نشر موقع الشروق الإخباري مقال للناقد الرياضي حسن المستكاوي بعنوان الدورى.. فيلم صامت بدون حوار وبلا موسيقى! جاء على النجو الآتي :-
** نعم الوقت مبكر. ونعم لا يمكن تقييم مستويات من مباراة ولا بطولة من أسبوع. لكنه كان أسبوعا هزيلا فى نتائجه وفى مستواه. ففريق واحد قدم شيئا، ومباراتان فيهما أشياء من كرة القدم. أتحدث عن الأسبوع الأول من الدورى. والفريق هو بتروجيت.
والمباراتان بين الإنتاج وحرس الحدود وبين سموحة والمقاصة. وتسأل: أين الأهلى والإسماعيلى والزمالك والفريق المنتظر بيراميدز؟
** بتروجيت لعب بفكر وأسلوب، وضيق المسافات بين لاعبيه، وصنع العديد من الفرص. وكانت مباراة الإنتاج وحرس الحدود سريعة، وربما هى اسرع المباريات. والسرعة أضفت عليها بعض الإثارة. لكن السرعة دون تغيير للسرعات وللإيقاع دليل نقص فنى وتكتيكى، و«تهلك الموتور». وكانت مباراة سموحة والمقاصة فيها ندية، وصراع. وتفوق فى بعض فتراتها فريق المقاصة وأهدر فرصه. بينما بدا فريق سموحة بسيطا وطيبا مثل الحمام.. لكنه كان يحمل فى أقدامه خبث الحيات التى تختبئ بين العشب الأخضر والسافانا، وتلدغ فى لحظة انقضاض!
** الزمالك كما أشرنا من قبل، مازال كما هو. فرديا. يفتقد الجماعية. وشعاره الفردية. والأهلى بدأ الدورى أسوأ بداية. فلا شخصية. ولا مستوى، ولا أداء جماعيا دفاعيا وهجوميا. وفقد الفريق سلاحه الأول فى هذه المباراة، ولعب أمام الإسماعيلى دون هذا السلاح، وهو القوة الهجومية الرباعية التى كانت مكونة من أجايى، وعبدالله السعيد، ووليد سليمان أو مؤمن زكريا أو صالح جمعة، وأزارو. وهؤلاء وغيرهم كانوا يقتحمون منطقة جزاء المنافس وحصونه، ويتبادلون الكرة بسرعة وبراعة، ويصنعون الفرص والأهداف. وقد فقد الأهلى هذا الأداء الهجومى كما فقد الأداء الدفاعى الجماعى، كما فقد مدربه السيطرة على أداء لاعبيه.
** الإسماعيلى خسر ثلاث نقاط كانت فى جيبه بفوز مهم للغاية على الأهلى، وهذا يؤكد أنه مازالت هناك بينه وبين البطولة مسافة.. وقد لعب بحذر، ولم يحسن الحفاظ على تقدمه. بينما لم يقدم بيراميدز ما كان منتظرا منه، وقد انتظره الكثيرون الذين يرغبون فى هزيمته، وكثيرون يرغبون فى هزيمة من يتمنون هزيمته. غاب الأداء الجماعى. تجلت الفوضى من جانب البرازيليين، وكانت تلك الفوضى والفردية ميراثا قادما من كرة أمريكا الجنوبية وثقافاتها الحالية التى أبعدتها عن بطولات كأس العالم وألقابها. ثم هذا الاختراع الذى قدمه المدرب بتغيير مركزى عمر جابر وأحمد توفيق. وعلى الرغم من نشاط واضح لجابر لكنه لم يكن عمر جابر الذى اعتاد اللعب فى مركز الظهير الايمن.. وربما لعب خالد بيومى وميدو وأشرف قاسم وعفيفى أفضل من البرازيليين ومن لاعبى الفريق ومن مدربهم بكثير..!
** بعض الفرق تعلمت من درس كأس العالم شيئا، مثل «طابور الضربات الركنية الإنجليزى»، ومثل التحرك الجماعى للفريق يسارا ويمينا ودفاعيا فى مساحات محدودة كما كان يفعل منتخب بلجيكا. لكن حكاية عدم الانسجام، وحكاية أننا فى بداية الموسم، وحكاية قصر فترة الإعداد، وحكاية أن المدرب لم يتعرف بعد على قدرات لاعبيه.. كلها حكايات من فترة الستينيات، أو حكايات تهدف إلى تبرير وتمرير هذا المستوى الهزيل من الأداء.. لكن من الإنصاف أن نشير إلى أنه من أهم أسباب هذا الشعور العام بتواضع المستوى هو أن مباريات الدورى عبارة عن فيلم صامت بلا حوار متبادل وصراع متبادل، وبلا موسيقى تصويرية، وبلا روح وبلا حياة، لغياب الجمهور..!