الوضع الميداني في سوريا جراء الضربات ( الأمريكية / الفرنسية / البريطانية ) التي استهدفت مواقع النظام السوري
أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن الضربة الثلاثية التي نفذتها الولايات المتحدة بمشاركة بريطانيا وفرنسا ضد مواقع سورية تم تنفيذها الساعة الرابعه فجر اليوم ، وشملت إطلاق حوالي (110) صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها ، وأن منظومة الدفاع الجوي السورية تصدت لها وأسقطت معظمها ، وأضافت القيادة ( تصدت منظومات دفاعنا الجوي بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها ، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزاً تعليمياً ومخابر علمية ، واقتصرت الأضرار على الماديات ، بينما تم انحراف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعاً عسكرياً بالقرب من حمص ، وقد أدى انفجار إحداها إلى إصابة 3 مدنيين ) .
أكد رئيس إدارة العمليات العامة لهيئة الأركان الروسية ” سيرجي رودسكوي ” الآتي :
أ – طائرات طراز ( f-15.16) وصواريخ مجنحة طراز ( TOMAHAWK) ، ووسائل دفاع الاتحاد السوفيتي تصدت بنجاح لهذا الهجوم .
ب – الضربات الموجهة ضد سوريا هي رد فعل الغرب على نجاحات القوات السورية التي حررت أراضي بلادها من الإرهاب ، مضيفاً أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض (71) صاروخ ، وأن ذلك دليل على الفاعلية العالية التي يمتلكها الجيش السوري.
جـ- موسكو أوقفت منذ فترة توريد صواريخ ( S-300) لسوريا ولكنها ترى ضرورة بحث هذه المسألة في ضوء الأحداث الاخيرة.
د – التحالف الغربي استهدف القواعد الجوية التابعة للجيش السوري ، و تم إسقاط جميع الصواريخ التي تم توجيهها للمطارات المختلفة ، والمطارات لم تتضرر .
هـ- الـ (9) صواريخ التي وجهت لمطار ( مزا ) تم إسقاط (5) صواريخ منها .
و – تم توجيه (16) صاروخ نحو حمص ، جرى اعتراض (13) منها ، و(30) صاروخ وجهت لمواقع مختلفة في بلدات برزة ، وتم إسقاط (7) صواريخ .
ز – المواقع التي يُفترض أنها مُتعلقة بالكيماوي مُدمرة جزئياً ، ولم يكن هناك مدنيين .
ح – القوات الروسية في حالة تأهب للصواريخ المجنحة ، ولم تدخل منطقة سيطرة القوات الروسية.
ط – توجيه هذه الضربات في اليوم الذي كان من المُخطط أن تبدأ فيه بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها بمنطقة وقوع الهجوم الكيماوي المزعوم دليل على عدم اعتماد الولايات المتحدة بموضوعية أعمال التحقيق ، ونيتها إسقاط وإفشال العملية السورية .
أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن مطار الضمير شرق دمشق قد تعرض لهجوم من (12) صاروخ مجنح تم اعتراضها والتصدي لجزء كبير منها من خلال الدفاعات الجوية السورية ، كما أوضحت أنه تم استهداف المنشآت السورية من قبل سفينتين أمريكيتين من البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فوق البحر المتوسط وقاذفات ” بي-1 بي ” من منطقة التنف .
إصابة (6 ) مدنيين في استهداف مستودع للذخيرة تابع للجيش السوري في ريف حمص .
الموقف الأمريكي
أكد وزير الدفاع ” جيمس ماتيس ” أن الهجوم على سوريا انتهى ، وكان ضربة واحدة فقط ، وهدفها إرسال رسالة قوية إلى الرئيس السوري ” الأسد ” .. جدير بالذكر أن البنتاجون سيعقد مؤتمراً صحفياً اليوم لاستعراض تفاصيل الضربات على سوريا .
أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال ” جوزيف دانفورد ” عن انتهاء الضربات التي نفذتها ( الولايات المتحدة / فرنسا / بريطانيا ) ضد برنامج الأسلحة الكيماوية السوري ، مؤكداً أنه لا يوجد في الوقت الحالي خطط لشن عملية عسكرية أخرى ، مضيفاً أن روسيا لم تتلقى تحذيراً مسبقاً قبل الضربات ، مشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن وحلفاءها حرصوا على عدم استهداف القوات الروسية المنتشرة في سوريا ، وأكد ” دانفورد ” أن الضربة الأمريكية استهدفت (3) منشآت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية التابع لنظام ” الأسد ” ، وهي :
( مركز أبحاث علمية خارج العاصمة دمشق / منشأة لتخزين الأسلحة الكيماوية / مركز قيادي مهم خارج مدينة حمص ) ، واعتبر أن الضربة ستؤدي إلى تدهور طويل الأمد في قدرة سوريا على البحث وإنتاج أسلحة كيماوية .
أدانت عضوة الكونجرس ” باربارا لي ” قرار الرئيس ” ترامب ” بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ، وأكدت أن قرار ” ترامب ” بشن ضربة عسكرية ضد النظام السوري دون تفويض من الكونجرس يُعتبر انتهاك للدستور الأمريكي ، ولا يوجد مبرر قانوني له .
الموقف الفرنسي
أكدت وزيرة الجيوش ” فلورانس بارلي ” أن الضربات التي نفذتها ( الولايات المتحدة / بريطانيا / فرنسا ) على سوريا استهدفت المركز الرئيسي للأبحاث الكيماوية وموقعي إنتاج للبرنامج الكيماوي غير القانوني التابع للنظام السوري ، كما أكدت أن باريس أخطرت روسيا قبل تنفيذ الضربات ، وأضافت أن قدرة تطوير وإنتاج الأسلحة الكيماوية هي التي تضررت ، مضيفة أن الضربة ستمنع نظام ” الأسد ” من استخدام الأسلحة الكيماوية من جديد ، وشددت على أن المواقع المستهدفة يتم استخدامها لتطوير وإنتاج مواد تُستخدم في قتل الرجال والنساء والأطفال السوريين بدون الاكتراث لأي معايير قانونية وحضارية .
أكد مصدر بالرئاسة الفرنسية نقلاً عن الجيش الفرنسي أن مقاتلات ( ميراج / رافال ) شاركت في الضربات الجوية على سوريا إلى جانب (4) فرقاطات ، كما أطلق الجيش الفرنسي عدة صواريخ كروز طراز (MdCN) لأول مرة منذ دخولها الخدمة في القوات البحرية بداية العام الماضي 2017 ، حيث يتميز الصاروخ بـ ( الطول : 7 م / الوزن : 2 طن / أقصى مدى : 250 كم / السرعة : 1000 كم- س ) .. كما أن فرقاطات متعددة المهام ترافقها سفن حماية ومساندة ، تم نشرها في البحر المتوسط .
الموقف البريطاني
عقدت رئيسة الوزراء البريطانية ” تيريزا ماي ” مؤتمراً صحفياً بشأن الضربات ، أكدت
خلاله الآتي :
– لم يكن لدينا خيار سوى استخدام القوة بعد فشل مجلس الأمن .
– ( موسكو / دمشق ) لم تلتزمان بتعهدات تدمير مخزون السلاح الكيماوي .
– ضرباتنا مع حلفائنا ذات طبيعة مُحددة ولمدة معينة ولا تستهدف تغيير نظام ” الأسد ” .
– قد نلجأ لوسائل سياسية أو اقتصادية لضمان عدم استخدام ” الأسد ” أسلحة كيماوية .
– استخدام غاز الأعصاب في بريطانيا عمل عدائي غير مقبول .
– سنمنع استخدام السلاح الكيماوي في مختلف أنحاء العالم .
– قرار توجيه الضربات في سوريا كان مهماً للمجتمع الدولي .
– الهدف من الضربات هو ردع النظام السوري ومنعه من استخدام السلاح الكيماوي مستقبلاً .
– القوات المسلحة ( البريطانية / الفرنسية / الأمريكية ) نفذت ضربات منسقة وموجهة من أجل تقليل القدرة الكيماوية للنظام السوري وردع استخدامها .
– الطائرات البريطانية شنت ضربات صاروخية على منشأة عسكرية تبعد نحو (15) ميل غرب مدينة حمص ، والتي تساعد النظام السوري في الحصول على الأسلحة الكيماوية ، وذلك في انتهاك لالتزامات سوريا وفقاً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية .
