يجىء الكشف عن المركبة الجديدة المتألقة التي سميت (فيرجن سبيس شيب يونيتي) إيذانا بعودة برانسون مؤسس الشركة إلى سباق تشارك فيه مؤسسات ثرية عملاقة لابتكار مركبة يمكنها اصطحاب عشاق السفر للرحلات المثيرة في الفضاء والباحثين والزبائن التجاريين في رحلات قصيرة إلى الفضاء.
قال برانسون خلال حفل الافتتاح بميناء موهافي الجوي والفضائي الذي يبعد 160 كيلو مترا إلى الشمال من لوس أنجلوس: “عندما شاهدتها للوهلة الأولى شعرت على الفور بغصة في الحلق واغرورقت عيناي بالدموع فقد كانت لحظة غامرة”.
وقامت حفيدة برانسون البالغة من العمر سنة واحدة بتدشين المركبة بإلقاء زجاجة من الحليب على السفينة المطلية باللون الأبيض الناصع في المقدمة الذي يستحيل تدريجيا إلى الرمادي ثم الأسود حتى ذيلها الذي زين بصورة زرقاء لعين في إشارة إلى عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينج
كان برانسون قد عرض رحلة فضائية بالفعل على هوكينج عالم الفيزياء المقعد الذي يعاني من مرض يمنعه من الحركة الطبيعية وكان هوكينج هو الذي اقترح تسمية السفينة باسم (يونيتي).
وقال هوكينج في رسالة مسجلة أذيعت في ميناء موهافي الجوي والفضائي “أحلم دوما برحلة فضائية لكنني ظللت لسنوات عديدة أتخيل أنها مجرد حلم. وإذا أمكنني المشاركة وكان ريتشارد عند وعده فسأفتخر بركوب هذه المركبة الفضائية”.
ومن مظهرها الخارجي تبدو السفينة مماثلة للمركبة (سبيس شيب تو) التي تحطمت أثناء طلعة تجريبية في 31 أكتوبر عام 2014 بصحراء موهافي على بعد 150 كيلو مترا إلى الشمال من لوس أنجليس وقتل في الحادث أحد الطيارين وأصيب آخر بجروح خطيرة ما أصاب الشركة بالإحباط.
وتوصلت التحقيقات إلى إلقاء المسئولية عن الحادث على خطأ بشري لقائد المركبة وعلى أخطاء فنية في التصميم والتصنيع والاختبار من جانب الشركة المنتجة.
وقال المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل: إن التحقيق في تحطم المركبة خلص إلى أن خللا في الجهاز الذي يساعد المركبة على أن تخفض ارتفاعها ربما كان السبب في تحطم المركبة في الجو.
وحتى تتلافى الشركة الأخطاء السابقة فقد أضيفت للمركبة الحديثة معدات لضبط حركة قطاع الذيل قبل الهبوط مباشرة وهو العيب الذي تسبب في الحادث السابق مع إضافة آليات أخرى لتجهيز المركبة في التوقيت المناسب للهبوط.
تتسع المركبة الفضائية الجديدة لستة ركاب ويقودها طياران وهي ذات أجنحة وتصل لارتفاع 100 كيلو متر فوق سطح الأرض حتى يمكن الركاب الاستمتاع بحالة انعدام الوزن لدقائق قليلة ومشاهدة الكرة الأرضية من وسط ظلام الفضاء.
كان نحو 700 شخص دفعوا المال أو أودعوا مبلغا مقدما مقابل ركوب المركبة الفضائية التي تملكها فيرجن جالاكتيك والتي تطمح أن توفر أول رحلة تجارية في الفضاء للسائحين. وتبلغ قيمة التذكرة 250 ألف دولار.
بذلك تبدأ الجولة الأولى من الرحلات التجريبية فيما امتنعت الشركة عن الإفصاح عن تفاصيل الجدول الزمني للتجارب لكن المركبة ستبني على ما حققته الرحلة السابقة مع اختبار المركبة على مختلف السرعات والارتفاعات فيما لم تتجاوز الرحلة السابقة طبقات الغلاف الجوي للأرض.
ومن بين الجهات المنافسة لشركة برانسون شركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز (سبيس إكس) وشركة تسلا وشركة أمازون ومايكروسوفت.
وقال مسئولو شركة برانسون: إنها تمضي قدما في خطط لتصنيع صواريخ الإطلاق إلى الفضاء والمركبات المخصصة لإطلاق أقمار صناعية صغيرة في العام القادم.