قال الكاتب والمحلل الاقتصادى السعودى، فضل بن سعد البوعينين، أن ولى العهد السعودى سمو الأمير محمد بن سلمان اختار زيارة مصر لتكون محطته الأولى فى جولته العربية لتوثيق العلاقات الأخوية، وتعزيز التضامن، وتوحيد الرؤى الاستراتيجية الكفيلة بضمان أمن واستقرار المنطقة، وخلق آليات عمل قادرة على تحقيق أهداف التنمية العربية التى تعد بوابة الرخاء والأمن والاستقرار.
وأضاف المحلل الاقتصادى السعودى فى مقالة نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية، اليوم الثلاثاء، أن زيارة ولى العهد السعودى للدول العربية قبيل مشاركته في قمة العشرين، إشارة مهمة لالتزامات المملكة تجاه الدول العربية الشقيقة، مشيرا إلى أن وجود المملكة فى مجموعة العشرين يضع عليها مزيدًا من الالتزام لتمثيل الدول العربية، وتحقيق مصالحها التنموية والاقتصادية.
وأوضح البوعينين أن ولى العهد السعودى يؤمن بأهمية التنمية وانعكاساتها المهمة على الشعوب، غير أن تفعيل برامجها وتحقيق أهدافها لا يمكن أن يتم بمعزل عن مد جسور الثقة والتعاون الأمثل بين الدول العربية، وإرساء الأمن والاستقرار باعتبارهما قاعدة التنمية الكبرى، إضافة إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتابع أن الأمير محمد بن سلمان يسعى أيضًا لتحقيق بيئة مثالية حاضنة لرؤيته التنموية الاستراتيجية التي عبَّر عنها بوضوح في مؤتمر مستقبل الاستثمار، التي تجاوزت السعودية لتصل إلى دول الشرق الأوسط؛ إذ توقَّع أن يتحول خلال السنوات القادمة إلى أوروبا الجديدة عطفًا على خطط التنمية وبرامجها التي تُنفَّذ في دول الخليج ومصر ولبنان والأردن، وغيرها من الدول.
وأشار إلى أن المملكة تسعى دائمًا لتعزيز التنمية العربية، والمساهمة الفاعلة فيها، وتحقيق رفاهية الشعوب، واستثمار ما حباها الله من نِعَم في تحقيق تلك الأهداف المباركة.
واستطرد أن ربط المشروعات التنموية الكبرى في السعودية ببُعدها الإقليمي من أدوات التنمية العربية التي بدأت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تفعيلها وفق رؤية استراتيجية حصيفة مثل مشروع مدينة نيوم، ترجم تلك الرؤية التنموية الشاملة بعد أن استهدف تنمية أجزاء مهمة من مصر والأردن؛ لتشكل فيما بينها منظومة التطوير الكبرى، وتحقيق التكامل الأمثل بين الدول العربية، واستثمار المقومات المتاحة لتعزيز الشراكة الاقتصادية التنموية المحققة للأهداف السامية.
وأكمل المحلل الاقتصادى السعودى إلى وجود فرص تنموية كثيرة، ومقومات اقتصادية محفزة للاستثمار في جميع الدول العربية، تقابلها تحديات كبرى، تستوجب المعالجة، وتوحيد الرؤى، والتحرك السريع إلى الأمام بعيدًا عن ترسبات الماضى والتحزبات المؤذية والمضرة بمصالح الشعوب، موضحا أن جولة الأمير محمد بن سلمان الخليجية والعربية ستفتح آفاق التعاون الأمثل والشراكات التنموية الاقتصادية، وستمد جسور العلاقات الأخوية وتعززها، وستؤسس لمستقبل زاهر، يعيد للعالم العربي أمنه واستقراره ونموه وازدهاره.