– أعربت ” ماي ” عن ثقتها في نجاح الضربات الجوية في سوريا ، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ قرار هذه الضربات عقب مقتل أكثر من (75) شخص من بينهم أطفال يوم السبت الماضي في هجوم “خسيس وبربري” في مدينة “دوما” السورية.
– عملنا مع حلفائنا من أجل معرفة ما حدث ، حيث تشير جميع التقديرات إلى أن هذا يعد هجوماً باستخدام أسلحة كيماوية .
أكد وزير الدفاع البريطاني ” مايكل فالون ” أن كل الطواقم البريطانية عادت سالمة بعد إطلاق الصواريخ على سوريا .. مشيراً إلى اعتقاده بأن الضربات كان لها تأثير كبير على ما يمكن أن تفعله سوريا في المستقبل .
الموقف السوري
نشرت الرئاسة السورية فيديو يظهر الرئيس ” الأسد ” لدى وصوله لمكتبه لممارسة مهام عمله بعد الضربات ( الأمريكية / الفرنسية / البريطانية ) التي استهدفت مواقع النظام السوري .
أكدت الخارجية أن الهجوم الغربي على سوريا لن يؤثر بأي شكل من الأشكال في عزم الجيش السوري على محاربة المتشددين واستعادة السيطرة على البلاد بأكملها ، وشددت على أن هذا العدوان لن يؤدي إلا لإشعال التوترات في العالم وتهديد الأمن العالمي .
في سياق متصل تظاهر آلاف السوريين في شوارع العاصمة دمشق وعدد من المحافظات السورية ، منددين بما أسموه ( العدوان الثلاثي على بلادهم ).
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مراكز الأبحاث والمقرات العسكرية التي طالتها الضربات الغربية كانت خالية تماماً إلا من بعض عناصر الحراسة ، جراء تدابير احترازية اتخذها الجيش
السوري مسبقاً .
الموقف الروسي
دعت روسيا لاجتماع طارئ لمجلس الأمن للبحث في الأعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها .
أكد الرئيس ” بوتين ” أن ضرب الولايات المتحدة وحلفائها المنشآت العسكرية والمدنية في سوريا يعتبر انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي دون تفويض من مجلس الأمن .. مؤكداً أن تصرفات الولايات المتحدة تؤدي لتفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا وتثير موجة جديدة من اللاجئين .
أعلنت وزارة الدفاع أن الوزير ” شويجو ” يطلع الرئيس ” بوتين ” على جميع مستجدات الوضع العملياتي في سوريا .
أعلنت الخارجية أن العاصمة السورية دمشق قصفت في اللحظة التي حصلت فيها البلاد على فرصة لمستقبل سلمي ، وحمّلت الخارجية الروسية وسائل الإعلام الغربية مسئولية القصف على سوريا ، إذ أنه استناداً لبيانات تلك الوسائل جرى القصف .
أعلن رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ” كونستانتين كوساشيف ” أن الرد الروسي على العدوان الثلاثي على سوريا يجب أن يكون قانونياً وليس عسكرياً ، عبر عقد اجتماع فوري لمجلس الأمن الدولي ، وتوقع أن تأخذ السلطات السورية زمام المبادرة ، لكن هذه المبادرة يجب أن تدعمها روسيا بشكل حاسم .
الموقف الألماني
ذكرت صحيفة ( لو فيجارو ) الفرنسية أن المستشارة الألمانية ” ميركل ” – التي سبق أن أعلنت أنها لن تكون جزء من التدخل العسكري في سوريا – أعلنت اليوم أن حكومتها تؤيد ما قام به حلفاؤها ، حيث اعتبرت الضربة العسكرية ضد سوريا تدخل عسكري ضروري .
الموقف الإيراني
ندد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ” علي خامنئي ” بالهجوم ، واصفاً إياه بـ ” الجريمة ” .
هدد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة من عواقب الضربة الثلاثية التي استهدفت عدة مواقع بسوريا ، مؤكداً أن الأحداث الجارية لن تصب في مصلحة واشنطن بأي حال من الأحوال .
