تحقيقات و تقاريرعاجل

محمد بن سلمان يجدد شباب المملكة.. تقرير

فى سنوات قليلة شهدت المملكة العربية السعودية طفرة فى سياساتها الخارجية والداخلية مع صعود نجم ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، الذى بدأ موجة التحديث لتجديد شباب المملكة، وهو ما لوحظ فى جولاته الخارجية وتحدث عنه مرارا فى وسائل الإعلام العالمية.

الرباعى العربى ومقاطعة قطر

تآمرت قطر لزعزعة أمن الدول العربية لسنوات، بما فيها السعودية من خلال التحالف مع إيران والحوثيين فى اليمن، وعندما تشكل التحالف العربى بقيادة المملكة لإعادة الاستقرار لليمن المجاور للحدود السعودية، انضمت قطر للتحالف ولكن ليس للعودة عن سياساتها المدمرة بل لتوجيه الطعنات فى الظهر.

من هنا ومع استمرار الدعم القطرى للإرهاب عمل الأمير محمد بن سلمان على التعاون مع الدول العربية لاتخاذ موقف حازم تكلل فى 2017 بإعلان الرباعى العربى قرار مقاطعة قطر وحظر مرور طائرتها فى المجال الجوى السعودى والإماراتى وحظر التعاملات المصرفية، وطرد السفراء القطريين حتى تعود الدوحة عن خيانتها للدول العربية.

وفيما يخص التحالف العربى تم طرد قطر منه بعدما انكشف دور تنظيم الحمدين فى تزويد الحوثيين وتنظيم القاعدة، بإحداثيات ومعلومات استخباراتية أودت بأرواح العشرات من جنود التحالف العربى فى اليمن.

هذه الخيانة وثقها السفير الإماراتى فى موسكو عمر سيف غباش، الذى أكد وجود أدلة بالصوت والصورة على أن قطر زودت تنظيم القاعدة بمعلومات مكنته من استهداف القوات الإماراتية فى اليمن عبر 4 هجمات انتحارية.

وكالعادة أيضا دعمت قطر الجماعات الإرهابية بالأموال لإفشال المهمات القتالية لقوات التحالف وخلط الأوراق فى اليمن من خلال إطالة أمد الحرب التى تشنها قوات الشرعية اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربى.

هنا وبفضل ولى العهد السعودى كانت المملكة بدأت خطوتها فى سياسة خارجية أكثر فعالية، ولضمان نجاح هذه السياسة الجديدة فى مواجهة الإرهاب جاءت الخطوة الثانية وهى نشر الإسلام المعتدل للقضاء على التطرف.

تقويض إيران

وكما كان العمل على تقويض قطر لدعمها الإرهاب، كان لابد لتقويض الجناح الثانى فى تحالف زعزعة الاستقرار العربى، وهو بالطبع “طهران” ففى حوار ولى العهد السعودى مع مجلة التايم، كشف عن جهود المملكة للتعاون مع الولايات المتحدة لصد إيران.

قال الأمير محمد بن سلمان فى مارس الماضى إنه إذا امتلكت إيران السلاح النووى ستقوم السعودية بالمثل فى أسرع وقت ممكن، وبعدها بأقل من شهرين جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، الأمر الذى يعنى انتصار السعودية على الاتفاق النووى الذى لم تخف المملكة تحفظاتها له أبدا منذ 2015 بسبب ثغراته التى سمحت لإيران بالخروج من دائرة العقوبات والحصول على الأموال التى استخدمتها ليس فى تحسين حياة شعبها بل لتمويل الجماعات المسلحة فى الشرق الأوسط وخاصة الحوثيين.

مواجهة التطرف

مكافحة الفكر المتطرف، بالنسبة لولى العهد السعودى لم تكن مجرد عمليات أمنية للقبض على متطرفين بل إعادة للإسلام المعتدل السمح بالانفتاح السعودى على العالم.

وهو ما برز بوضوح فى حديث الأمير محمد بن سلمان مع شبكة CBS الذى قال صراحة إن التطرف لم يتسبب فى أضرار للعالم الغربى ولا خسائر فى الأرواح البشرية فقط بل كان يهدف أيضا لزعزعة العلاقات السعودية الأمريكية، عندما قام بن لادن بتجنيد 15 سعوديا لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر، إذا التطرف هنا كان التطرف يهدد السعودية وأمنها الوطنى بشكل مباشر.

ولذا تدخل ولى العهد ضده بعبارته الصريحة “قبل 1979، كنا نعيش حياة رائعة وطبيعية مثل بقية دول الخليج، النساء تقود السيارات، ويوجد دور سينما”.

وأضاف “قوانين الشريعة واضحة، فليس هناك نصّ يوجب المرأة لبس العباءة السوداء” وأنه ” لا يوجد فرق بين المرأة والرجل”.

وأوضح “هناك العديد من الأفكار التى تتناقض مع طريقة الحياة فى زمن الرسول والخلفاء، وهذا هو المعيار والنموذج الحقيقى الذى يجب أن نتبعه، فالقوانين واضحة جداً فى الشريعة الإسلامية؛ مثلاً يجب على المرأة أن ترتدى ملابس لائقة ومحترمة، مثل الرجال، ولم تحدد بشكل خاص العباءة السوداء، أو النقاب”.

الحوار على شبكة CBS كان قبيل جولة الأمير محمد بن سلمان فى الولايات المتحدة التى أظهرت جانبا آخر من انفتاح المملكة على العالم فالجولة لم تكن مجرد مقابلات سياسية واجتماعات فى غرف مغلقة مع المسئولين الأمريكيين بل كانت فيها جولة “وادى السيليكون”

جولة وادى السيليكون

جاءت الجولة فى أبريل 2018 لجذب المستثمرين إلى المملكة، واستقطاب شركاء من أقطاب التكنولوجيا لاستثمارات جديدة فى المملكة تتناسب مع رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودى.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن المباحثات بين السعودية وكبار شركات وادى السيليكون كانت بدأت قبل الزيارة من خلال مباحثات بين شركة ” ألفابيت” (Alphabet) الشركة الأم لجوجل، وبين “أرامكو” السعودية، وذلك لبناء مركز تكنولوجى ضخم داخل المملكة على غرار وادى السيليكون.

من هنا جاءت الجولة للتباحث مع رؤساء ومسئولى شركات “فيسبوك” و”أبل” للانضمام للمشروع الضخم.

زر الذهاب إلى الأعلى