كشفت ميريت جابريل، إحدى المصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، عن تجربتها مع الإجراءات الطبية والحجر الصحى داخل المستشفيات المصرية، والتى أشادت فيها بالإجراءات المتبعة وطرق الحذر والوقاية فى التعامل مع المرضى الذين تثبت التحاليل إيجابية إصابتهم، مشيدة بكافة الإجراءات بجميع المراحل التى مرت بها ابتداءً من مرحلة الشك فى الإصابة، وحتى التأكد والدخول فى الحجر الصحى.
وقالت ميريت، إنها تواصلت مع شقيقها الذى يعمل طبيبًا فى السويد، والذى أخبرها بدوره – حسب روايتها – أنها لو كانت فى السويد ما كانت لتتمكن من دخول المستشفى، وأنها حينها ستخضع للحجر الذاتى بسبب امتلاء المستشفيات، وتقول الشابة المصابة بفيروس كورونا، فى تدوينه عبر حسابها على “فيس بوك”، “أعز الأصدقاء فى جميع أنحاء العالم.. أود أن أشارك تجربتى هنا فى مصر فى التعامل مع كورونا.. هذا بشكل رئيسى حتى لا يخشى المصريون الذهاب إلى المستشفيات التى يرسل المسؤولون مرضى الفيروس التاجى إليها”.
وأضافت “ولأصدقائى الأعزاء خارج مصر.. أنا فخورة بأن أقول أنه كان هناك تحقيق وتنظيم شاملين.. وصلت إلى القاهرة فى نهاية فبراير بنية القيام بجولة.. ولسوء الحظ فى المساء عندما وصلت مجموعتى كنت قد بدأت فى السعال وأصبت بحمى فى الليل.. وبقيت فى المنزل فى اليوم التالى ثم بعد ذلك بأيام.. اعتقدت أننى ربما أتحسن، ولكن للأسف ساءت حالتى بشكل كبير بحلول نهاية الأسبوع التالى، ووصلت الحمى إلى 38.6 – 39.3 درجة مئوية”.
وتابعت “رأى عمى Amonhotep K. Gabriel قلقى وأجبرنى بشكل أساسى على مغادرة منزلى فى وقت متأخر من المساء للذهاب إلى مستشفى الحمى فى العباسية.. وفى المقابل، تشاور مع طبيب زميل يعمل فى هذا المستشفى الذى نصحه أيضًا بأن يعترف لى فى أسرع وقت ممكن – أى مصارحتها بإصابتها – وكان الموظفون يبذلون قصارى جهدهم لمساعدتى بسرعة، ولكن عندما سمعت أنه إذا أظهرت إيجابية فسوف يتم نقلى إلى مستشفى مرسى مطروح، فانزعجت وحاولت الهرب.. حتى أننى حاولت الاتصال بصديق لمساعدتى فى الخروج من هذا الكابوس.. لكن، للأسف، لم أستطع.. واستقريت فى المستشفى التى لم تكن سيئة”.
وأكملت “فى صباح اليوم التالى فى وضح النهار استطعت رؤية المبانى الجميلة والحديقة الرائعة وسط القاهرة.. لقد كان يومًا هادئًا قضيته بمفردى، استمتع بالشمس فى الخارج واستمتع برؤية الكلاب فى الحديقة.. وفى الساعة 1.30 على الرغم من أننى استيقظت من طرق واستدعاء اسمى.. وعندما فتحت الباب رأيت أفراد يرتدون ملابس خاصة، ونظارات واقية، وقال أحدهم، أن النتيجة قد ظهرت وهى “إيجابية”، وكانوا سيرسلوننى الآن إلى الإسكندرية”.
وعن شعورها فى تلك اللحظة، قالت ميرت، “كنت حائرة، ومذهولة، ومرتبكة – اتصلت بأقاربى فى مصر وأخى فى السويد وهو طبيب.. وقال لى: “فى السويد لا نرسل أشخاصًا إلى المستشفيات.. ستبقين فى الحجر الصحى الذاتى”، لكن حالتى كانت مختلفة لأننى أصبت بسعال شديد واحتجت إلى رعاية طبية.. وشعرت كما لو كنت فى فيلم خيال علمى مع وجود أشخاص يقفون فى الخارج مستعدين لاصطحابى إلى مكان آخر أو أخذونى إلى العزلة”.
