أقلام حرةعاجل

مقال للكاتب ” حمدي رزق ” بعنوان ( كورونا بين الشيخ والقسيس! )

بين رفض وقبول تداول أفاضل مقدرون فكرة «مقبرة جماعية لشهداء كورونا» منهم من استنكرها كراهة، ومنهم من ثمنها محبة، ولكنها فكرة من أفكار مواجهة الآثار المجتمعية الناجمة عن تفشى الوباء، قد تلقى قبولا أو رفضا، ولكنها تحرك العقول لتدبر أحكام الجائحة، وكما يقولون للجائحة أحكام.

من جملة الرافضين، توقفت أمام سطور كتبها الصديق الشيخ سعد الفقى، وكيل وزاره الأوقاف بكفر الشيخ، وقال ما نصه: كتب الأخ والصديق حمدى رزق مقالة في «المصرى اليوم» تحت عنوان: «مقبرة جماعية لضحايا كورونا»، وعرض لحالتى (شبرا البهو/ مركز أجا دقهلية) و(شباس عمير/ قلين كفرالشيخ) الأولى اعتذرت عن فعلة الجهلاء والثانية ضربت المثل في الشهامة والوفاء.

واستطرد كاتبنا أنهم في «لندن» أقاموا مقبرة جماعية «كامينال بارك» جنوب شرق البلاد لدفن ضحايا الوباء الخبيث من المسلمين وفقا للشريعة الإسلامية، وكان سؤاله: هل نفعلها خشية تكرار مأساة الرفض واستباحة فلول الإخوان وخلاياهم النائمة من السلفيين لتبعات الفيروس؟.. وليسمح لى أخى أن أخالفه الرأى جملة وتفصيلا من كل النواحى، والخلاف في الرأى لا يفسد للود قضية.

أولا: مصر دولة قوية وعفية ومحاولة كسرها سوف تبوء بالفشل الذريع، وهذا ما حدث في الماضى ونراه الآن وهى محفوظة بعون الله، ومن خلال متابعتى لحالات مماثلة وجدت أن ما حدث في «شبرا البهو» سبق حدوثه في الإسكندرية والإسماعيلية، وكان سيف القانون وفرض هيبة الدولة من خلال رجال الشرطة الذين سيطروا كعادتهم على الوضع في الحال، وتم حبس الجناة والمجرمين دون النظر إلى ماهيتهم ومن يكونون.

ثانيًا: إن ما حدث في «شبرا البهو» غير قابل للتكرار لاستهجان جموع المصريين واستنكارهم التصرف الأحمق، وهو ما عبرت عنه مواقع التواصل الاجتماعى وتناقلته وسائل الإعلام بشتى أطيافها.

ثالثًا: المصرى متدين بطبعه وديننا، بل كل الأديان، تأمرنا بإكرام الميت من خلال المسارعة بدفنه، لاسيما أن الجهات المعنية أحرص ما تكون على أخذ التدابير الاحترازية عند الدفن، ويبقى سيف القانون هو الرادع لمن تسول له نفسه كسر هيبة الدولة، ولا فرق عندنا بين فلول الإخوان أو من يقف في خندقهم، وعندما تطل الفتنة فالحديد لا يفله إلا الحديد، وعلى الباغى تدور الدوائر.

الرسالة الثانية من صديقى القس مكاريوس فهيم، كتب يقول: «أؤيد اقتراحك، واسمح لى بإضافات لتشجيع الشعب بإقامة نصب تذكارى رمزى بالمقبرة مع مئذنة ومنارة صغيرة الحجم، واعتراف الدولة رسميًا بالشهداء وتسميتها مقابر شهداء الوباء، وكتابة أسماء المتوفين تمامًا مثل النصب المعتاد مع سور وحديقة، والحمد لله لدينا الصحراء الفسيحة، ويمكن شق طريق صغير ممهد يؤدى إلى المقبرة، ولا بأس، وأتمنى أن يفتتحها الرئيس والبابا وشيخ الأزهر في حفل وطنى معتبر ومعتمد شعبيًا.

زر الذهاب إلى الأعلى