدمون شيئا.
وحول روشتة جراح القلب العالمي للشباب من أجل النجاح قال يعقوب: “ما هو النجاح: هو أن يعمل الإنسان ما يؤمن به ويحبه وأن يكون لديه حماس لذلك ، ويجب أن يسأل نفسه عما إذا كان مؤمنا بهذا العمل أم لا، وخصوصا في مجال الطب والبحث العلمي والعلاجي، فالمسألة ليست سهلة، بل تستغرق سنين طويلة ومذاكرة مستمرة ومتابعة مع المرضى، فلو أحب هذا المجال، فهذا سيكون رائعا، أما كلمة الشهرة فلا قيمة لها ولا يجب أن تكون هي هدف الأطباء الشباب”.