مجلة أمريكية: خطايا أوباما السبع تسببت في وضع الشرق الأوسط الحالي
خلال سنوات إدارة أوباما الثمانية، قضى نحو أكثر من نصف مليون من المسيحيين والإيزيديين والمسلمين نحبهم في الشرق الأوسط على يد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، في حملة تطهير عرقي باسم الدين والله، كما هُجّر نحو مليوني شخص آخرين.
وأصبحت ليبيا واليمن حاضنتين للإرهاب، وأمريكا فقدت موقعها كدولة رائدة لصالح روسيا، وتحالفت مع سوريا وإيران، وبرعاية إدارة أوباما خرجت إيران من عزلتها، وعادت للمجتمع الدولي، وأصبحت إحدى الدول المهيمنة في المنطقة.
وأشارت مجلة "فرونت بيدج" الأمريكية، إلى أن تلك الكوارث كانت نتيجة مباشرة لسياسة الاسترضاء والتراجع التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما أنها نتيجة متوقعة لموقف الحزب الديمقراطي المعارض لـ"الحرب على الإرهاب".
وأضافت المجلة أن السبب الحقيقي لتلك النتائج الكارثية هو تعمد الحزب الديمقراطي تخريب الحرب الأمريكية في العراق، حيث صوت الديمقراطيون في البداية على السماح للجيش الأمريكي بالتدخل لإسقاط نظام صدام حسين في العراق، إلا أنه بعد ثلاثة أشهر من بداية الحرب تغير موقف الديمقراطيين تمامًا، وأعلنوا أن الحرب "غير أخلاقية وغير قانونية وغير ضرورية".
والسبب الحقيقي لتغيير الديمقراطيين موقفهم من الحرب ليس اعتراضهم على الحرب نفسها، أو حقيقة عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل، ولكنه كان رد فعل سياسي بسبب ترشح هوارد دين -السياسي الديمقراطي المعارض للحرب- في انتخابات الرئاسة عام 2004.
ففي يونيو 2003، بدأ الديمقراطيون في الادعاء أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، كذب للحصول على دعم الديمقراطيين للحرب، ومن جانبها أكدت المجلة أن بوش لم يكن يستطيع أن يكذب، لأن الديمقراطيين كانوا على اطلاع بكل المعلومات الاستخباراتية التي أُتخذ على أساسها قرار الحرب.
وبلغت حملة الديمقراطيين ضد الحرب ذروتها مع انتخاب أوباما، المعارض للحرب، ومع انتخاب أوباما كانت أمريكا وحلفاؤها قد حققا نجاحًا في الحرب ضد الإرهاب، إلا أن أوباما رفض بقاء القوات الأمريكية في العراق لحفظ السلام، وأصر على سحب القوات الأمريكية من العراق، وتسبب ذلك في فراغ في السلطة، وقام داعش بملئه.
وتلقى أوباما نصيحة من مستشاريه للإبقاء على قوة عسكرية من 20 ألف جندي، بالإضافة للقاعدة العسكرية الأمريكية في بغداد، إلا أن أوباما جعل من الانسحاب من الحرب محورا لسياسته الخارجية، وأشارت المجلة إلى أنه لولا قرار أوباما بالانسحاب من العراق، لتمكنت تلك القوات من القضاء على داعش في مهده والحفاظ على أرواح نصف مليون ضحية.
وقالت "فرونت بيدج" إن السبب الثاني للفوضى في الشرق الأوسط، هو تأييد إدارة أوباما للرئيس السوري بشار الأسد، حيث وصف كل من هيلاري كلينتون وجون كيري وزيرا الخارجية في إدارة أوباما الأسد بالمصلح الديمقراطي قبل قليل من شنه حرب شعواء ضد شعبه.
وأعقب ذلك تغاضي أوباما عن تطبيق عقوبات على سوريا بعد استخدام الأسد أسلحة كيماوية ضد شعبه، واكتفى بعقد صفقة وهمية مع روسيا لتدمير ترسانة الأسد الكيميائية، وبعد ستة سنوات استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية مرة أخرى ليكشف حيلة أوباما.
وأضافت أن السبب الثالث لمستنقع الشرق الأوسط، هو تغاضي أوباما في دعم الثورة الخضراء في إيران، حيث انطلق الآلاف من الإيرانيين المعارضين للنظام في شوارع طهران في 2009 لإسقاط نظام الملالي، ودعم صمت أوباما النظام الإيراني بطريقة أو بأخرى.
وكانت خيانة أوباما للحراك في إيران تأكيدا لرسالته للمنطقة "إن أمريكا لم تعد تهتم بدعم الحرية، وتنوي دعم أعدائها الذين قتلوا العديد من الأمريكيين باسم الإسلام".
وأضافت المجلة أن السبب الرابع لما وصل إليه الوضع في الشرق الأوسط، هو تدخل أوباما في مصر، وتخليه عن حسني مبارك حليف أمريكا، ودعمه المباشر للإخوان المسلمين الراعي الرئيسي للإرهاب في المنطقة.
وظهر دعم أوباما للإخوان جليًا بعد سقوط نظام الإخوان على يد الجيش بعد المظاهرات المعارضة للإخوان في جميع أنحاء البلاد، حيث أبدى البيض الأبيض اعتراضه على عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينها.
وأثار أوباما بتبني تلك السياسات نفور الحليف الأقوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفتح الباب لروسيا للظهور كلاعب رئيسي في المنطقة.
والسبب الخامس الذي أدى للظهور السريع للجماعات الإرهابية في المنطقة وتمزيق المنطقة، تدخل أوباما غير الرسمي وغير القانوني في ليبيا، وقتل الرئيس الليبي معمر القذافي -الذي كان يعد ديكتاتورًا دون شك- ولكنه كان معارض شديد لتنظيم القاعدة.
وتسبب سقوط نظام القذافي في إظهار النوايا الأمريكية، التي تسببت في التهام الإرهابيين لليبيا والسيطرة على أماكن كبيرة بها.
والسبب السادس لما وصل إليه الشرق الأوسط، سياسة أوباما التي اتبعها ألا وهي "الصمت الاستراتيجي" بل يمكن تسميته "الجبن الاستراتيجي"، حيث فشل أوباما في تطبيق رد حاسم على تنظيم داعش، الذي أصبح أكبر تنظيم إرهابي على الإطلاق.
وأشارت المجلة إلى أن تقارب إدارة أوباما من النظام الإيراني، يعد السبب السابع والأكثر تأثيرًا في الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشرق الأوسط، وأضافت أن إيران هى أكثر من شارك في قتل الأمريكيين، بدءًا من تفجيرات بيروت عام 1983، حتى استخدام العبوات الناسفة التي تسببت في مقتل المئات من الجنود الأمريكيين في العراق.