تحقيقات و تقاريرعاجل

مع أو دون نتانياهو…سياسات إسرائيل لن تتغير

كتب رمزي بارود، كاتب سياسي فلسطيني له عدة مؤلفات، ومؤسس موقع باليستاين كرونيكل عمن يحتمل أن يخلف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إذا دين بارتكاب عمليات فساد، وما يعنيه ذلك بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لافتاً إلى أن هذا الرجل جسد طوال سنوات صورة إسرائيل دولياً. 

وقال في مقال في مجلة “فورين بوليسي” إن نتانياهو برع في إبقاء الجناح اليميني من حزب الليكود في مركز السلطة. وعندما كان جزءاً من ائتلاف أكبر، كما هو الحال عند تشكيل معظم الحكومات الإسرائيلية، صاغ الليكود، بزعامة نتانياهو، السياسات الإسرائيلية والسياسة الخارجية طوال عدة سنوات.

ومع استمرار تفضيل سكان إسرائيل من اليهود السياسات اليمينية، تكرر تعريف الإيديولوجيا السياسية خلال العقدين الأخيرين. ووفقاً لبارود، يعتبر اليوم فئة صغيرة ( 8٪) من اليهود الإسرائيليين أنفسهم من الجناح اليساري، فيما يرى 37٪ من هؤلاء بأنهم ينتمون إلى اليمين.

ورغم أن 55٪ يعتبرون أنفسهم من أحزاب الوسط، فإن هذا الوصف لا يمثل مواقف سياسية تتخذها عادة أحزاب الوسط في دول أخرى.

وعلى سبيل المثال، من المقبول تماماً أن يدعم عضو في الوسط الإسرائيلي فكرة الطرد القسري لفلسطينيين من السكان الأصليين خارج إسرائيل.

مرشحون لخلافة نتانياهو

ويحاول كاتب المقال تفسير ما يعنيه ذلك بالنسبة للشعب الفلسطيني، وللاحتلال الإسرائيلي ولحل عادل لمعاناة الفلسطينيين المستمرة منذ سنين. ويورد أسماء سياسيين إسرائيليين مرشحين لخلافة نتانياهو في رئاسة الوزارة. ولكن، حسب كاتب المقال، لا يعني ذلك أن مستقبل نتانياهو السياسي قد انتهى، إلا أنه بسبب كثرة الفضائح المحيطة به، فقد لا تنفعه بعد اليوم مهاراته السياسية للبقاء في السلطة.

استعدادات

وعندما تحين فرصة خلافة نتانياهو، يأتي بارود على ذكر اسم وزير التعليم وزعيم حزب البيت اليهودي، نافتالي بينيت، وهو يميني وقومي متطرف، ويعارض بشدة أي حوار مع الفلسطينيين. ولطالما ناصر بينيت ضم كامل المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وفي لقاء مع راديو الجيش الإسرائيلي، أجري 8 مارس، أوضح بينيت عزمه على الترشح لرئاسة الوزارة عندما “يغادر نتانياهو المسرح السياسي”.

ومن خلال تعليقات نشرت على هامش مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية (ايباك)، أصر بينيت، رائد حركة المستوطنين، على عدم التخلي عن كتل استيطانية، ولا عن قطاعات واسعة من أراضي الضفة الغربية. وهناك مرشح آخر يتمثل في زعيم حزب وسطي” كلنا”، وهو وزير المالية الإسرائيلي، موشي كاهلون العضو البارز في تحالف نتانياهو اليميني المتطرف. وكان كاهلون عضواً في حزب الليكود، وهو لا يختلف عن نتانياهو سوى بشأن بعض القضايا المحلية. ورغم مناصرته لاستئناف عملية السلام، فهو، مثل نتانياهو، يحمل القيادة الفلسطينية، لا السياسات الإسرائيلية، مسؤولية فشل المحادثات، ويتوقع استئناف توسع وبناء مستوطنات لا شرعية.

جدعون ساعر

ويرى بارود أنه في حال أصبح كاهلون رئيساً لوزراء إسرائيل، فمن الأرجح أن يعيد إنتاج استراتيجية نتانياهو السياسية، كي يبقي حزبه قريباً من اليمين بقدر المستطاع، وللتمهيد لتحالفات مستقبلية مع المتطرفين والقوميين الإسرائيليين.

ويذكر كاتب المقال اسم جدعون ساعر، عضو سابق في الليكود، ولكنه خرج من الحزب إثر خلافات شديدة مع نتانياهو، واليوم يجدد طموحه لخلافة نتانياهو، وهو معارض شديد لما يعرف باسم “حل الدولتين”. ومن المرشحين لخلافة نتانياهو أيضاً إيليت شاكيد، وزيرة العدل حالياً، والمعروفة بتعصبها وآرائها المثيرة للجدل.

منافس من اليسار

ولا يغيب عن الصحافة الإسرائيلية اسم مرشح من اليسار الإسرائيلي، آفي غابي، الذي انشق عن حزب كلنا، قبل أربع سنوات، وانضم إلى حزب العمل لكي يصبح زعيمه، لاحقاً. لكن، بحسب بارود، لا تختلف، في الواقع، وجهات نظر غابي اليسارية عن أفكار نتانياهو المتشددة، وخاصة في ما يتعلق بالمستوطنات اليهودية. وهو قال في لقاء صحفي، بعد توليه زعامة حزب العمل، إن السلام مع الفلسطينيين “لا يتطلب بالضرورة تفكيك مستوطنات يهودية غير شرعية”.

نتيجة لكل ما سبق، يختم بارود رأيه بأنه بغض النظر عن مستقبل نتانياهو السياسي، ستبقى سياسات إسرائيل حيال الفلسطينيين كما هي دون تغيير، ما يتطلب منهم تطوير استراتيجية سياسية موحدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتجاوزات حقوق الإنسان والمستوطنات اليهودية غير الشرعية.

زر الذهاب إلى الأعلى