محليات
«مخلفات المصانع والمصارف».. الزراعة في مصر يهددها تلوث المياه
إحدى الترع التى تعانى الجفاف
- A-
- A+
- طباعة
- المفضلة
- 2017-06-02 15:58
- إسلام الشاذلي
- محليات
ارسال بياناتك
تسجيل سجل عبر الفيسبوك سجل عبر تويتر
«العطش» يضرب أراضي الفلاحين .. وآلاف الأفدنة مُهددة بالبوار
«المعذبون فى الأرض».. هذا ما بدا عليه المزارعون في محافظات الجمهورية، بعد معاناتهم اليومية وشكواهم المتكررة من جفاف الترع؛ خاصة فى موسم زراعة الأرز الذى يحتاج إلى الغمر بالمياه.
فى محافظة الشرقية، يُعانى مزارعو قرية قصاصين الأزهار التابعة لمركز أولاد صقر، من نقص مياه الرى الحاد، فضلا عن تعرض بعض الترع إلى الجفاف والبعض الآخر تتراكم داخله القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة، مما يمنع وصول المياه لأراضيهم، إذ شهدت القرية من قبل جفاف 250 فدانا من الأراضي المخصصة لزراعة الأرز إلى جانب معاناتهم من عدم توفير مياه الشرب نفسها.
أما قرية الشرابنة التابعة لمركز الحسينية، فتعانى من تلوث مياه الترع ورى الأراضي بمياه ملوثة تسبب الأمراض للإنسان، وخاصة ترعة الصعيدى المغذية لأراضيهم، وذلك عن طريق قيام بعض المصانع بإلقاء مخلفاتها بالترع، فى ظل غياب رقابة المسؤولين بمديرية الرى بالشرقية لمصالح الفلاحين، إلى جانب تجاهلهم الحيازة الزراعية ومحاصيلها.
وتُعانى أراضى مراكز «أولاد صقر وكفر صقر وأبو كبير والحسينية وصان الحجر والإبراهيمية»، وهى المراكز الشمالية لمحافظة الشرقية، منذ فترة، من عدم وصول مياه الشرب للمنازل واعتمادهم كليًا على مياه الجراكن والسيارات التى تُطلقها شركة المياه، فضلا عن جفاف الترع، خاصة ترعة سنجها والمولية بمركز كفر صقر والحبش بالإبراهيمية وترعة الحصوة بمركز أولاد صقر وترع ههيا، ما يؤثر بالسلب على الأراضى الزراعية، إذ أنهما من أهم الترع فى مراكز الشمال، يعتمد عليهما الفلاحين فى رى أكثر من 2500 فدان وتربط قرابة 120 قرية وتغذي أراضيهم.
من جانبه، قال المهندس على عبد الحفيظ، وكيل وزارة الرى بالشرقية، إنه يوميًا يسعى بالتنسيق مع المهندس عبد الفتاح الباز مدير عام رى شرق الشرقية، للتخلص من القمامة والمخلفات التى تُحاصر الترع بجميع مراكز المحافظة تسهيلًا وتيسيرًا على الفلاحين والمزارعين، ووصول المياه لأراضيهم بكل سهولة، إلى جانب منع انتشار الأمراض بعد تعفن المياه بسبب القمامة، لافتا إلى أنهم يقومون بعملية تطهير الترع يوميًا، إلى جانب متابعته أعمال التطهير بنفسه وحصر المخالفات للحفاظ على حالة الترع من أجل وصول المياه لنهايات الترع.
أما فى محافظة الغربية، فتعانى هى الأخرى من رى أراضيها بمياه الصرف الصحى، إذ تنتشر المصارف بشكل فج إلى جانب مرورها وسط الكتلة السكنية ومجمعات المدارس، مما يُعرض حياة التلاميذ للخطر والأمراض، إذ تضم المحافظة أكثر من 450 ألف فدان منهم أكثر من 390 ألف فدان منزرعة، ويتم رى 90% من أراضيها بمياه الصرف الصحى.
كما ضمت المحافظة 4 مصارف تقوم بإلقاء مياهها فى مياه نهر النيل وهى مصرف يقع بجوار الملاحة ويرمى فى قناة طنطا الملاحية امام الإدارة الزراعية بكفر الزيات على نهر النيل مباشرة ومصرف كتشنر والذى يلقى بمياهه فى ترعة الشجاعية وحتى بلطيم ومصرف محلة روح ومصرف عمر بك الذى يخدم 150 فدان على مستوى المحافظة ناهيك عن قيام أهالى 66 قرية بإلقاء مخلفاتها بالمصرف دون معالجة ويصب فى نهر النيل فرع دمياط مما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة والأمراض السرطانية .
أما مزارعو كفر الشيخ، الذين يكيلون الاتهامات لمسؤولى الرى بالمحافظة، يؤكدون أن الترع والمصارف "قاتلة"؛ لاحتوائها على مخلفات ومواد كيمياوية، فضلا عن الحيوانات والطيور النافقة، مما يؤدى إلى انتشار أمراض الفشل الكلوى والكبد، لاستخدام هذه المياه فى رى أراضيهم، إلى جانب وجود 140 فدان بقرية المراغة التابعة للوحدة المحلية بأبو مندور مركز دسوق مُهددة بالبوار، أما فى قرية الرصيف، فاختلطت مياه الصرف بمياه الرى، إلى جانب تعرض المواطنين بالمحافظة إلى أكبر نسبة فشل كلوى وفيروس "سى" وأورام الكبد بسبب اعتماد المزارعين على زراعة الأرز والقمح والخضروات وريها بمياه الصرف مما يتسبب فى إصابتهم بالأمراض.
أما المنوفية، فاعتمد ما يقرب من 40% من مزارعيها على رى أراضيهم بحفر الآبار الارتوازية، حيث تضم أكثر من 220 فدانا، يعتمد 90% منهم على رى أراضيهم من الترع الرئيسية والفرعية، تسبح في مياهها الحيوانات النافقة ومخلفات المصانع، إلى جانب تغطية أسطحها بالقمامة، مما يتسبب ذلك فى تدمير المحاصيل الزراعية، ويؤدى إلى ارتفاع الإصابة بمرض الفشل الكلوى وأمراض السرطان.
وفى السياق ذاته، يُعانى مزارعو 11 قرية فى محافظة البحيرة، وهم العزايم وعزبة راضى وعزبة حمدى وكرم وشرارة الأولى والتلة وشعيب والسجينى والقزة وشمس الدين وشرارة البيضا، من اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الرى، مما تسبب فى انبعاث روائح كريهة، وأدى إلى انتشار الأمراض والحشرات، فيما يعاني مزارعو كفر الدوار من الحيرة بعدما أفاد مسؤولى الرى بالمحافظة أن تبعيتهم لرى الإسكندرية وتلقي الأخيرة تبعيتهم للبحيرة، مما يؤدى ذلك لبوار أراضيهم أو اضطرارهم لريها بمياه المجارى.
أما القليوبية، فاشتكى المزارعون من قيام أصحاب المصانع بإلقاء مخلفاتهم بالترع والمصارف دون تدخل يذكر من جانب مسؤولى الرى، فضلا عن أصحاب مجازر الدواجن التى تعفنت بشكل كامل مما يتسبب فى انتشار الأمراض وانبعاث روائح كريهة تضر بالمواطنين، أما مصرف الحسانية والذى يمر بقرية "قرقشندة" هو من أخطر المصارف الزراعية على الإطلاق، إذ أنه لا يعتبر مصدرًا للرى، ولكن المزراعون اضطروا لاستخدامه لعدم وجود مصدر رى، فى الوقت الذى تروى فيه ما يقرب من 490 فدان على طريق "الخانكة – كفر حمزة" من مصرف البلبيسى، والذى تصرف فيه المحافظة بأكملها صرفها الصحى والصناعى.
فيما يعاني 3 قرى بقليوب بعد رى ما يقرب من 1450 فدان من مياه الصرف الصحى من ترعة الخليج، بعد تحوله لمصرف عمومى، مما ينذر بكارثة آدمية وبيئية وصحية للمستهلكين من خلال تناولهم للخضروات المشبعة بالسموم والأمراض.
أما فى دمياط، فيروى 50 فدانا من أراضى قرى العنانية والسياله وعزبة الصعيدى وعزب النهضة، من مصرف محب، الذي يحتوى على أكوام قمامة وحيوانات نافقة، مما يؤدى إلى انتشار الأمراض السرطانية وأورام الكبد والفشل الكلوى، إلى جانب نقص مياه الرى الذى تسبب فى جفاف الأراضى وتلف تقاوى معظم المحاصيل، فضلا عن ترعة شماسو التى تروى أكثر من 5000 فدان تعانى هى الأخرى من كثرة المخلفات والحيوانات النافقة إلى جانب قيام الأهالى بمد مواسير مياه الصرف الصحى إلى مجرى الترعة.
تغريدات
Tweets by @Tahrir_News