لم تمض عدة أشهر على قيامهم ببناء الكنيسة بالجهود الذاتية من مسلمى قرية الإسماعيلية التابعة لمركز المنيا، حتى وجدوا أن الطريق المؤدى إلى الكنيسة غير ممهد وغير صالح لسير السيارات، ويعوق حركة أتوبيسات الرحلات، مما دفعهم إلى التبرع بقطعة أرض لتوسعة الطريق وتمهيده أمام الرحلات.
يقول العمدة إبراهيم غنوم عمدة القرية إن عدد سكان القرية تجاوز 15 ألف نسمة وأن قرية الإسماعيلية عنوان المحبة والترابط بين جميع أبنائها، ولفت أن الجميع يتكاتف من أجل مصلحة الوطن وليس من أجل مصالح شخصية، وقال أن هذا ما دفعنا إلى التعاون والمشاركة فى بناء الكنيسة بالجهود الذاتية بعد أن تم إحراقها فى أحداث العنف التى شهدتها البلاد فى 2013 إلا أن مسلمى القرية قرروا إعادة بنائها، والجميع شارك بالمال والجهد والطعام حتى أقيمت الكنيسة وأصبحت رمزا معبرا عن التسامح والمحبة بين أبناء القرية جميعا، خاصة أن أبناء القرية من الأقباط كانوا يذهبوا لأداء صلواتهم إلى القرى المجاورة مما يحملهم مشقة وجهد كبير فكان لزاما علينا أن نتكاتف من أجل راحتهم.
وأضاف عمدة القرية وبمرور الوقت بدأت الرحلات والأتوبيسات تأتى إلى القرية ووجدنا الطريق المؤدى إليها غير صالح لمرور تلك الحافلات الأمر الذى شجع مسلمى القرية التبرع بقطعة أرض لتربط الكنيسة بمدخل القرية وتمهيده بالشكل الذى يلق باسم أبناء القرية.
فيما قال جابر خلف أحد أبناء القرية، أن الطريق الذى كان يؤدى إلى الكنيسة كان عبارة عن طريق ترابى ضيق وكان يتسبب فى إعاقة اتوبيسات الرحلات ويمنعها من الوصول إلى الكنيسة، مما دفع أهالى القرية جميعا إلى التفكير فى عمل طريق ممهد يؤدى إلى الكنيسة وكان بالفعل تبرع مسلمو القرية بقطعة الأرض حتى تكون طريقا ممهدا وذلك بالجهود الذاتية وتمهيده أيضا بالجهود الذاتية، ولفت أن قرية الإسماعيلية هى عنوان حقيقى للمحبة والتسامح والتكاتف بين جميع أهالى القرية.
أما ناجح سعد وهو أحد أبناء القرية قال إن قرية الإسماعيلية استطاعت فى وقت قصير ومن خلال مشاركة أبنائها وتبرعاتهم فى تجميل القرية وتوفير الكثير من الخدمات لأهلها، وأكد أن تشييد الكنيسة، مثال واضح على التعاون والتكاتف بين أهالى القرية، وأشار إلى أن الجميع داخل القرية حريص جدا على حفظ الأمن والأمان والاستقرار وذلك ظهر من خلال المجلس المشكل من أهالى القرية دون تمييز، والذى يعمل على حل كافة المشكلات الداخلية للقرية، وكذلك التخطيط للارتقاء بالقرية وتقديم الخدمات لهم من خلال المسئولين التنفيذيين الذين يذللون كافة العقبات من أجل خدمة أهالى القرية وكان منها إنارة الطريق بمدخل القرية، والذى ظل سنوات يمثل مشكلة كبيرة تؤرق الأهالى وافتتاح منفذ أمان بالتعاون مع وزارة الداخلية ولفت أن ما يحدث داخل القرية بمثابة رسالة للعالم أجمع على المحبة الحقيقية بين أبناء مصر بصفة عامة وأبناء قرية الإسماعيلية بصفة خاصة.