أخبار عالميةتحقيقات و تقاريرخاص الحدث الآنعاجل

مقال مترجم لصحيفة (لو موند) الفرنسية : نظرة على (15) عام من أخطاء “بايدن” في العراق

ذكرت الصحيفة أنه بينما عارض الرئيس الأمريكي السابق “أوباما” بشجاعة غزو العراق عام 2003 ، كان نائبه “جو بايدن” مؤيداً قوياً في مجلس الشيوخ لغزو العراق ، كما أنه ذهب لأبعد من ذلك واقترح في 2006 تقسيم العراق إلى (3) كيانات مستقلة (سنية / شيعية / كردية) ، وهو الأمر الذي كان سيؤدي لتفاقم الحرب الأهلية في ذلك الوقت، مضيفة أن “بايدن” حينما كان عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي كان من واحداً من (29) نائب ديمقراطي بجانب (48) جمهورياً قاموا بالتصويت لصالح غزو العراق، مقابل (23) ديمقراطياً رفضوا ذلك، وهو ما أتاح لـ “جورج بوش” شن الحرب في العراق.
وأضافت الصحيفة أنه في يوليو 2003 ، أي بعد (3) أشهر من الإطاحة بـ “صدام حسين” وعلى الرغم من فشل (150) ألف جندي أمريكي في العراق في العثور على أي أثر لأسلحة الدمار الشامل، صرح “بايدن” (لقد قلت ذلك العام الماضي ، وأكرره اليوم أيضاً .. مع مليارات الدولارات التي كانت تحت تصرف صدام، ليس لدي أدنى شك في أنه بعد خمس سنوات كان سيحصل على سلاح نووي تكتيكي).
كما ذكرت الصحيفة أن “بايدن” شارك أيضاً في حملة لتشويه صورة فرنسا لعدم دعمها الغزو الأمريكي للعراق قائلاً (نعلم جميعاً أن الفرنسيين لم يكونوا متعاونين)، موضحة أن خطة “بايدن” لتقسيم العراق كانت ستساعد في حال تطبيقها على تسريع التطهير العرقي الذي ترتكبه الميليشيات الطائفية، مضيفة أن رؤية “بايدن” للعراق تم تحديدها من خلال معايير طائفية بحتة، دون مراعاة المشاعر الوطنية العراقية، ولا العواقب على بقية الشرق الأوسط، حيث دعم “بايدن” -عندما تولى الإشراف على ملف العراق أثناء توليه منصب نائب الرئيس الأمريكي- الرجل القوي من الطائفة الشيعية رئيس الوزراء آنذاك “نوري المالكي” بغض النظر عن الاستبداد العدواني المتزايد لرئيس الحكومة العراقية وتعاونه الوثيق على نحو متزايد مع إيران وعداوته الشديدة ضد الميليشيات السنية، حيث كان الشيء الوحيد المهم بالنسبة لـ “بايدن” هو نجاح الانسحاب الأمريكي من العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التذكير بتاريخ “بايدن” مع العراق يثبت أنه كلما توصل إلى قرار كان دائماً يختار الخيار الأكثر خطورة من حيث الصراع الدولي والحرب الأهلية، مضيفة أنه لا يوجد دليل على أن الرئيس المستقبلي قد تعلم أي درس من العديد من الأخطاء الماضية.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى