مجلس الأمن يجمع على إدانة كوريا الشمالية
بعد إطلاقها الأحد صاروخًا باليستيًا جديدًا الثلاثاء – 18 جمادى الأولى 1438 هـ – 14 فبراير 2017 مـ رقم العدد [13958] وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو يتحدث عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا (إ.ب.أ) Tweet تغير الخطخط النسخ العربي تاهوماالكوفي العربيالأميريثابتشهرزادلطيف لندن: «الشرق الأوسط أونلاين» دان مجلس الأمن الدولي، أمس، بإجماع أعضائه، بما فيهم الصين، التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد، فيما توعدت الولايات المتحدة بالرد «بشدة».
وأطلقت كوريا الشمالية الأحد صاروخًا باليستيًا جديدًا أثار تنديدًا دوليًا واسعًا، واعتبر بمثابة تحدٍ للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب.
ووافق أعضاء مجلس الأمن الـ15، بما فيهم الصين الحليفة الأساسية لكوريا الشمالية، على مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة الذي يؤكد أنّ التجربة الصاروخية تشكل «انتهاكًا خطرًا» لقرارات الأمم المتحدة وتهدد النظام الشيوعي بـ«تدابير جديدة هامة».
وصدر القرار خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن في الساعة 22:00 ت. غ، بناء على طلب الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، غداة إطلاق بيونغ يانغ صاروخًا باليستيًا جديدًا يهدف، حسب سيول إلى اختبار رد ترمب.
وتعهد ترمب بالرد «بشدة» على التجربة الصاروخية التي تطرح برأيه «مشكلة كبيرة جدًا».
ودعت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن نيكي هايلي في بيان، دول مجلس الأمن، إلى «استخدام كل الوسائل الممكنة للقول بوضوح لنظام كوريا الشمالية وشركائه إنّ عمليات الإطلاق هذه غير مقبولة». وأضافت: «حان الوقت لمحاسبة كوريا الشمالية، بالأفعال وليس بالأقوال».
وتحظر قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية تطوير أي برنامج نووي أو باليستي. وفرضت المنظمة الدولية على نظام بيونغ يانغ منذ تجربته النووية الأولى في 2006، 6 مجموعات من العقوبات لم تتمكن من إرغامه على التخلي عن طموحاته العسكرية.
ورأى سفير اليابان لدى الأمم المتحدة كورو بيسشو أنّه من الأساسي فرض عقوبات لإرغام كوريا الشمالية على تبديل سلوكها، لكنّه رأى أن الأمر «يستغرق وقتًا»، مضيفًا: «علينا أن نواصل ممارسة الضغط. لا نسعى إلى حل عسكري».
لكن وزارة الدفاع الأميركية أكدت أنّ لدى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مجتمعة وسائل قادرة إذا اقتضت الحاجة على اعتراض صواريخ باليستية شبيهة بالصاروخ الذي تم اختباره الأحد.
كما تعتزم الولايات المتحدة نشر نظام «ثاد» الأميركي المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية، إلا أن سيول لم تقرر بعد مكان نشره.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل اجتماع مجلس الأمن بالتجربة الصاروخية، ودعا الأسرة الدولية إلى «التعاطي مع هذا الوضع بشكل موحد».
وأثارت التجربة الصاروخية بدايةً جدلاً حول تعاطي دونالد ترمب مع المسألة، بعدما نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور يظهر فيها ترمب يجري مناقشات مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ومساعدين له في قاعة مطعم في نادي مار – آ – لاغو للغولف، الذي يملكه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، وقد نشرها أحد أعضاء النادي كان حاضرًا في القاعة.
وإن كان ريتشارد دي آغازيو الذي التقط الصور بنفسه محاها لاحقًا عن موقع «فيسبوك»، فإن أصواتًا ارتفعت تنتقد إجراء مثل هذه المناقشات في مكان علني، في حين يتعين أن تجري بعيدًا عن الأنظار وأن يكون مضمونها سريًا.
وأعلنت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي: «لا يمكن أن يكون هناك عذر لعرض أزمة دولية من هذا النوع أمام مجموعة من أعضاء نادي غولف وكأنهم في استعراض».
وفي 2016، قامت كوريا الشمالية بتجربتين نوويتين وأطلقت 20 صاروخًا في إطار سعيها لامتلاك تكنولوجيا تجعل الأراضي الأميركية في مرمى صواريخها النووية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنّ الصاروخ أطلق الأحد من قاعدة جوية في غرب كوريا الشمالية وقطع نحو 500 كيلومتر باتجاه الشرق، قبل أن يسقط في بحر اليابان الذي يسميه الكوريون الشماليون البحر الشرقي.
وبث التلفزيون الكوري الشمالي مشاهد للصاروخ لحظة إطلاقه، فبدأ ينطلق في خط شبه عمودي فيما يشتعل محركه، ثم يبدل مساره في الجو.
كما أظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية انطلاق الصاروخ بحضور كيم جونغ – أون مبتسمًا، ووسط تشجيع عشرات الجنود والعلماء.
وأوضح التلفزيون أنّه «صاروخ أرض – أرض بين متوسط وبعيد المدى من نوع بوغوكسونغ – 2»، يعمل محركه بالوقود الصلب، مما يسمح بتقليص الوقت اللازم للتزود بالوقود بشكل كبير مقارنة مع الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، مما يجعل من الصعب رصد الصاروخ.
وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها كوريا الشمالية عن صاروخ «بوغوكسونغ – 2». وكانت أعلنت في أغسطس (آب)، عن إطلاق صاروخ «بوغوكسونغ – 1» (أي نجمة الشمال) من غواصة.
وأعلن الشمال مرات عدة في الماضي عن إنجازات عسكرية متقدمة شكك فيها المحللون. وهو يؤكد أنّه صنع صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، لكنه لم يختبره بعد.
وأطول صاروخ اختبرته كوريا الشمالية حتى الآن هو «موسودان» المتوسط المدى والقادر عمليًا على الوصول إلى الأراضي الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادي. لكن معظم التجارب المتعلقة به باءت بالفشل.
ووعد ترمب اليابان، حليفة واشنطن الإقليمية في المحيط الهادي، بالتزام بلاده بأمنها «مائة في المائة».