دائما ما يتحدث الرئيس السيسي عن ضرورة إيجاد آلية للتعامل بمنهجية مستنيرة مع القضايا الدينية في مختلف المناسبات الوطنية والدينية لتحسين صورة الإسلام في العالم ومواجهة قوى التطرف التي تسيء إلى صورة المسلمين في دول العالم ، ويظل تجديد الخطاب الديني أحد أولويات العمل التي تشغل الرئيس ، وهو ما دفع الرئيس الى الدعوة الى تجديد الخطاب الديني خلال كلمته أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
السيسى وعلماء تجديد الخطاب الدينى
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن الإشكالية التي تواجه المسلمين في العالم الآن ليست اتباع السنة النبوية ولكن حقيقة المشكلة تكمن في القراءة الخاطئة لأصول الدين وذهاب المسلمين في اتجاه بعيد يؤثر على سمعة الإسلام بسبب التطرف في العالم، مؤكدا أنه يتحدث في قضية تجديد الخطاب الديني كإنسان مسلم وليس حاكمًا.
وأوضح الرئيس السيسى، فى كلمته بذكرى المولد النبوي الشريف، أن ترديد دعوته التي تطالب بتجديد الخطاب الديني لا يقصد بها الإساءة للعلماء ومشايخ الأمة، موجها كلامه للحضور من الأئمة قائلا “أنا لا اقصد الإساءة لكم والإساءة لكم إساءة لنفسي، ولكن أنا أتكلم على الإساءة الكبيرة اللي المفروض نتصدى لها وهي سمعة المسلمين بغض النظر عن الأسباب”.
ورد الرئيس السيسى على الدعوات التي تنادي دائما بتبرير صورة الإسلام في العالم بأنها مؤامرة على الإسلام بالتأكيد على أن المؤامرة والتآمر موجودة على مر العصور والاختلاف والتدافع بين الناس موجود منذ خلق الله الخلق، ولكن دورنا التصدي لهذا الأمر، متسائلا عن الطريقة التي يستطيعون بها إخراج مسار عملي حقيقي للإسلام السمح من مصر وممارسات حقيقة وليست نصوص فقط يتم تكرارها فى خطب يوم الجمعة أو حتى في المؤتمرات أو التلفزيون، مطالبًا بسلوكيات تعبر عن حقيقية المسلمين.
ونفى الرئيس السيسى توجيهه هذه المسئوليات على الأزهر والأوقاف ولكنه يحدث كل المصريين بسلوكياتهم البعيدة كل البعد عن صحيح الدين في الصدق والأمانة والعمل واحترام الآخرين والرحمة بالناس، معربا عن حزنه وتعجبه من الأمور التي يشاهدها من الناس أثناء إدارة الدولة.
وأوضح الرئيس السيسى، أن معرفة الإنسان تؤثر كثيرًا على فكره والعقلية الدينية غير العقلية القانونية غير الاقتصادية والسياسية، ووضع شروط للعالم المعاصر قائلا “رجل الدين الحقيقى الذي سيتصدى يجب أن تكون عقليته جامعة لكل العلوم حتى يستطيع أن يتكلم، والذي يدرس مجالات معينة سواء دين أو اقتصاد أو سياسة يتكلم فى سياق واحد وهذا ليس خطأ ولكن الذي سيتصدى كمفكر لمعالجة قضايا عصره من منظور دينه لازم يكون في عقلية جامعة ودارس كل حاجة”.
وشدد الرئيس السيسى، على أن بناء هذه الشخصية موضوع صعب أن يكون من القراء في كل المعارف وعلوم الحياة ويمتلكها حتى يستطيع التكلم فى كل الأمور، مطالبا الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل وإعداد القادة بضم بعض شباب الدعاة والعلماء من الأوقاف والأزهر لإكسابهم مجالات أخرى بجانب العلوم الدينية”، واختتم قائلا: احنا هنتقابل أمام الله ونقف أمامه يوم القيامة ونتحاسب على كل كلمة قولناها.
ويقدم موقع الحدث الآن فيديو لكلمة الرئيس أثناء الإحتفال مترجمة للإنجليزية ، وذلك كمساهمة ومشاركة من الموقع لنشر تلك الكلمة التي ترسم خريطة تجديد الخطاب الديني، كما تكشف وجوب البدء الفوري في تجديد الخطاب الديني لتحسين صورة الإسلام في العالم ومواجهة قوى التطرف .