أخبار فنية و ثقافية

مع الساخرين..خالد بيومى .. ابتسم يا ابن الكئيبة

“لقد قلت إن الموظف المصرى المسحوق الذى كنا نراه فى السبعينات والثمانينيات.. أى أن الرجل كان مسحوقاً منذ ثلاثين عاماً.. فما بالك به اليوم؟..هوه فى الغالب صار مدفوناً بالحيا تحت الأنقاض..وتحلل وتعفن ولم يتبق منه شىء” ..تلك الكلمات تؤكد أن الموظفين المصريين هم “المسحولون فى الأرض”.

ومقال “المسحولون فى الأرض”، يحتوى 20 مقالة اجتماعية وسياسية ساخرة، ألفها الكاتب الساخر “خالد بيومى”، فى كتابه “فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص”، والصادر عن دار ليلى للنشر والتوزيع.

يقع الكتاب فى 170 صفحة من القطع المتوسط، ويناقش مظاهر اجتماعية ينقدها المؤلف بطريقته خفيفة الدم، ومن أبرز الموضوعات “ثورة التكاتك”، “ابتسم يا ابن الكئيبة”، “الحقيقة وراء إغلاق الفيس بوك”، “المسحولون فى الأرض”، و”فيــسبــوكك عنوان جاذبــيــتك”.

وتتناول مقالة “فيسبوكك عنوان جاذبيتك”، إدمان موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” الذى انتشر بين الشباب فى الفترة الأخيرة، مثل انتشار النار فى الهشيم، لدرجة تخطت الشباب والخروج من نطاقهم، ليكون موقعاً هاماً بالنسبة للإعلام و الصحافة والمؤسسات العامة والأحداث الهامة.

ويحكى الكاتب فى هذه المقالة تجربته التى بدأت مع هذا الموقع، الذى أصبح يقضى عليه أكثر من ربع يومه الآن، فيقول “بيومى” عن إدمان موقع الفيس بوك “وهكذا يستمر الإدمان..كومنت ورا “لايك” ورا “آدد” ورا “شير” ورا “فيديو” ورا التجسس على فايلات ناس تانية..تلاقى الوقت بيتسحب وبيضيع وتلاقى نفسك بتقعد ساعات كتييييييير..”، ويستمر وصف الكاتب حتى ينتهى إلى أن هذا الإدمان مستمر وليس هناك حل له .

وتأتى مقالة بعنوان “عودة إلى زمن الانحراف الجميل”، ليناقش خالد بيومى فيها الفرق بين الانحراف قديماً و حديثاً، فيقول أن الإنحراف “بتاع زمان” هو المتعارف عليه وولدنا ووجدناه فعلى سبيل المثال أن تجد السارق جاهلا خرج من مراحل التعليم الأولى، وأن تجد القاتل لم يدخل غالباً التعليم من الأساس، أما الآن فمفهوم الانحراف فتغير، وصار القاتل مهندساً وطبيباً ومبرمج كمبيوتر وعالم فلك، وصار السارق رجل أعمال ومحاسب وموظفاً ببنك.

ويتطرق “بيومى” فى مقاله بالرجوع إلى “زمن الشحاتة اللذيذ”، فقديما كان الشحات رجل طاعن فى السن تعدى الثمانين بخمسين سنة، وبمجرد أن تمنحه ربع جنيه يقبل يداك ويسجد لله شكراً ثم ينصرف، اما الآن فصار الشحات رجلا كبيرا و امرأة تحمل طفلا و فتاة صغيرة، وصارت هناك تسعيرة للشحاتين، اكثر من جنيه هتاخد دعوة حلوة..أقل من جنيه هتاخد فوق دماغك.

ويتمنى الكاتب أيضاً الرجوع إلى زمن المعاكسات اللطيف، فيقول “بيومى” “هو الزمن الذى إذا وجد فيه الشاب فتاة جميلة يلقى عليها مجرد كلمة إعجاب أما الآن فصار الوضع مغايراً ويصفه الكاتب بقوله “اليوم انحرفنا مفهوم المعاكسات وصارت محافظة بأكملها على استعداد لقطع تذكرة قطر للحاق بفتاة فى مكان آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى