كشف تقرير صادر عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، أن الصين وروسيا وإيران “حاولتا” التدخل في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة عام 2022 وذلك بوتيرة أكبر مما كانت عليه في عام 2018.
وجاء في التقرير – الذي ورد اليوم الثلاثاء على الموقع الرسمي لمجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي – ” يُقدر المجلس أن الصين وافقت ضمنيًا على الجهود الرامية إلى محاولة التأثير على عدد قليل من الانتخابات النصفية التي يشارك فيها أعضاء من كلا الحزبين السياسيين الأمريكيين، وربما رأى ضباط المخابرات والدبلوماسيون وغيرهم من الجهات الفاعلة المؤثرة في جمهورية الصين الشعبية أن بعض أنشطة التأثير على الانتخابات تتوافق مع توجيهات بكين الدائمة لمواجهة السياسيين الأمريكيين الذين يُنظر إليهم على أنهم مناهضون للصين ودعم الآخرين الذين يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون للصين”.
وأكد التقرير الثقة العالية في النتيجة التي تم التوصل إليها، مرجحا أن ينظر قادة جمهورية الصين الشعبية إلى جهودهم المتنامية لتضخيم الانقسامات المجتمعية في الولايات المتحدة باعتبارها استجابة لما يعتقدون أنه جهد أمريكي مكثف لتعزيز الديمقراطية على حساب الصين.
وحول إيران، قال التقرير “يُقدر مجلس الاستخبارات أن أنشطة النفوذ الإيرانية تعكس نيتها استغلال الانقسامات الاجتماعية المتصورة وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية الأمريكية خلال هذه الدورة الانتخابية.. ونقدر أن طهران اعتمدت في المقام الأول على أجهزتها الاستخباراتية والمؤثرين عبر الإنترنت المقيمين في إيران لإجراء عملياتها السرية، وربما كانت الجهود التي بذلتها طهران خلال الانتخابات النصفية تعكس جزئياً محدودية الموارد بسبب الأولويات والحاجة إلى إدارة الاضطرابات الداخلية”.
وفيما يخص روسيا، قال التقرير “تشير تقديرات مجلس الاستخبارات إلى أن الحكومة الروسية ووكلاءها سعوا إلى تشويه سمعة الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات النصفية وتقويض الثقة في الانتخابات، وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى تقويض الدعم الأمريكي لأوكرانيا.. وأن لديه “ثقة عالية” في النتيجة التي توصل إليها، حيث أجرت عناصر من الكرملين وأجهزته الاستخباراتية أبحاثًا وتحليلات مكثفة لجماهير الولايات المتحدة لإثراء جهودهم المتعلقة بالانتخابات، بما في ذلك التركيبة السكانية المستهدفة والروايات والمنصات التي تصوروا أنها ستجذب هذه الجماهير، مما يعكس بعض التقارير الأكثر وضوحًا التي قدمتها لجنة الاستخبارات حتى الآن حول عمليات التأثير الروسية التي تركز على الولايات المتحدة”.
وخلص التقرير بالقول إن تقديرات مجلس الاستخبارات تشير إلى أن مجموعة من الجهات الفاعلة الأجنبية الإضافية اتخذت بعض الخطوات لمحاولة تقويض السياسيين الأمريكيين الذين يسعون إلى إعادة انتخابهم، وقد تباينت تفضيلاتهم، وربما كانت بعض هذه الجهود أصغر حجمًا وأكثر استهدافًا بشكل أضيق من الأنشطة التي قامت بها الصين وإيران وروسيا.