قال الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، تعليقا على تحويل “آيا صوفيا”، إلى مسجد بأنه لا يجوز، مؤكدا أنه يجب الحفاظ على الكنائس كما هي ولا تحول إلى مساجد، ولا تحول المساجد إلى كنائس، وتابع: “أننا لم نر في التاريخ المصرى أن كنيسة حولت لمسجد أو مسجد حول إلى كنيسة”.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج “نظرة”، على فضائية “صدى البلد”، مع الإعلامى حمدى رزق، أنه وكل أصحاب عقيدة ينبغي أن يحافظ على الخصوصيات، مضيفاً أن صدور قانون دور العبادة الموحد وبناء الكنائس، كاشف للحقيقة المصرية.
ولفت مفتى الديار المصرية، إلى أنه لا مانع من بناء الكنائس من مال المسلمين، مؤكداً: “نحن مأمورون بالحفاظ على الكنائس”.
وأشار إلى أن وفد نصارى نجران جاء إلى سول الله في مسجده وصلوا فيه، مشيراً إلى أن الليث بن سعد فقيه مصر أفتى بأن الكنائس في الإسلام من عمارة الأرض.
وأكد أن من وصايا الرسول في الحروب لا تهدموا معبدا ولا تقتلوا راهبا، مردفاً: “لنا فتاوى عديدة في هذا الشأن، وأصدرنا بحث شاركت فيه مع وزير الأوقاف في كتاب: الحفاظ على دور العبادة في الإسلام، وانتهينا إلى تفرد التجربة المصرية فى هذا الإطار”.
وذكر أن النصوص تقول لنا أنتم حماة ومدافعون وينبغى عليكم أن تحرصوا كل الحرص على دور العبادة وهذا التراث الإنسانى الثقافي، والصحابة في منتهى الذكاء في تطبيق الأمر الشرعى، عندما يأتون إلى مصر والشام والعراق، في بلاد كانت موطنا لحضارات منها الفارسية والرومانية والفرعونية، وعندما وجدوا أبو الهول والمعابد ولم يثبت ولا في رواية واحدة أن واحدا من الصحابة مجرد حتى التفكير أن يهدم معبد، وإنما يفهمون النص الشرعى؟.
وشدد على أنه لم يثبت أن الرسول أمر بهدم أصنام لم تعبد، وهذا فضلا عن دور العبادة وهو أخص، مشدداً على أن دور العبادة خصوصية من خصوصيات العقيدة التي يتبناها الإنسان ولا بد من احترامها والحفاظ عليها.
يذكر أنه على الرغم من الانتقادات بدأت الاستعدادات لاستخدام آيا صوفيا كمسجد، بعد أن ألغت المحكمة الإدارية التركية العليا مكانة آيا صوفيا كمتحف يوم الجمعة الماضى، وأمر أردوغان بافتتاح المبنى كمسجد للصلاة.
وبنيت كاتدرائية آيا صوفيا في القرن السادس، وكانت الكنيسة الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية ، وبعد الفتح العثماني للقسطنطينية في ذلك الوقت عام 1453 ، قام السلطان محمد الثاني بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد وإضافة أربع مآذن كميزة خارجية، وبقرار من مصطفى كمال أتاتورك ، مؤسس الجمهورية التركية ، أمر مجلس الوزراء بتحويل آيا صوفيا إلى متحف في عام 1934.
ولأن آيا صوفيا مهمة بالنسبة للأرثوذكسية، كانت ردود الفعل من اليونان وروسيا واضحة للغاية، حيث تحدث المطران إيلاريون بطريركية موسكو على شاشة التلفزيون الروسي عن ضربة للأرثوذكسية قائلًا: “بالنسبة لجميع المسيحيين الأرثوذكس في العالم، تعد آيا صوفيا رمزًا مهمًا ، مثل كاتدرائية القديس بطرس في روما للكاثوليك.” ستؤثر إعادة التنظيم على علاقة تركيا بالعالم المسيحي.