نشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ، تقريراً للكاتبة المصرية – البريطانية “حفصة حلاوة” ، بعنوان ( طموح مشتعل .. عودة مصر لدورها الريادي الإقليمي وكيف يجب أن تستجيب أوروبا لذلك ) ، حيث أكد التقرير أن مصر قد عادت لدورها الريادي في المنطقة بعد عقد من الاضطرابات الداخلية، مشيراً إلى أن هناك عدة عوامل أدت لتعزيز ثقة الدولة المصرية في نفسها وهي (الاستقرار الداخلي / تحسُّن الأوضاع الاقتصادية / الانفراجة الأخيرة في الشرق الأوسط)، بالإضافة إلى أن مصر قد بدأت تنأى بنفسها عن التحالف ضد الجماعات الإسلامية التي كانت منضمة له مع كل من (الإمارات / السعودية)، وبدأت الانخراط في محادثات مع الخصوم السابقين مثل (قطر / تركيا)، مضيفاً أن التهديدات الكبرى التي تواجه مصر والتي تتمثل في (مخاوف الأمن المائي / الحرب في ليبيا) دفعتها لإعادة الانخراط مع شركائها الأوروبيين، حيث إنها تتوقع منهم أن يساعدوها في تلك القضايا، كما أن النظام المصري أصبح أكثر انفتاحاً لمناقشة عدة أمور مثل أوضاع حقوق الإنسان.
- أوضح التقرير أن مسئولي السياسة الخارجية المصرية يريدون إرسال رسالة لنظرائهم في جميع أنحاء العالم وهي أن مصر قد عادت لدورها بقوة، حيث تمكنت من (تبني سياسة خارجية أكثر نشاطاً / القيام بأدوار ومسئوليات جديدة في المنطقة)، ففي الماضي- قبل فترة ثورات الربيع العربي -، كانت مصر لاعباً رئيسياً في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط، وذلك بفضل (حجمها وموقعها واستقرارها وثقتها بأهميتها الخاصة / التأثير في العديد من التطورات الإقليمية / نجاحها في تأسيس علاقة وثيقة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة)، ولكن ذلك لم يكن موجوداً خلال العقد الماضي، حيث كانت غائبة نسبياً عن الدبلوماسية الإقليمية بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية في أعقاب ثورات الربيع العربي، والتي حولت انتباه القاهرة بعيداً عن السياسة الخارجية وجعلتها تركز على صراعات السلطة في الداخل واقتصادها المتدهور، وانتهجت مصر نفس نهج الإمارات التي كانت على عداء شديد مع قطر، ولكن التغيرات الإقليمية والدولية التي حدثت خلال العام الماضي كان لها تأثير في تغيير التفكير والنشاط المصري.
- أشار التقرير إلى أنه على الرغم من وجود بعض المخاوف المحيطة بالاقتصاد المصري، إلا أن القاهرة لديها ثقة متزايدة في قدرتها على تكوين مجموعة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بشروطها الخاصة، بالإضافة لزيادة الاهتمام بالأمن الداخلي، مما يجعل مصر في موقف يشجعها على تحويل انتباهها نحو السياسة الخارجية مرة أخرى، وذلك بهدف استعادة موقعها التاريخي كلاعب إقليمي هام في المنطقة.
- وجه التقرير سؤال لأحد الخبراء الأمريكيين السياسيين – دون ذكر اسمه – مفاده (هل مصر أكبر من أن تفشل؟)، فكانت الإجابة بأن صانعي القرار في مصر يؤمنون بذلك، مما يجعلهم يضعون افتراضات حول مدى استمرار الدعم الأمريكي لمصر، بالإضافة لسعى الأوروبيين وحاجتهم للعمل مع مصر.
- ذكر التقرير أنه بالنسبة للأوروبيين، فإن استقرار المنطقة له أهمية قصوى بالنسبة لهم، ومن وجهة نظرهم، فإن العمل مع مصر لمعالجة الصراعات الموجودة في (ليبيا / غزة) على سبيل المثال أمر منطقي للغاية، ويُمثل دفعة هامة لخفض التصعيد الإقليمي، مطالباً الاتحاد الأوروبي وأعضاءه بالانخراط في علاقات مع مصر التي تعاود الظهور على الساحة مرة أخرى ولكن دون تجاهل معتقداتهم وقيمهم الجوهرية مثل (دعم الديمقراطية / حقوق الإنسان)، حيث إن مصر تُعد شريك طويل الأمد للاتحاد الأوروبي.
- أضاف التقرير أن الثقة الجديدة لدى النظام المصري على الجبهتين (المحلية / الدولية) توفر للمسئولين الأوروبيين فرصة فريدة للتعامل بشكل بنّاء أكثر مع نظرائهم المصريين، لذلك يجب على صانعي السياسات الأوروبية التفكير في أفضل طرق للعمل مع مصر والتأثير عليها بشكل إيجابي في السعي لتحقيق مصالحهم وقيمهم الخاصة.