دموع شباب مصر تحت 19 سنة فى تونس تستحق التوقف والاهتمام والاحترام أيضا.. فهؤلاء الشباب هم منتخب مصر الذى سافر إلى تونس للمشاركة فى بطولة العالم للكرة الطائرة للناشئين.. وبدأ هؤلاء الشباب مشاركتهم بالفوز على ألمانيا ثم الأرجنتين ثم اليابان ثم المكسيك.. وتصدروا مجموعتهم ثم فازوا فى دور الـ 16 على نيجيريا.. وفازوا فى دور الثمانية على بيلاروسيا وتأهلوا للدور قبل النهائى أمام إيطاليا حيث خسروا أمس الأول ليبكوا ضياع حلم لعب المباراة النهائية لبطولة العالم.. وباتت هذه الدموع نقطة تحول هائلة فى الفكر الرياضى المصرى حيث ابتكرنا واخترعنا منذ سنين طويلة نتيجة رابعة للقاءات الرياضية غير الفوز والهزيمة والتعادل هى التمثيل المشرف.. أو الخسارة بطعم الفوز.. أو شرف اللعب مع الكبار..
ووفقا لذلك الفكر القديم لم يكن شباب مصر يحتاجون للدموع بعد الخسارة أمام إيطاليا وإنما كان بإمكانهم الاحتفال بالوصول لمباراة تحديد المركز الثالث فى بطولة العالم التى أقيمت أمس وأكتب هذا قبل معرفة نتيجتها.. وكان بإمكان شباب مصر بمجرد التأهل للدور قبل النهائى التفكير فيما سيطلبونه فى القاهرة من مكافآت بعد وصولهم لقبل نهائى بطولة العالم.. لكنهم بدلا من ذلك كله وقفوا فى الملعب يبكون لأنهم خسروا أمام إيطاليا ولم يصلوا للمباراة النهائية.. والمفترض الآن أن تنتهى بهذه الدموع المصرية فترة زمنية طويلة كنا نحن المصريين نرى خلالها أنفسنا صغارا جدا.. ويكفينا أن نفرح بالفوز على صغار مثلنا.. أما حين تضطرنا الظروف للعب مع الكبار.. فقد كان مجرد ذلك يكفينا لنفرح ونحتفل رغم خسارتنا.. وفى الرياضة تماما مثل أى مجال آخر.. الذى يرى نفسه صغيرا سيراه كل الآخرين صغيرا والذى يرى نفسه كبيرا سيكون كبيرا مهما خسر أو تعثر أحيانا.. وشباب مصر فى الكرة الطائرة قرروا أن يكونوا كبارا.. ليسوا أقل من أى منتخب فى العالم.. وبالتالى إذا خسروا فلا بد أن يحزنوا ويبكوا حتى لو كانت الخسارة أمام بطل العالم.. وأنا أشكرهم على ذلك وأحترمهم أيضا.. وأرجو ألا ينسوا دموعهم بعد الخسارة أمام إيطاليا حين يعودون إلى مصر سواء بالمركز الثالث أو الرابع وتقام لهم احتفالات يستحقونها بالتأكيد لكن دون مبالغة قد تعنى فى النهاية أن ما جرى فى تونس كان استثناء أبدا لن يتكرر.