الأرز الأسود
“إيجيبشيان بلاك رايز” أو الأرز الأسود، يعرف عالمياً بأنه غذاء الأثرياء نظرا لارتفاع سعره، يفوق في قيمته الغذائية جميع أصناف الأرز المسجلة عالمياً، إذ يحتوي على تركيزات أعلى من الألياف وكميات أقل من الكربوهيدرات ويقاوم الأمراض السرطانية ويمنح القوة العامة للجسم التي تمكنه من التغلب على جميع الأمراض، يصل سعره إلى 400 جنيه للكيلو، تم تسجيله في مصر عام 2005 بمركز البحوث الزراعية.
ورغم تاريخ زراعته الذي يمتد لآلاف السنين وفوائده المثيرة للأعجاب، التي أثبتتها الأبحاث العلمية، إلا أن انتشاره لا يزال محدود عالميا ومتاح في الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وفي جميع أنحاء أوروبا، وفي مصر لا يزرع إلا للاستهلاك المنزلي، ولم تُسجل تقارير الحصر لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لوزارة الزراعة أي مساحات أراضي تم زراعتها به إلا بعض الأفدنة المحدودة.
يقول الدكتور عبدالعظيم طنطاوي، الخبير الدولي في زراعة الأرز، إن أحد أسباب عدم انتشار الأرز الأسود تعود إلى ارتفاع سعره الذي يصل إلى 400 جنيه للكيلو، وانخفاض إنتاجية الفدان مقارنة بالأصناف المتداولة محليا، التي اعتاد المزارعون زراعتها.
وأوضح أستاذ زراعة الأرز، أن فوائده لا تعد ولا تحصى مقارنة بسعره، والأبحاث العلمية فى مصر والعالم تؤكد ذلك، لافتا أن مركز البحوث الزراعية ممثلا في قسم بحوث الأرز بمركز البحوث الزراعية أعد بحثين هامين في هذا المجال، أثبتا أن الفسفور فيه يزيد عن الأرز العادي 35 ضعفا، كما يحتوي على قدر أقل من السعرات الحرارية، ويعمل كمضاد قوي للأكسدة، وخاصةً الأنثوسيانين والأنثوسيانين بدوره يمنع ضرر الجذور الحرة في الجسم، كما يحمي من الإصابة بأمراض مختلفة مثل أمراض القلب والإلتهابات وأمراض السرطان المختلفة، فالأرز الأسود يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مشابهة للعنب البري والتوت البري، وذلك مقارنةً بأنواع الأرز المختلفة الأخرى.
وتابع: “يساعد في إزالة السموم من الكبد لما يحتويه من مضادات عالية للأكسدة، فهو يساعد الكبد على التخلص من السموم والشوائب ويمنع تصلب الشرايين ويعمل على الوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم، كما أنه يمنع مرض تصلب الشرايين وهو عبارة عن تصلب جدران الشرايين، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية التي تصيب كثير من الناس، ويحتوي على الألياف الطبيعية فعند تناول الأرز الأسود دون نزع قشرته الخارجية والتي تكون غير قابلة للذوبان في الطعام بسهولة، فإن ذلك يؤدي إلى إحساس كبير بالشبع بعد تناوله”.
وأردف: “يساعد كثيرًا في علاج الإسهال وأعراض القولون العصبي، فكل 100 جرام من الأرز الأسود تحتوي على 5 جرامات من الألياف، وهو ما يمثل نسبة 10% من احتياج الإنسان الموصى به يوميًا من الألياف الطبيعية، وهذه النسبة مرتفعة جدًا إذا ما قورنت بأنواع الأرز الأخرى.. والأبحاث العلمية العالمية أكدت أنه يساعد على الوقاية من مرض السكري نظرًا لما يحتويه الأرز الأسود من نسبة مرتفعة من الألياف الطبيعية، فهو يستغرق وقتًا أطول للهضم، كما أنه يحافظ على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، ويحافظ على ثبات نسبة السكر في الدم، وللعلم فإن تناول الأرز الأسود أثناء اتباع نظام غذائي محدد يساعد أيضًا في الوقاية من مرض السكري، وذلك لأنه يحتوي على نسبة منخفضة جدًا من السكر”.
وفيما يتعلق بالوقاية من السمنة، أشار إلى أنه يساعد على فقدان الوزن بصورة مذهلة، وذلك لما يحتويه من نسبة عالية من الألياف الطبيعية تتسبب في الإحساس بالشبع بسهولة كما أنه يحتوي على عدد منخفض من السعرات الحرارية وكل 100 جرام من الأرز الأسود تحتوي على 337,2 سعر حراري فقط، مما يساعد على تقليل السعرات الحرارية بالجسم والتحكم بها، هذا بالإضافة إلى أنه يحتوي على كمية كافية من الكربوهيدرات تكفي لسد احتياج جسم الإنسان منها وتغذيته بقية اليوم.
ويحتوي على كثير من المعادن منها الحديد والمنجنيز والمغنيسيوم والفوسفور والسيلينيوم، والمنجنيز هو معدن أساسي لازم للجسم لأداء العديد من الوظائف هذا بالإضافة إلى أن عنصري المغنيسيوم والفوسفور معدنين هامين لأداء العديد من الوظائف اللازمة لصحة الجسم، وفقا لطنطاوي.
أما التركيب الكيماوي للأرز فطبقا لأبحاث قسم الأرز بمركز البحوث الزراعية فنسبة الرطوبة به 10% وتصل في الأبيض إلى 9%، أما البروتين فيحوي على 8.8 مقارنة بـ5.5% للأرز الأبيض، أما الطاقة فيحوي 337 كالوري، بينما يحوي الأبيض 357، ويحوي الأرز الأسود دهون تصل إلى 1.2% مقابل 0.59% للأبيض، والكربوهيدرات 72.4% للأسود بينما يحوي الأبيض 82.3%.
وأوضح التقرير، أن الأرز الأسود يحوي ماغنسيوم يصل إلى 92 بينما يحوي الأبيض 34، ويحوي كمية صوديوم تصل إلى 110 مقابل 92، الزنك 66 مقابل 35 للأبيض، وحديد 9 مقابل 4 للأبيض، وزنك 66 مقابل 35 ومنجنيز 61 مقابل 21 للأبيض.