آراء أخرىأقلام حرةخاص الحدث الآنعاجل

مقال الدكتورة مها محمد دسوقى سالم “التيك توك” وإنهيار القيم والأخلاق

أطلق الصينى تشانغ يي مينغ فى سبتمبر 2016 تطبيقًا جديدًا أسماه “تيك توك” وتعتبر المنصة الاجتماعية الأكبر فى الفيديو والموسيقى على الصعيد العالمى حيث وصل تثبيت هذا التطبيق فى عام 2020 إلى مليار تثبيت على الهواتف المحمولة حول العالم، كما نجح فى جذب جميع الفئات العمرية وخاصة المراهقين حيث يتيح لهم رؤية ما لا يستطيعون رؤيته فى أية مواقع أخرى، وما ينشر على هذا التطبيق من موضوعات هادفة شئ لا يذكر بجانب الرقص والغناء والتعرى مما أدى إلى انهيار القيم الأسرية والتقاليد والأعراف دون أى رقابة من الأهل مما يدل على انعدام التربية والحياء والقيم.

والمتابع للفيديوهات التى يبثها الكثير من الشباب والفتيات على برامج “التيك توك” يلاحظ مدى التدنى الأخلاقى الذى يظهر فى الرقص والأغانى المصاحبة بالكلمات البذيئة والظهور بملابس عارية من أجل الحصول على أكبر نسبة من المتابعين لجنى أموال طائلة من الشركة المالكة لهذا التطبيق.

وانتشرت هذه الأفعال فى المجتمعات العربية نتيجة الفساد الأخلاقى وبُعد كثيرا من الشباب والفتيات عن منهج الله تعالى ونتيجة تقصير الكثير من الآباء والأمهات فى التربية و الرقابة والتخلى عن الثقافات العربية واعتناق ثقافات غربية حتى وصلنا لهذا الفساد والانحطاط الأخلاقى، وما يزيد الأمر خطورة هو أن تطبيق “التيك توك” يساهم فى نشأة أجيال تعتقد أن الرقص والحركات المثيرة والتعرى هى السبيل لتحقيق الإبداع والثراء والشهرة.

وقامت كثيرًا من الدول باتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذا التطبيق ومستخدميه  ففى مصر قام النائب العام بحبس كل من يخرج عن الآداب العامة ويفسد الأخلاق والقيم من مستخدمى تطبيق “تيك توك” حيث تم القبض على الكثير من الفتيات اللاتى يستخدمن هذا التطبيق و يقومن بسلوكيات مخالفة للأداب العامة والأخلاق، وقامت نيودلهى بحظر تطبيق “التيك توك” ومنع استخدامه فى البلاد لأنه يمثل تهديدًا للأمن ويهدد سيادة دولة الهند، كما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه سيحظر استخدام تطبيق “تيك توك” بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومى، وفى بريطانيا أيضًا هناك عدة اتهامات على الشركة المالكة للتطبيق بأنه ينتهك خصوصية الأطفال ويقوم بسرقة الممتلكات الفكرية للمواطنين، وبالرغم من أن الهجوم الغربى على هذا التطبيق به جانب من الخلاف التجارى والسياسى مع الصين إلا أن هذا لا يمنع حقيقة ما يحمله هذا التطبيق من خطورة  فى استهدافه للمراهقين حيث يعرضهم لرسائل تحرش ومشاهدة مناظر اباحية وسلاح ومخدرات وبلطجة دون الحاجة إلى عمل حساب للدخول إلى هذا التطبيق من البداية.

زر الذهاب إلى الأعلى