قال الشيخ شعبان رمضان موباجي، مفتي جمهورية أوغندا: إن مسألة حقوق الإنسان، أصبحت تتصدر اهتمامات المجتمعات الدولية وتختلف فيها وجهات النظر، ويتسع المجال للمغالطات والمزايدات.
وأوضح موباجي أن البعض، أصبح يتخذها مدخلا لتشويه المسلمين والإضرار بسمعتهم، وتجاوز الأمر إلى النيل من الإسلام والمسلمين، والطعن في شرائع الدين، وكأن الحفاظ على الإنسان وكرامته لا يعرف إلا في العرب، وهذا غير صحيح، مشيرا إلى إن الإسلام هو الحضارة الوحيدة، التي قدمت المفهوم الكامل لحقوق الإنسان.
وأضاف “موباجي” خلال فاعليات اليوم الثانى للمؤتمر العالمى لدار الإفتاء “التجديد في الفتوي.. بين النظرية والتطبيق” أن من أهم أسباب مشكلات الفتوى في عصرنا الحاضر، ضعف العلم بالنصوص والأدلة والضوابط وأصول الاستنباط والتفسير والتأويل، وقلة عدد المؤهلين للفتوى ودعاوى التجديد ومسايرة العصر.
وأكد أن استعانة بعض وسائل الإعلام في الإفتاء بمن ليسوا أهلا لذلك ضمن الأسباب أيضا، بجانب العمل من أجل المصلحة الخاصة والميل إلى الهوى، وعدم الخوف من الله وعدم الفهم الصحيح للتيسير في الإسلام، وعدم فهم المتصدرين للفتوى وفقه الواقع ومآلاته.
وتابع، مؤكدا أنه من خلال الحلول والضوابط يكون للفتوى مكانتها اللائقة ومنها: تعميق الشعور لدى الأفراد والمجتمعات بأهمية منصب الإفتاء، وكذلك تأسيس الفتوى على علم صحيح، من الكتاب والسنة، والإجماع والقياس الصحيح، والأصول الشرعية المعتبرة، وكذلك الإحتياط البالغ في الأحكام التفكيرية.
وشدد على عدم جواز تكفير مسلم، إلا بإتيانه أحد نواقض الإسلام الذي لا يقبل التأويل، مطالبا بالحذر من الفتاوى المضللة الداعية إلى سفك الدماء بغير حق، والتأكيد على أن حفظ الدماء المعصومة، هو من أعظم مقاصد الشريعة، مع ضرورة أن يقوم المفتون بواجباتهم في التصدي للفتوى الشاذة والرد عليها.
كما أكد ضرورة أهمية الاستفادة من المجامع الفقهية، ومؤسسات الفتوى والاجتهاد الجماعي، مع الإكثار من إنشاء المعاهد التي يدرس فيها المتفوقون والمتميزون من خريجي كليات الشريعة، حتى يتأهلون لممارسة الفتوى، بما يضاعف من أعداد من يقومون بالإفتاء، وبيان المسائل الفقهية للتغلب على الفتاوى الباطلة والشاذة عبر الوسائل المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي.