كشفت مصادر دبلوماسية، أن عمر البشير رئيس السودان، أبدى غضبه من عدم التزام الإعلام المصري بوقف الحملة ضد السودان.
وأكدت المصادر، أن الموضوع تم بحثه في اجتماع وزيري خارجية البلدين السفير سامح شكري وإبراهيم غندور على هامش فعاليات قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة حاليا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كما وجها الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير الإعلام في البلدين بالالتزام وألا يتجاوز الحدود وأن يتعامل مع هذه العلاقة باعتبارها علاقة مقدسة يجب ألا تخضع لأية مزايدات إعلامية.
يذكر أن الرئيس البشير حذر كثيرا من تجاوزات الإعلام في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السيسي في أول قمة بين الرئيسين بالقاهرة التي عقدت في شهر أكتوبر 2014 بمقر رئاسة الجمهورية بقصر القبة، حيث علق الرئيس السوداني عمر البشير على دور الإعلام في العلاقات بين مصر والسودان قائلا: “في الماضي كان الناس على دين ملوكهم والآن فالناس على دين إعلامهم” مؤكدا أن “الإعلام يلعب دورا خطيرا إما يكون بناء أو يكون هداما”.
والتقى الرئيس السيسي نظيره السوداني عمر البشير في أديس أبابا، وأكد السيسي خلال اللقاء الذي اتسم بالأخوية والمصارحة والمكاشفة، خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين على كافة المستويات.
وشدد السيسي على مواصلة جهود تعزيز التعاون بين الدولتين، وحرص مصر على التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان الشقيق حيال مختلف الموضوعات والملفات، لا سيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن.
وأكد الرئيس عمر البشير خلال اللقاء على ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، وحرص بلاده على تطوير التعاون الثنائي مع مصر على الأصعدة كافة، معبرا عن تقديره لحرص مصر على التشاور مع السودان، مؤكدًا ما يعكسه ذلك من عُمق العلاقات التاريخية الخاصة التي تربط بين البلدين.
وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
وشهد اللقاء تباحثًا حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل الدفع قدمًا بالتعاون بين البلدين، حيث اتفق الرئيسان على تشكيل لجنة وزارية بين الجانبين للتعامل مع كافة القضايا الثنائية وتجاوز جميع العقبات التي قد تواجهها.
كما أكد الرئيسان أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف لترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كافة جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبي طموحات الشعبين الشقيقين.