واستطردت “جمعت متعلقاتى الشخصية وانطلقت سيارة إسعاف فى الليل متوجهة إلى العجمى (غرب الإسكندرية).. بمجرد ركوب سيارة الإسعاف، تلقيت مكالمة هاتفية من وزارة الصحة لاعطائى معلومات.. إلى أين كانوا يأخذوننى وماذا سيكون الإجراء.. وفكرت بالطبع لماذا عليهم أن ينقلونى فى منتصف الليل.. لكن أى شخص يعيش فى القاهرة أو إذا زرت القاهرة، فأنت تعلم كيف هى حركة المرور لدينا، ووزارة الصحة كانت تعمل بكفاءة.. وقد تم هدم المستشفى العام فى العجمى وأعيد بناؤه بعد افتتاحه فى نوفمبر الماضى.. وتم تفريغ المستشفى من المرضى الآخرين بحيث لا يستوعب إلا مرضى الفيروس التاجى”.
واستكملت: “بدأوا فى تحضير المستشفى منذ أسبوعين.. وقبل 5 أيام، استقبلوا أول مريض كورونا.. واليوم نحن 33 حالة.. أخذونى إلى غرفتى التى تبين أنها ذات مستوى عالٍ.. قد لا يكون المنظر أجمل ما رأيته، ولكن على الأقل هناك نافذة.. الطاقم يزودنى بقناع خاص بى، وفى كل مرة يطرقون الباب يطلبون منك وضع قناعك.. (الباب مغلق لذا لا يمكنك التجول أو الهروب).. ونحن نحصل على وجبات الطعام (وهو لذيذ جدًا) الفاكهة والماء وما إلى ذلك”.
وذكرت “على الرغم من أنها كنت مستاءة للغاية من عمها لإجبارها على هذا الإجراء”، وتابعت “أدرك أننى هنا فقط سأحصل على الرعاية التى أحتاجها.. فى كل مكان آخر (باستثناء ووهان بالطبع) تبقى فى المنزل.. إذا كنت أعانى من نفس الحالة فى السويد، فربما لن أتمكن من الدخول، فهم يعانون من زيادة فى الأعداد.. ولقد تحسن سعالى بالفعل، مع إزالة مضادات الفيروسات والمضادات الحيوية وقناع الأكسجين من مجارى التنفس.. وبعد أن كنت هنا لمدة 48 ساعة، يقومون بإجراء اختبار للفم والأنف.. إذا كان يجب أن يظهر بالسالب، ينتظرون 48 ساعة أخرى لإجراء اختبار آخر.. ويجب أن يكون لدى اختبارين سلبيين قبل أن يتمكنوا من إخراجك.. وعندما يحدث ذلك حينها يمكننى السفر”.
وأضافت “ربما سأذهب فى رحلة إلى ووهان.. على الأقل يجب أن أكون محصنة ولا أخاف من مقابلتى.. مرة أخرى، لا يمكننى التأكيد بما يكفى على مدى إعجابى بالعلاج الذى حصلت عليه هنا.. مستوى عال ونظافة.. الود والفكاهة من الموظفين (الذين هم عالقون هنا).. يمكنك تسجيل الوصول فى أى وقت تريده، ولكن لا يمكنك المغادرة أبدًا”، وقالت “تتابع وزارة الصحة، وتترك رقمها لى للاتصال بها إذا احتجت لذلك، وتحقق مع المتابعة لى التى كانت فى جوارى، ومرة أخرى تطرح أسئلتها، وتترك أرقام هواتفهم إذا فكرت فى شيء ما”.
واختتمت روايتها عن الحجر الصحى فى مصر، “أريد أن يكون هذا واضحًا حتى لا تكون هناك شائعات تدور.. أنا أنشر بعض صور غرفتى، وليس منظرًا جميلًا ووجبات الطعام والموظفين.. إنه مثير للإعجاب.. برافو مصر.. برافو أم الدنيا.. كما أود أن أشكر عائلتى وأصدقائى الأعزاء الذين كانوا يتصلون بى وهم قلقون علىّ.. أنا فى أيد أمينة.. وهذا أيضًا يمكنه العبور.. وفقط ملاءات السرير القياسية تم تغييرها اليوم”.