علوم وتكنولوجيامنوعات

مخاوف طبيعية من شريحة إيلون ماسك .. هل ستكون فى صالح البشرية أم ضدها ؟

يظهر لنا ابتكار مميز لعملاق التكنولوجيا إيلون ماسك من حين لآخر، ومعه تصريحات خطيرة حول أمر تقنى جديد، لذلك اعتادنا أن يلفت انتباهنا بعمله وإنجازاته التى تفيد البشرية بطريقة أو بأخرى، لكن علينا أن نقف قليلا أمام الأمر الخاص بشريحة الدماغ Neuralink التى أعلن عنها ماسك الليلة الماضية فى حدث مباشر، وتم اختبارها على الخنازير فى الوقت الفعلى.
 
ليس الأمر هينا أبدا عندما نتحدث عن جسم غريب له قدرات غير محدودة تتم زرعته فى دماغ الإنسان، أهم جزء فى الجسم، والذى يتحكم فى حياته بأكملها، تخيل معى مدى اقتراب التقنية منك وفكر مرة أخرى هل سيكون هذا الأمر مفيد فعلا للبشرية؟
 
هذه الشريحة وفقا لما ذكره إيلون ماسك، ستعمل على ربط إشارات الدماغ بالأجهزة الذكية للتحكم فيها عبر الأفكار، كما أنها ستساهم فى علاج حالات عصبية مثل مرض ألزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكى، وكذلك أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق. 
 
ولعل الجزء الأخطر هو إمكانية التحكم فى الذكريات وخلق سعادتك الخاصة من خلال التركيز على اللحظات الجيدة وإبعاد المقلقة لك، فقال ماسك عن عمل الشريحة “المستقبل سيكون غريبًا، وفى المستقبل ستتمكن من حفظ الذكريات واستعادتها، يمكنك تخزين ذكرياتك بشكل أساسى كنسخة احتياطية واستعادة الذكريات، ومن المحتمل أن تقوم بتنزيلها فى جسم جديد أو فى جسم إنسان آلى”.
 
وأضاف ماسك: “لن تحتاج إلى الحديث”، بل ستجعلك الشريحة قادر على التواصل دون فعل ذلك، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون فى صالح تمكين التعايش بين البشر والذكاء الاصطناعى.
 

لكن فى المقابل يجب علينا طرح بعض الأسئلة التى تعبر عن مخاوف حقيقية حول التقنية الجديدة:

 
1- هل التلاعب بالذكريات سيكون فى مصلحة البشرية أم ضدها؟
 
2- هل يمكن اختراق الشريحة والتدخل فى أفكار الشخص؟
 
3- هل حال إزالة الشريحة ستكون كبطاقة ذاكرة؟
 
4- هل زرع شريحة فى دماغ الإنسان سيجعله أقوى أم أضعف؟
 
5- كيف ستكتشف الجرائم التى يتم إجراؤها عن طريق نشاط الدماغ؟
 
لم يجب ماسك على هذه الأسئلة فى عرضه المميز، لكن كانت إجاباته فى هذا الشأن محدودة من خلال الشرح التوضيحى الذى ركز على الإيجابيات فقط وسط انبهار الكثيرين، ربما قال من قبل أن الشريحة غير قابلة للاختراق ولكن ماذا عن إمكانية إزالتها بعد تخزين الذكريات والأفكار الخاصة بالشخص عليها؟
 
ولم يقدم ماسك دليل حقيقى حول عدم اختراق هذه الشريحة التي سترتبط بالأجهزة الذكية، حيث حذر الخبراء بالفعل من قبل، أن المجرمين الإلكترونيين يمكنهم الوصول إلى واجهات الدماغ والكمبيوتر (BCIs) لمحو مهاراتك وقراءة الأفكار أو الذكريات، وهو خرق أسوأ من أي نظام آخر.
 
فهل يمكن للشريحة أن تفتح نافذة للمتسللين لغزو أفكار أو ذكريات المسؤولين السياسيين والعسكريين، وتسمح للصوص آخرين يحاولون تنفيذ هجماتهم الرقمية الخاصة.
 
ولعل تساؤل الدكتور ساسيثاران بالاسوبرامانيام، مدير الأبحاث في مجموعة برمجيات وأنظمة الاتصالات (TSSG) بمعهد ووترفورد للتكنولوجيا لـ Zdnet هو خير ختام لكل هذه المخاوف حول التقنية الجديدة، عندما قال “ما نوع الضرر الذي سيلحقه الهجوم بالدماغ، هل سيمحو مهاراتك أم يعطلها.. هل ستأتى العواقب في شكل معلومات جديدة فقط توضع في الدماغ، أم ستكون أقوى من ذلك؟.ش
زر الذهاب إلى الأعلى