نقلت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وكالة رويترز البريطانية أن هناك مصادر أمريكية و مصرية أكدت أن روسيا نقلت قوات خاصة إلى قاعدة جوية مصرية قريبة من الحدود مع ليبيا ، وأن التقديرات تشير إلى أن نشر القوات الروسية يهدف لمساعدة الجيش الليبي بقيادة المشير “خليفة حفتر” ، وذلك بعد أن تلقى ضربة قوية عندما هاجمت قوات الثوار حقول نفط في البلاد.. كما أشارت المواقع أن مصدر رسمي مصري نفى صحة تواجد قوة عسكرية روسية في البلاد.
فيما ذكر موقع ديبكا الإسرائيلي أن المصادر العسكرية الأمريكية أشارت فجر اليوم أنها رصدت قوات خاصة روسية ترافقها طائرات بدون طيار هجومية تنزل في قاعدة (سيدي براني) الجوية الموجودة على ساحل البحر المتوسط على مسافة (95) كم عن الحدود ( المصرية – الليبية ) ، ومسافة (240) كم عن مدينة الميناء ومحطات النفط الليبية في (طبرق) شرق ليبيا ، مشيرة إلى أن المشير “حفتر” قد زار القاهرة مؤخراً ونسق نشاطه العسكري مع الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وهيئة الأركان المصرية، والسبب وراء وصول القوات الروسية الخاصة إلى المناطق الحدودية بين مصر وليبيا يرجع لهزيمة قوات “حفتر” التي تلقت ضربة يوم (3 مارس) عندما هاجمت سرايا دفاع بني غازي هذه القوات بوسط ليبيا وسيطر على (5) مدن ليبية من بينها أكبر محطات النفط في ليبيا (رأس سدر / رأس لانوف) والتي يتم منها تصدير غالبية النفط الليبي ، وأشار الموقع أنه على ما يبدو إن الروس والمصريين مستعدين الآن لدعم هجوم مضاد من جانب قوات “حفتر” بهدف استعادة الجنرال “حفتر” السيطرة على محطات النفط ، من جانبه نفى رئيس لجنة الأمن والدفاع في المجلس الاتحادي الروسي ” فيكتور أوزيوف ” وجود قوات خاصة روسية قرب الحدود المصرية الليبية .
افادت وكالة رويترز ان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد ” تامر الرفاعي ” نفي وجود أي جندي أجنبي على الأراضي المصرية قائلا إنها مسألة سيادة.. ورفض الجيش الأمريكي التعليق. وقال مسؤولون إن التخابر الأمريكي على الأنشطة العسكرية الروسية يشوبه التعقيد في كثير من الأحيان بسبب استخدام متعاقدين أو قوات بملابس مدنية ، واضافت الوكالة نفى ” محمد منفور ” قائد قاعدة بنينا الجوية قرب بنغازي أن يكون الجيش الوطني الليبي بقيادة ” حفتر ” قد تلقى مساعدة عسكرية من الدولة الروسية أو متعاقدين عسكريين روس ونفى أيضا وجود أي قوات أو قواعد روسية في شرق ليبيا.
وخلال العامين المنصرمين أرسلت بعض الدول الغربية ومن بينها الولايات المتحدة قوات خاصة ومستشارين عسكريين إلى ليبيا، ونفذ أيضا الجيش الأمريكي ضربات جوية دعما لحملة ليبية ناجحة العام الماضي لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في مدينة سرت.
وتتزامن التساؤلات بشأن دور روسيا في ليبيا مع مخاوف في واشنطن من نوايا موسكو في الدولة الغنية بالنفط والتي تحولت إلى مناطق متناحرة في أعقاب انتفاضة 2011 المدعومة من حلف شمال الأطلسي على معمر القذافي الذي كانت تربطه علاقات بالاتحاد السوفييتي السابق.
ووصلت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس إلى طريق مسدود مع حفتر واجتمع مسؤولون روس مع الجانبين في الأشهر الأخيرة. واستعدت موسكو فيما يبدو لتعزيز دعمها الدبلوماسي لحفتر على الرغم من غضب الحكومات الغربية بالفعل من تدخل روسيا في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد.
