حذر المسئول السابق لوحدة التقييم بوزارة الدفاع البريطانية روب جونسون من أن الجيش البريطاني لن يكون قادرا على الدفاع عن أيا من الأراضي التابعة للتاج البريطاني في حالة وجود تهديد خطير.
وقال جونسون – الذي استقال مؤخرًا من منصبه، في لقاء خاص أجراه مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية ونُشر في عدد اليوم الإثنين – إن القوات المسلحة البريطانية لا تستطيع الدفاع عن الأراضي البريطانية بشكل صحيح وهي غير مستعدة لخوض صراع من أي حجم.
وأضاف أن الجيش البريطاني كان يعمل “بالحد الأدنى” الذي سمح له فقط ببدء عمليات حفظ السلام والإغاثة الإنسانية وإجلاء المدنيين من مناطق الحرب وبعض أنشطة مكافحة التخريب، وحذر من أنه في حال نشوب “أي عملية واسعة النطاق، فإن ذخيرتنا سوف تنفد بسرعة”، حسب قوله، وذكر أن دفاعاتنا ضعيفة للغاية، ولسنا مستعدين للقتال والفوز في صراع مسلح بأي حجم.. لقد وصلت المملكة المتحدة إلى وضع لا يمكنها فيه الدفاع عن الأوطان البريطانية بشكل صحيح”.
وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن تعليقات جونسون تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه حزبا المحافظين والعمال لضغوط لإظهار التزامهما بشؤون الدفاع قبل الانتخابات العامة المقررة بعد حوالي 3 أيام وموازنة متطلبات التهديدات العالمية المتزايدة مع المالية العامة المنهكة .. وقال جونسون، حول هذا الشأن، إن الدفاعات الجوية البريطانية “غير كافية” لوقف الهجمات الصاروخية بعيدة المدى، كما أن البحرية الملكية تفتقر إلى ما يكفي من السفن للقيام بدوريات في شمال المحيط الأطلسي لرصد وردع نشاط الغواصات الروسية على سبيل المثال وأن سلاح الجو الملكي يحتاج إلى ضعف عدد الطائرات المقاتلة التي لديه الآن.
أما بالنسبة لتشكيل قوة استطلاعية مماثلة لتلك التي تم نشرها في حربي فوكلاند أو العراق، أكد المسئول البريطاني السابق أن القوات البريطانية ستكون غير مجهزة بالمعدات الكافية، مما يترك القوات دائما في حالة تأهب، وقال إنه لا يريد أن يكون مثيرًا للقلق، بل يريد ببساطة أن يكون واقعيا بشأن السيناريوهات التي قامت وزارته بإعدادها حول حروب المستقبل .. وشدد على أنه قرر إصدار تحذير علني لأنه “يشعر بقلق عميق” بشأن الاستثمارات الإضافية التي يحتاجها الجيش البريطاني، خاصة لمواجهة التهديدات الخارجية.
وجونسون – وهو أكاديمي كان يرأس سابقا مركز تكتيكات الحرب بجامعة أكسفورد – قاد مكتب التقييم بوزارة الدفاع منذ إنشائه في عام 2022 لفترة كاملة مدتها عامين انتهت في شهر مايو الماضي، فيما تم إنشاء وحدته المُشابهة لمكتب مماثل في وزارة الدفاع الأمريكية يعمل منذ أكثر من 50 عامًا لتكون بمثابة مجلس استطلاع للقادة العسكريين.. حسب قول الصحيفة.