آراء أخرى

مقال للكاتب “عماد الدين حسين” بعنوان “الذين يدركون أهمية الكمامة”

نشر موقع الشروق الإخباري مقال للكاتب ” عماد الدين حسين ” بعنوان “الذين يدركون أهمية الكمامة” جاء على النحو الآتي :-
من العلامات المشجعة فى هذه الأيام الصعبة، أن عددا كبيرا من المواطنين المصريين خصوصا فى المدن بدأوا يلتزمون بارتداء الكمامات حماية لهم من الإصابة بفيروس كورونا أو كوفيدــ19.
انتقدت وغيرى كثيرون غياب الوعى العام، فيما يتعلق بالتعامل مع الفيروس لدرجة دفعت البعض للقول بأنهم خسروا الرهان على الوعى الشعبى.
الطبيعى أن عددا كبيرا من الناس يخاف من الغرامة التى قررتها الأجهزة الحكومية المختصة وقدرها أربعة آلاف جنيه على من لا يرتدى الكمامة فى أماكن العمل العامة والمواصلات العامة والجماعية.
فى الأيام الأخيرة حرصت على تأمل سلوك الناس سواء فى الشارع أو المواصلات العامة وكانت النتيجة مشجعة إلى حد كبير.
هى ليست نتيجة مثالية لما نتمناه جميعا، لكنها نتيجة طيبة، مقارنة بما كانت سائدة قبلها، ثم إن الخوف من الغرامة، لم يكن هو السبب الأساسى، والدليل على ذلك أنه لا توجد غرامة على عدم ارتداء الكمامة أثناء السير على الأقدام فى الشوارع أو داخل السيارات الملاكى، ورغم ذلك، فظنى الشخصى أن نسبة ارتداء الكمامة فى الشارع وداخل حتى السيارات الخاصة لا تقل عن 70ــ80٪.
ظنى الشخصى من مشاهدات عشوائية مستمرة فى القاهرة والجيزة وأسيوط وبورسعيد والإسكندرية وليس نتيجة لبحث علمى، فإن الغالبية العظمى من أولئك الملتزمين بارتداء الكمامة ينتمون إلى الموظفين عموما، وإلى الفئة الأكثر تعليما، الذين يدركون خطورة فيروس كورونا، وأهمية الكمامة فى الوقاية منه، والتى يقول بعض العلماء والأطباء إن الفيروس يمكن أن يتراجع بنسبة 80٪ إذا حرص الجميع على ارتداء الكمامة.
ورغم ذلك، فقد رأيت نماذج بشرية كثيرة؛ صغارا وكبارا ورجالا ونساء يرتدون الكمامة، رغم أن القانون لا يلزمهم بها، أغلب الظن أن هؤلاء عرفوا خطورة الفيروس، وأهمية الكمامة، ولذلك سارعوا بارتدائها.
المصريون تفننوا فى طرق ارتداء الكمامة، بعضهم ارتدى الكمامة الطبية العادية بألوانها المختلفة، خصوصا الزرقاء، سواء التى يتم ربطها خلف الرأس، أو وضع رباطها حول الأذنين، لكن من الواضح أن هناك توسعا فى استخدام الكمامة القماشية وبالأخص ذات اللون الأسود.
البعض يتعامل معها باعتبارها سهلة الاستخدام، ولكن الأهم لأنه يمكن استخدامها أكثر من مرة بعد غسلها فى درجة حرارة عالية. بعض السيدات أيضا يستخدم الحجاب أو الإيشارب العادى ككمامة، وإن كان هناك جدل بأن ذلك قد لا يكون كافيا لمنع الفيروس، فى حين أن رأيا آخر يقول إن الفيروس لا ينتقل إلا برذاذ مباشر صادر عن مريض إلى جانب قريب منه، وبالتالى فإن وجود أى كمامة سواء كانت قماشية أو طبية أو أى جسم يمنع نفاذ الرذاذ إلى الأنف لن ينقل العدوى.
فى كل المصالح الحكومية وأماكن العمل العامة والخاصة التى ترددت عليها الفترة الأخيرة كانت نسبة الالتزام بارتداء الكمامة كبيرة، بل إن العديد من سائقى الدراجات النارية كانوا يرتدونها خصوصا إذا كانوا شخصين أو أكثر على الدراجة.
هذا تطور مهم فى سلوك جزء كبير من المواطنين المصريين، لكن هل هو كافٍ ومثالى؟!
الإجابة هى لا، لأن هناك قطاعا لا بأس به من المصريين خصوصا فى الريف والأحياء الشعبية ما يزال يرفض ارتداء الكمامة، أو يرتديها مضطرا ويضعها على ذقنه وليس أنفه خوفا من الغرامة، خصوصا فى المواصلات الجماعية وبالأخص الميكروباصات والتكاتك، وهؤلاء سأتحدث عنهم لاحقا، خصوصا أنهم يتواجدون فى أماكن مزدحمة جدا مثل الأسواق والحارات الضيقة، وبالتالى فإن إهمال هؤلاء يجعل فرص العدوى كبيرة، بل قد يتسبب فى إصابة الحريصين على اتباع الإجراءات الوقائية.

زر الذهاب إلى الأعلى