صرح رئيس مجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية ” أوليج كرينيتسين ” لرويترز إن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى الشهر الماضي في منطقة بليبيا خاضعة لسيطرة ” حفتر” ، لكن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان أرسلته إلى ( رويترز ) إنها ليس لديها علم بأن متعاقدين مسلحين تابعين لمجموعة (آر.إس.بي) الأمنية الروسية عملوا حتى الشهر الماضي في ليبيا.
قال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال ” توماس والدهاوسر ” لمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي أن روسيا تحاول بسط نفوذها في ليبيا لتعزز سطوتها في نهاية المطاف على كل من يمسك بزمام السلطة ، كما قال ” والدهاوسر ” للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ يوم الخميس الماضي “يعملون من أجل التأثير على ذلك”.. وبسؤاله عما إذا كان في مصلحة الولايات المتحدة أن تترك ذلك يحدث فقال “لا”.
صرح مسؤول بالمخابرات الأمريكية إن هدف روسيا في ليبيا محاولة فيما يبدو “لاستعادة موطئ قدم حيث كان الاتحاد السوفييتي ذات يوم حليفا للقذافي” ، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “في الوقت نفسه، كما في سوريا، يبدو أنهم يحاولون الحد من التدخل العسكري واستخدام ما يكفي لفرض بعض القرار لكن ليس بدرجة تجعلهم أصحاب المشكلة” .. ودفعت مغازلة روسيا لحفتر آخرين إلى رسم أوجه تشابه مع سوريا التي ارتبطت أيضا طويلا بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره. ويميل ” حفتر ” إلى وصف منافسيه المسلحين بالإسلاميين المتطرفين ويراه بعض الليبيين الرجل القوي الذي تحتاج إليه البلاد بعد سنوات من انعدام الاستقرار ، وردا على سؤال للسناتور الأمريكي لينزي جراهام عما إذا كانت روسيا تحاول أن تفعل في ليبيا ما فعلته في سوريا فقال والدهاوسر “نعم هذه طريقة جيدة لوصف ذلك.”
اعلن دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه إن روسيا تتطلع إلى دعم حفتر على الرغم من أن تركيزها الأولي على الأرجح سيكون على منطقة الهلال النفطي في ليبيا ، وقال الدبلوماسي “من الواضح جدا أن المصريين يسهلون الانخراط الروسي في ليبيا من خلال السماح لهم باستخدام هذه القواعد. من المفترض أن ثمة تدريبات تجري هناك في الوقت الحاضر” .. وتحاول مصر إقناع الروس باستئناف الرحلات الجوية إلى مصر بعد تعليقها منذ أن أسقطت قنبلة طائرة روسية تحمل 224 شخصا من منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر إلى سان بطرسبرج في أكتوبر تشرين الأول عام 2015. وأعلن فرع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء مسؤوليته عن إسقاط الطائرة ، وتقول روسيا إن هدفها الرئيسي في الشرق الأوسط هو احتواء انتشار الجماعات الإسلامية العنيفة.
من ناحية أخرى تعزز روسيا أيضا علاقاتها مع مصر التي ربطتها علاقات مع الاتحاد السوفييتي في الفترة من عام 1956 وحتى عام 1972 ، ولأول مرة أجرى البلدان في أكتوبر تدريبات عسكرية مشتركة الأمر الذي كانت تجريه الولايات المتحدة ومصر بانتظام حتى عام 2011.
وذكرت صحيفة ” إزفستيا ” الروسية في أكتوبر أن موسكو تجري محادثات لفتح أو تأجير قاعدة جوية في مصر، ومع ذلك نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن متحدث باسم الرئاسة قوله إن مصر لن تسمح بوجود قواعد أجنبية على أراضيها ، وقالت المصادر المصرية إنه لا يوجد اتفاق رسمي على استخدام روسيا للقواعد المصرية، لكن ثمة مشاورات مكثفة بشأن الوضع في ليبيا .. وتخشى مصر انتشار الفوضى من جارتها الغربية واستضافت سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية بين قادة شرق وغرب البلاد في الأشهر الأخيرة.