كشفت تصريحات صحفية لمسئولي إيران وقطر، التطابق في وجهة النظر بين البلدين في التآمر على السعودية، وتنفيذ مخطط تدويل الحج، عبر توجيه اتهامات مزعومة للملكة بتسييس الحج ومخالفة الاتفاقيات والمواثيق.
حجاج إيران
وزعم علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أن السعودية لم تنفذ حتى الآن الاتفاق بمنح التأشيرة للفريق الدبلوماسي الإيراني، مضيفا أن اللجنة قلقة بشأن موسم الحج المقبل.
وادعى بروجردي أن لدى لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي قلقا ومخاوف بشأن أداء الحج في الموسم المقبل.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني: “نظرا لعدم وجود علاقات رسمية بين إيران والسعودية في الوقت الحاضر، فإن الاتصالات تجري بين إيران والحكومة السعودية عبر دولة ثالثة كراعية للمصالح”، بحسب وكالة “أنباء فارس”.
وبيَّن المسئول الإيراني، أنه في الوقت الحاضر ليس لدينا قنصلية وسفارة في السعودية، ومن خلال الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل شهرين، تقرر إرسال 10 أشخاص من أعضاء وزارة الخارجية يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية إلى السعودية، في أوائل شهر شوال، على أن يجري هؤلاء الأشخاص مفاوضات ليحصلوا على بطاقات تعريف خاصة، بعد استقرارهم هناك.
وأبدى بروجردي قلقه، قائلا: “إذا كان مقررا ألا تنفذ الحكومة السعودية ووزارة الحج التزاماتها، حيث لم ينفذوها بشكل تام حتى الآن، فإن مسئولية أي مشكلة بشأن الحج المقبل تقع مسئوليتها منذ اليوم على عاتق السعودية”.
قطر على نهج إيران
بعد تصريحات المسئول الإيراني، بساعات قليلة، اتهم رئيس تحرير صحيفة الراية القطرية صالح بن عفصان العفصان الكواري، المملكة العربية السعودية بتسييس الحج، مضيفا أن الحجاج ضيوف الرحمن وليس المملكة.
وكرر الكواري في مقال له بعنوان “الحجاج ضيوف الرحمن وليس المملكة”، تصريحات إيرانية تتهم المملكة لوضع عراقيل أمام حجاج بيت الله الحرام، قائلا: “تمنع السلطات السعودية حجاج دولة قطر والمقيمين فيها من أداء فريضة الحج والتضييق عليهم وتخويفهم وترهيبهم ووضع كافة العراقيل التي تحول بينهم وأداء هذه الفريضة وذكر الله في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومساجد المملكة الأخرى!!”، على حد زعمه.
وزعم الإعلامي القطري، أن السعودية تحارب الحجاج القطريين، قائلا : “تحارب السلطات السعودية حجاج ومعتمري دولة قطر وتمنعهم وتضيق عليهم زيارة أول بيت وُضِعَ لِلنَّاسِ ببكة”.
وتابع: “إن ما تقوم به السلطات السعودية تجاه حجاج دولة قطر من إجراءات تعسفية تتعلق بحجهم، هو صد عن سبيل الله، وفيه تشبه بالكفار الذين صدوا المسلمين عن أداء الحج والعمرة” على حد زعمه.
وأضاف الكواري، قائلا: “إن ما تقوم به المملكة نحو حجاج ومعتمري دولة قطر، هو استهانة لأبعد الحدود بأحكام الشريعة وبالفرائض والمناسك التي أوجبها الله على كل مسلم قادر ومستطيع”.
وأردف قائلا : “انطبقت كل الشروط على حجاج قطر واستوفوها كاملة، لكن منعهم مانع هو السعودية بسبب أزمة سياسية مفتعلة أدخلت فيها دول الحصار الشعوب وسيست على أثرها المملكة موسم الحج” على حد زعمه.
مخطط تدويل الحج
ويسعى حكام إيران منذ تأسيس نظام ولاية الفقيه في 1979، إلى تسييس الحج، حيث يعمل نظام المرشد الأعلى علي خامنئي في طهران على طرح قضية “تدويل الحج” منذ سنين.
وقد كرر المرشد علي خامنئي في تصريحاته، موسم الحج الماضي، مخطط تدويل الحج عندما طالب في رسالة نشرت على موقعه الإلكتروني وعلى وسائل إعلام إيرانية رسمية بأنه “يتعين على العالم الإسلامي أن يعيد النظر فيما يتعلق بإدارة الحرمين الشريفين والحج”، على حد قوله.
وتثير إيران هذه القضية في موسم الحج سنويا بهدف أن تتحول إلى موضوع جدل عالمي يبرز فيه رأي مؤيد للتدويل خاصة عند الغرب، وذلك عبر خلق أزمة قبل كل موسم حج واستغلال حوادث التدافع والوفيات، والتي هي سبب فيها، لاتهام السعودية بالتقصير والفشل في إدارة ورعاية الحج.
وقضية تدويل الحرمين مطلب إيراني قديم يؤكد عليه معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني في كتابه “مقولات في الإستراتيجية الوطنية” خلال تناوله نظرية طرح إيران بمثابة “أم القرى” بدلا من أرض الحرمين، والتي تدعو صراحة إلى تدويل الحرمين، وضرورة خروجهما عن السيطرة السعودية، وإدارتهما عن طريق لجان دولية يكون لإيران فيها نصيب أكبر، حسب نظرية لاريجاني.
وتنضمن قطر هذا العام إلى مخططات إيران باتهامات السعودية بتسييس الحج، ومحاولة السعي بتدويل أهم فريضة إسلامية.
السعودية تحبط المخطط
من جانبها تحبط المؤسسات السعودية مخططات تدويل الحج، حيث أكدت الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، استثناء الحجاج القطريين من حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والسماح لهم بالسفر مباشرة من الدوحة إلى مطارين في السعودية، على أي خطوط طيران عدا الخطوط الجوية القطرية.
كما توصلت إلى اتفاق مع هيئة الحج الإيرانية، على كافة الإجراءات الخاصة بالحج، وهو ما يضع حكام إيران أمام مسئولية تجاه شعبهم وأيضا يبطل مزاعم عرقة السعودية للحج.
من جانبه شدد مصدر سعودي على أن المملكة لن تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران.