فند مرصد الأزهر الشريف، الإصدار المرئى لداعش الإرهابية والذى اختارت له اسم “حديث الرايات السود… وهل الدولة الإسلامية على حق”، حيث قال المرصد ردا على داعش، أنهم يزيفوا الحقائق كعادتهم، ليَظْهَروا بمظهر الضحية التى تبذل جهدها من أجل إعلاء كلمة الحق ورفع راية الإسلام، ورغم ذلك تُتهم بالباطل ولا تَلقى سوى الجحود.
وتابع المرصد فى تقريره أن داعش أصدرت فيديو مرئى حاول فيه الدواعش قلب الطاولة، وتزييف الحقائق، وتجميل صورتهم الوحشية، وتبرئة ذمتهم مما اقترفته أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء من المدنيين العزل والأطفال والنساء.
وأضاف المرصد: الإصدار المرئى الجديد استخدمت له داعش لغةً جديدة لم نعتد عليها من قبل، لغة “الإستكانة” إن صح التعبير، والضعف والعتاب والعتب، علّهم ينجحون فى استقطاب المزيد من الأتباع، لغة تخاطب عاطفة السذج والبسطاء علهم ينجحون من خلالها فى تعويض الخسائر المتتالية والهزائم المتلاحقة التى ألمت بهم مؤخرًا وبات القضاء عليهم وشيكا.
وأوضح المرصد أنه إذا توقفنا عند بعض ما ورد فى هذا الإصدار المرئى سنجد أن وصف أتباع داعش بـ”سفهاء حدثاء الأسنان”، والذى ورد فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم وتستنكر عناصر هذا التنظيم الإرهابى وصفهم به هو أدق ما ينطبق عليهم، وذلك أن داعش تؤكد أنها اتخذت من ابن تيمية وابن القيم وغيرهم أئمة لها! وهذا يعكس بالفعل ذلك المنهج الانتقائى الذى يعتمد على فقهاء ومرجعيات شرعية بعينها وفتاوى كتبها هؤلاء العلماء فى فترات تاريخية محددة وفى ظروف معينة لا تعدوا أن تكون اجتهادات فردية لعلماء يقابلها اجتهادات آخرى لجمهور العلماء وفقهاء الأمة الأربعة وأصحاب المدارس الفقهية المعتبرة والذين يمثلون المرجعية الأساسية لمعظم مسلمى العالم.
وتابع المرصد: على أن علماء العصر مرجعهم الرئيس هو كتاب الله وسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وما أجمعت عليه الأمة من خلال أقوال علماءها الثقات وليس فقط أقوال يتم انتقاءها من هنا أو هناك دون نظرة شمولية تؤكد على القراءة الواعية لهذا التراث الإسلامى.
وإننا نتسائل هل أقرت تعاليم الإسلام ذبح المخالفين ونحرهم كما يفعل الدواعش؟ لعل مشهد ذبح المصريين الأقباط الذين اختطفوا من بيوتهم فى ليبيا وذبحهم لم يغب عن الأعين والأذهان، وإن قالوا: نعم فإننا نقول لهم لقد كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالفتم تعاليم القرآن الكريم التى أوصتنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن، بل وأمرتنا أن نبرهم وأن نقسط إليهم. وإن قالوا: لا، فإننا نسألهم فأى أجندة تنفذون ولصالح من تعملون؟.
وتابع المرصد: مما يؤكد على عمالة داعش وخيانتهم لأوطانهم ولدينهم هو أن الحرب التى أشعلوها ما ذاق ويلاتها سوى شعوب العالم الإسلامى الفقيرة فى سوريا والعراق وغيرها من الدول المسلمة التى أشعلت فيها داعش نيران الحروب ويمولها من يمولها ويقف وراءها من يقف وراءها!!!
والسؤال الذى ينبغى أن نسأله لهؤلاء الخوارج “من أين لكم هذا؟ وما هو مصدر تمويلكم منذ نشأتكم؟ وكيف تحصلون على أموال البترول؟ وبأى طريقة سيطرتم على آباره؟ ومع من يتم تبادلكم التجارى هذا؟ وما هى مصادر تمويلكم؟ هل تهريب الآثار والاتجار بها وتهريب البترول والاتجار بالبشر والمخدرات من شرع الله؟ ومن يمدكم بالسلاح والعتاد؟ وفى أى دول يتم تصنيع هذا السلاح وأنتم تقيمون فى أوطان لا يجد أهلها قوت يومهم بعد أن دمرتم بيوتهم وأوطانهم، بل ودمرتم البنى التحتية لهذه الدول.
ثم عن أى تعليم تتحدثون وقد شاهدنا جميع مناهجكم الضالة بعد انسحابكم والتى تُعَلِّمُون فيها الأطفال العنف والدموية ؟ أى تعليم هذا الذى تستأصلون فيه النصوص، وتخرجونها عن سياقها لتنفيذ منهجكم الضال الذى لا يمت للإسلام بصلة؟ كم من بريء قتلتم وكم من عليل نحرتم حتى تحصلون الزكاة والجباية؟.
وتدعى داعش الإرهابية من خلال هذا الإصدار أن دولتهم الوهمية هى ” التى صانت المرأة فمنعت الاختلاط المحرم وألزمت النساء بالحجاب الشرعى وأنشأت الورش ووزعت المنشورات للحث على العفة والالتزام بالحجاب مع إهدائها الحجاب للمسلمات على نفقتها. هل هؤلاء سفهاء الأحلام؟”.
وأكد المرصد أن الحجاب للمرأة المسلمة هو مظهر من مظاهر عفتها وقد كانت المرأة وما زالت تعرف به داخل العالم الإسلامى وخارجه وأن هذا التنظيم الإرهابى هو أول من تاجر بالمرأة واستغلها فى عملياته الإرهابية، وباعها فى سوق السبايا؟ فكيف يدَّعون أنهم قد حافظوا عليها، ولعل شهادات الفارين من داعش تؤكد مدى انتهاك داعش للحرمات وارتكابهم جميع الفواحش باسم الدين زورًا وبهتانًا!!
ومن المضحك أن تدعى هذه الجماعة الإرهابية أنها تحارب دويلة الكيان الصهيونى، وذلك فى تزوير واضح للواقع واستخفاف بالعقول التى ترى مكانهم وتشاهد ليل نهار ما فعلت داعش بدول العالم الإسلامى من قتل وتفجير وسلب ونهب وترويع واغتصاب وسبى للنساء؟!.
وأوضح مرصد الأزهر أن داعش قد أدانت نفسها وأكدت للجميع بطلان نهجها وفساد رأيها وعمالتها، وأظهرت للجميع عن وجهها الأسود القبيح وحقيقتها المشوهة من خلال خطابهم العنيف الذى يحض على الكراهية والوحشية والدموية، ويحث على القتل والعنف والتفاخر بذبح الأبرياء ونحرهم وحرق أجسادهم وتشويه تعاليم الدين والإساءة إليه.
ولعل أهل العلم الحقيقيون الذين يتحملون أمانة تعليمه ونشره يعلمون بالضرورة وبدون إشارة إلى أن حديث “الرايات السود” حديث ضعيف به ثلاث علل. وإن العلم الذى يرفعه أصحابه بحق، يحرم قتل الأبرياء، وتدمير الشعوب والديار والأوطان.