آراء أخرىعاجل

مقالاً للكاتب ” عماد الدين حسين ” بعنوان (الوزراء الجُدد .. السياسات قبل الأشخاص )

نشر الكاتب ” عماد الدين حسين ” مقالاً بعنوان ( الوزراء الجُدد .. السياسات قبل الأشخاص )

فيما يلي أبرز ما جاء فيه :

في كل تعديل أو تغيير وزاري جزئي أو موسع أو شامل أكتب في هذا المكان فكرة أساسية خلاصتها أن المهم هو السياسات والمناخ العام قبل الحديث عن الأشخاص الذين خرجوا أو الذين دخلوا ، نفس الفكرة أعيد التأكيد عليها اليوم بعد موافقة مجلس النواب على تعديل جزئي جرى يوم الأحد دخل بموجبه (4) وزراء جُدد لـ ( الثقافة / السياحة / التنمية المحلية / قطاع الأعمال العام ) ، إضافة إلى نائبين لوزيري ( الصحة / الإسكان ) .

تخيلوا لو أننا أتينا بأفضل العقول والخبرات والكفاءات ، لكن لم نوفر لها المناخ الملائم للعمل ، أو لم نوفر لها الإمكانيات والموارد والأجواء الملائمة ، فهل ستتمكن هذه الشخصيات من النجاح ؟ الإجابة هي ( لا ) وألف لا ، ليس في مصر فقط ، بل في كل بلدان العالم تقريباً .

على وزيرة الثقافة ” إيناس عبد الدايم ” أن تتأكد من وجود المناخ الملائم للنجاح ، حتى لا تتكرر العقبات التي واجهت ” النمنم ” .. وزيرة السياحة ” رانيا المشاط ” أعرف أنها عقلية اقتصادية بارزة ، وكانت تتولى منصب وكيلة البنك المركزي لسنوات طويلة ، قبل مغادرتها إلى صندوق النقد الدولي في واشنطن قبل شهور ، سجلها حافل في السياسات النقدية والمالية ، ويسأل كثيرون عن علاقة تخصصها بالسياحة ، وهي ابنة أستاذ العلوم السياسية المعروف والمحترم الدكتور ” عبد المنعم المشاط ” .

الواقع صعب جداً في المحليات ، أغرق العديد من الوزراء السابقين ، وبالتالي فالسؤال الذي ينبغي أن يفكر فيه الوزير الجديد اللواء ” أبو بكر الجندي ” هو كيف سيفلت من هذه الدوامة ؟ .. أن مشكلة هذه الوزارة أنها نتاج لكل تراكمات الفشل والإخفاق والتقصير طوال عقود ، حل مشاكل المحليات يحتاج إلى موارد كثيرة جداً ، وكفاءات متنوعة والأهم محاربة الفساد بصورة منهجية ، وهي تحديات لن يحلها الوزير بمفرده ، بل تحتاج إلى منظومة متكاملة من كل أجهزة الدولة ، وبالتالي أتمنى أن تكون الأمور واضحة أمام اللواء ” الجندي ” ، وأن يسعى إلى تحقيق أهداف محددة ، ويمكن قياسها وأن يشعر بها الناس ، وليس السعي وراء الشعارات الكبيرة التي تحتاج إلى وقت طويل وظروف مختلفة .. أما بالنسبة لوزير قطاع الأعمال ” خالد بدوي ” لا أعرفه للأسف ، كما لم أعرف الوزير المغادر ” أشرف الشرقاوي ” بصورة جيدة .. إذن القضية مرة أخرى هي السياسات والرؤى والإمكانيات والظروف والأجواء ، لا يعني ذلك أننا ننكر أي دور للفروق الفردية بين الأشخاص .

زر الذهاب إلى الأعلى