نددت الخارجية بالهجمات التي قادتها الولايات المتحدة على سوريا رغم غياب أي أدلة مؤكدة على الهجوم الكيماوي المزعوم ، وأكدت أن واشنطن وحلفاءها سيتحملون المسئولية عن تداعيات الهجمات في المنطقة وخارجها ، من ناحية أخرى أكد المساعد السياسي للحرس الثوري الإيراني أن جبهة المقاومة سترد على ما قامت به واشنطن وحلفاؤها ، مضيفاً أن الهجوم الغربي لن يغير شيء على الأراضي السورية .
أبرز ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية
(( مصر ))
أصدرت الخارجية المصرية بياناً أعربت خلاله عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في سوريا ، كما أكدت رفضها القاطع لاستخدام أسلحة محرمة دولياً في سوريا .
((العراق))
طالبت العراق بعقد قمة عربية عاجلة بشأن الأوضاع في سوريا .
(( قطر ))
أعربت قطر عن تأييدها لهذا الهجوم ، مناشدة مجلس الأمن الاضطلاع بمسئولياته لوقف استخدام الأسلحة المحرمة دولياً .. وذكر بيان صادر عن الخارجية القطرية : ( تعرب دولة قطر عن تأييدها للعمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء .. استمرار استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية والعشوائية ضد المدنيين وعدم اكتراثه بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم يتطلب قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً ) .
(( حزب الله ))
أدان ” حزب الله ” – في بيان له – ما وصفه بـ ( العدوان الثلاثي الأمريكي – البريطاني – الفرنسي الغادر على سوريا الشقيقة ) ، واعتبر الحزب أن هذا الهجوم انتهاك صارخ للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري ، موضحاً أن ( المبررات التي استند إليها أهل العدوان الثلاثي الجديد ، هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق ، وتستند إلى مسرحيات هزلية فاشلة ) ، وأعلن وقوف حزب الله إلى جانب الشعب السوري وقيادته .
(( تركيا ))
رحبت الخارجية التركية بالهجوم .
(( إسرائيل ))
أصدر رئيس الوزراء ” نتنياهو ” تعليمات لوزراء حكومته بعدم الإدلاء بأي تصريحات عما يحدث علي الجبهة الشمالية لإسرائيل ، مشدداً علي عدم التطرق للهجمات الأمريكية علي سوريا .
اعتبر وزير البناء ” يوآف جالانت ” أن الضربة التي شنت على سوريا هي ( إشارة مهمة ) لإيران وسوريا وحزب الله ، معتبراً أن استخدام الأسلحة الكيماوية يخترق الخطوط الحمراء ، وهو الأمر الذي لم تعد الإنسانية قادرة على تحمله .
صرح عضو الكنيست ” عوفير شلح ” من حزب ( يش عتيد ) أن الهجوم في سوريا هو عمل هام في حد ذاته ويجب أن يكون بداية لتسوية جديدة ، وأضاف أنه يجب على إسرائيل أن تبلغ الرئيس الأمريكي
” ترامب ” بضرورة التراجع عن اعتزامه الخروج من سوريا .
(( الأمم المتحدة ))
دعا الأمين العام للأمم المتحدة ” أنطونيو جوتيريس ” كل الدول الأعضاء لضبط النفس والامتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي للتصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا .. وأجل ” جوتيريس ” زيارة كانت مقررة له للسعودية بعد هذا الهجوم .
(( حلف الناتو ))
أعلن الأمين العام للحلف ” يانس ستولتنبرج ” دعمه للإجراءات التي اتخذتها ( الولايات المتحدة / بريطانيا / فرنسا ) ضد مرافق وقدرات الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري ، مؤكداً أن هذا سيقلل من قدرة النظام على مهاجمة شعب سوريا بالأسلحة الكيماوية .
(( بيلاروسيا ))
أدانت بيلاروسيا بشدة ما وصفته بالعدوان الغربي على سوريا .
(( المجلس الأوروبي ))
أكد رئيس المجلس الأوروبي ” دونالد توسك ” أن الضربات العسكرية في سوريا أوضحت أنه لا يمكن للمأساة الإنسانية أن تستمر ، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيقف مع حلفائه إلى جانب العدالة .