اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسى زيارته لفرنسا التى استغرقت 3 أيام، وحملت فى ثناياها العديد من الدلالات على أهمية الدور المصرى الإقليمى ونجاحه فى سياقه العربى والأفريقى، ليصدر مركز “مستقبل وطن” للدراسات السياسية والاستراتيجية برئاسة المهندس محمد الجارحى، تقريرًا عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا.
وأكد التقرير أن الزيارة تفتح آفاقا للتعاون الاستراتيجى الوثيق مع القوى الفاعلة والصاعدة على المستوى الأوروبى والدولى، ومنها الجمهورية الفرنسية التى تسعى برئاسة إيمانويل ماكرون لحل المشكلات المهددة لأمنها القومى، ومنها الملف الليبى ومكافحة الإرهاب بغية تعزيز تواجدها المتوسطى والأفريقى.
وأوضح التقرير، أن وسائل الإعلام الفرنسية تسابقت على عقد لقاءات وحوارات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى فور وصوله باريس، وبلغت أكثر من 4 حوارات أجريت معه، كما عقد الرئيس السيسى مؤتمرًا صحفيًا مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، وجدد السيسى التأكيد على الثوابت الوطنية للسياسة الخارجية المصرية المرتكزة على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية، بما فيها الجيش الوطنى، ومؤسسات الدولة وعدم التدخل فى الشأن الداخلى للدول.
ووفقا للتقرير، أكد الرئيس السيسى أن الإرهاب أصبح يهدد جميع دول العالم، ولذا يجب التوحد لمواجهته لأنه التحدى الحقيقى للإنسانية والاستقرار وللأمن فى العالم كله، وجدد دعوته لضرورة تجديد الخطاب الدينى لمكافحة التطرف، ونشر القيم الأساسية للدين الإسلامى التى تدعو للسلام والتسامح، مع ضرورة محاسبة الدول التى تمول الإرهاب بالمال والسلاح، وتدريب المقاتلين، بالإضافة إلى الدعم المعنوى والإعلامى والسياسى المقدم منها للجماعات الإرهابية.
وتابع التقرير: “لا يخفى نفوذ الإخوان داخل الدول الأوروبية المركزية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، ولذا كثر الحديث خلال حوارات الرئيس السيسى حول المصالحة مع الإخوان، وضرورة دمجهم فى الحياة السياسية المصرية مرة أخرى، وهو ما رفضه “السيسي” لأن الشعب المصرى غاضبًا مما ارتكبته تلك الجماعة الإرهابية من انتهاكات وأعمال قتل وتخريب بحق المواطنين منذ يناير 2011 وحتى الآن، موضحًا أن الجماعة الإرهابية استخدمت السياسة للاستيلاء على السلطة، والجماعات الإرهابية كلها رغم اختلاف مسمياتها مثل حسم، والقاعدة، وداعش، وبوكو حرام تنتهج نفس الفكر القاتل وتسعى للتدمير ليس فقط فى بلاد العرب بل العالم بأسره”.
وتناولت الزيارة حديثًا شاملاً عن حقوق الإنسان، ودعم القضية الفلسطينية، وتأكيد أن الحل السياسى للأزمة السورية هو الطريق الوحيد، إلى جانب التنسيق حول الملف الليبى، فيما تطرقت الزيارة للأزمة القطرية وموقف مصر من العلاقات مع إيران.