قال معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتبع سياسة خارجية تقوم على نهج “مصر أولا”.
وأشار المعهد فى تقرير كتبه إريك تراجر، الخبير فى الشئون المصرية إلى أن السياسة الخارجية للرئيس السيسى هى امتداد لسياساته الداخلية، ففى الداخل يرى الرئيس نفسه رجلا قويا يحارب من يسعون لإحداث الفوضى وأغلبهم من الإخوان، وفى ظل تفضيله القوى للأطراف الممثلة للدولة عن الأطراف غير الدول، فإن السيسى قد اختلف بشدة مع حلفائه فى الخليج حول الصراع السورى. حيث تميل دول الخليج للنظر إلى الصراع السورى فى ضوء مخاوفهم الأكبر من نفوذ إيران الإقليمى المتسع، ولذلك أيدوا بقوة الإطاحة بنظام بشار الأسد المدعوم من إيران.
غير أن الرئيس السيسى يخشى تداعيات أن يكون لجماعات إسلامية سنية اليد العليا أكثر من مخاوفه بشأن نفوذ إيران. فأعلنت مصر صراحة اختلافها مع حلفائها الخليجيين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى عندما التقى وزير الخارجية المصرى نظيره الإيرانى ثم قال فى مؤتمر صحفى إن التحالف الذى يحارب فى سوريا ربما يريد تغيير النظام فى البلاد، لكن هذا ليس موقف مصر.
وفى أحيان أخرى، أدى تفضيل السيسى للأطراف المعبرة عن دول إلى تحالفه الخليج، مثل دعم مصر للرئيس اليمنى عبد ربه منصور أمام تمرد الحوثيين المدعومين من إيران. وفى مارس 2015، وفى حين أن السيسى واصل دعمه هادى سياسيا، إلا أن اليمن أصبحت محل خلاف بين مصر ودول خليجية لرفضها إرسال قوات.
وفى ليبيا، واجه السيسى معضلة مماثلة فى البداية، حيث انهارت الدولة بعد الإطاحة بالقذافى عام 2011، مما أطلق العنان لحرب أهلية بين ميليشيات متعددة، وفى ظل غياب ممثل واضحة للدولة تدعمه مصر، فضلت القاهرة التركيز على محاربة المسلحين الإسلاميين.
إلا أن نجاح خليفة حفتر على الأرض فى مواجهة المسلحين وتعيينه من قبل مجلس النواب الليبى لقيادة الجيش الوطنى أدى إلى تحول فى سياسة مصر، ورغم أن القاهرة دعمت مفاوضات الأمم المتحدة التى أسفرت عن اتفاق سلام فى ديسمبر 2015، فإن مصر الآن تدعم حفتر.
وكانت لسياسة مصر الخارجية ثمنها، كما يقول التقرير، فنتيجة لموقفه فى سوريا واليمن، أعلنت السعودية وقف إمدادات نفطية كان الملك سلمان قد وعد بها خلال زيارته للقاهرة العام الماضى.
وأكد التقرير أن سياسة السيسى هى أحدى نتائج النزعة القومية لحكمه، ونقل تراجر تصريح مسئول مصرى بارز له فى ديسمبر الماضى “نقدر الدعم السياسى والمعنوى لدول الخليج لنا أكثر من الدعم المالى، لكن بالنسبة لأشقائنا وشقيقاتنا فى الخليج، فإن حماية مصر (بعد الإطاحة بمرسى) كانت تتعلق بحماية أنفسهم (من الإخوان) .. ونحترم سيادة السعودية والإمارات، فبإمكانهما الاتصال بأيا من يشاءوا.. لكن عليهم أن يحافظوا على حقنا أيضا”.