عُقدت في القاهرة بمقر وزارة الخارجية، يوم ٢٢ أكتوبر الجاري، جولة مشاورات سياسية بين مصر وأيرلندا برئاسة السفير د. بدر عبد العاطي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، والسفيرة “سونيا هايلاند” مدير عام إدارة الشرق الأوسط بالخارجية الأيرلندية، وذلك بمشاركة السفير خالد ثروت، سفير جمهورية مصر العربية في دبلن، والسفير أسامة شلتوت، مساعد وزير الخارجية لشئون السودان وجنوب السودان، والسفير إيهاب عوض نائب مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف، والسفير ياسر هاشم نائب مساعد وزير الخارجية لشئون القرن الأفريقي، والسفير خالد أنيس نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المشرق العربي.
تناولت المحادثات سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وأيرلندا على الصعيد السياسي، لا سيما الزيارات الثنائية رفيعة المستوى عقب انتهاء القيود الاحترازية لجائحة “كورونا”، حيث أعرب السفير عبد العاطي عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع أيرلندا على مختلف الأصعدة، وإجراء المشاورات بين البلديّن بصورة دورية في الموضوعات الثنائية ومتعددة الأطراف ذات الاهتمام المُشترك، وتبادل التأييد في المحافل الدولية، خاصة مع تولي أيرلندا العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خلال عام ٢٠٢١-٢٠٢٠.
من جانبها، أكدت المسئولة الأيرلندية حرص بلادها على تطوير وتعميق التعاون الثنائي مع مصر في المجال التجاري والاستثماري، بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين الدولتيّن والاستفادة من الفرص التي يعطيها الاقتصاد المصري، وتطلعها لزيادة أعداد السائحين الأيرلنديين إلى مصر خلال الفترة القادمة بعد احتواء الجائحة وتبادل العديد من الزيارات الرسمية.
على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، أعرب السفير عبد العاطي عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع أيرلندا في العديد من المجالات وعلى رأسها التعاون الزراعي والصناعي، وتدشين خط طيران مباشر بين البلديّن، بالإضافة إلى بناء القدرات، والطاقة الجديدة والمتجددة، ودعم الشركات الناشئة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمعدات والخدمات الطبية، والتعليم الإليكتروني، وتوفير المنح الدراسية للطلاب المصريين المتميزين خاصة في مجال الطب والتمريض، فضلاً عن قطاعي الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في ظل قيام مصر ببناء ١٤ مدينة جديدة في مصر ذكية وخضراء.
من جانب آخر، تم التطرق إلى التداعيات الاجتماعية، والصحية، والاقتصادية السلبية التي خلفتها جائحة “كورونا”، وكذا الجهود التي قامت بها مصر على الأصعدة الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية لاحتواء هذه الأزمة، بل ونجاحها بشكل كبير في تحقيق التوزان بين تطبيق الإجراءات الاحترازية والدفع قُدماً نحو عودة النشاط الاقتصادي، مما جعل الاقتصاد المصري يحقق أعلى نسبة نمو اقتصادي في المنطقة.
تضمنت المباحثات أيضاً تبادل الرؤى حول الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث حرص الجانب الأيرلندي في ضوء عضويته في مجلس الأمن اعتباراً من الأول من يناير القادم على التعرف على رؤية مصر لمجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومُستجدات الأوضاع في ليبيا، والأزمة السورية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتنمية، حيث شدد الجانب المصري على خطورة الدور السلبي الذي تقوم به أطراف إقليمية في منطقة شرق المتوسط. وقد أعرب الجانب الأيرلندي عن تقديره لجهود مصر، معرباً عن أهمية مواصلة التنسيق لتحقيق تسوية سياسية لهذه الأزمات في أقرب وقت، ومشيراً إلى أهمية التعاون الوثيق مع مصر خلال عضوية إيرلندا غير الدائمة بمجلس الأمن، لإظهار التقارب في وجهات نظر البلديّن حول العديد من القضايا والاستفادة من الرؤية المصرية في هذه القضايا، وعلى المستوى الدولي فيما يتعلق بموضوعات حفظ وبناء السلام وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.