إليك عزيزى المصرى ما يجعلك تتأكد تماما أننا بصدد حرب باردة مستترة خلف أقنعة زائفة تعلوها ابتسامة كاذبة لقلوب سوداء لا تتمنى لنا خير!.
وخير دليل على ذلك ضمن قائمة طويلة من الأدلة الموثقة، تلك الرسالة التى وصلتنى من أحد المتابعين الذين تملأ قلوبهم المحبة والغيرة على وطن لم يعد يلاحق من أين تأتيه الضربة، والتى ربما يتلقاها بغتة من الحبيب قبل العدو.
وكانت الرسالة كالتالى: موقف أحزننى كثيرا ولم أجد له أى تفسير، حيث إننى أعمل حاليا فى إحدى البنوك بالرياض، وأحد أصدقائى بالعمل وهو مغربى يحمل الجنسية الفرنسية توجه إلى سفارة إحدى الدول الأوروبية بطلب الحصول على تأشيرة سياحة لزيارة مصر والذهاب إلى شرم الشيخ، ولكن موظف السفارة حاول معه تغيير وجهته وإقناعه بالذهاب إلى تركيا بحجه دواع أمنية، وأن تركيا أكثر أمنا وأمان من مصر.
إلى متى تظل هذه الدول تقف عقبه فى نهوض هذا البلد وما السبب.
إنجلترا منذ قديم الأزل ولها معنا العديد من المواقف المتعمدة وهى شريك مهم بل أساسى ومحرك مع الأمريكان، ولكن لماذا تحذو دول أخرى نفس الحذو رغم قيام مصر على مر العصور بمنع الهجرة الأفريقية غير الشرعية عبر حدودها فى البحر المتوسط إلى هذه الدول، وقد كان بإمكانها أن تخلع يداها وتترك الآلاف من البشر ينزحون إلى هذه البلاد، وما قد يترتب على ذلك من خلق العديد من المشكلات الاجتماعية والإرهابية فى هذه المجتمعات. ولماذا تركيا بالذات رغم أن هناك العديد من الدول أنسب سياحيا مثل ماليزيا أو سنغافورة أو اليونان مثلا.
رسالة واضحة لمن يرغب أن يفهم أن هناك ثأرا يمتد لمئات السنوات بين دول بعينها ومصر، التى عانت الأمرين لصد غزواتهم وكبح جماح أطماعهم التى لم تنته بانتهاء احتلالهم لأراضيها واستنزافهم لخيراتها.
فما زالت هناك بالقلوب والأنفس رائحة للشر تشتد حدتها أو تقل، تُعلن أو تتوارى وتختبئ وفقاً لسياسات كل دولة من هؤلاء الذين لا يسعدهم استقرارنا وانطلاقنا لمرتبة تأخرنا وتعثرنا كثيراً فى الوصول إليها بفعل فاعل خبيث، يتربص بنا منذ قديم الأزل.
وما زالت المعوقات تُنثر بطرقاتنا وما زالت المؤامرات تحاك لنا ولم تكف يوماً عن ملاحقتنا، والأمثلة كثيرة، فمنها المعلن المتبجح كتركيا وقطر، ومنها المختبئ الذى يبدو محايداً كأمريكا، ومنها المتعاون الذى يبدو صديقاً كفرنسا. فكما قال أحد الشعراء: “احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة”
وها هى مصر التى تتلقى الضربات سواء كانت معلنة مباشرة أو ناعمة خبيثة تلدغ كالحية دون أن نراها صامدة عزيزة قوية مرفوعة الرأس، متخطية الأزمات المتلاحقة بفضل الله الذى حباها بأمنه وأمانه، ونجاها من الغم والحزن وأخرجها بقوته من حلق الضيق لأوسع الطريق.
وبشعبها الكيّس الفطن الذى يستشعر بفطرته السليمة من أين يأتى الخطر، ويشتم رائحة الخبائث ويصطف على قلب رجل واحد بأوقات الشدائد والملمات ليلقن أى عدو خائن درساً سيبقى بذاكرته وذاكرة أمته إلى أن تنقضى الحياة الدنيا.
نهاية.. أذكر نفسى وإياكم بالحذر من هذا الذى يظهر لنا وجه المحب وبقلبه ما دون ذلك، ولنعلم جيداً أنه سيظل هناك دائماً من يريد بنا السوء أو على الأقل لا يرجو لنا خير.
فقد تأكدت مقولة نابليون بونابرت التى أصبحت حكمة بعد مئات السنوات: “اللهم اكفنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم”.