تعتزم المملكة العربية السعودية إطلاق مشروع شق ( قناة سلوى ) المائية علي طول الحدود البرية الشرقية للمملكة العربية السعودية مع قطر إمتداداً من منطقة ( سلوى ) إلى ( خور العديد ) بطول (60) كم بتكلفة (2.8) مليار ريال سعودي بمساعدة ( مصر / الإمارات ) والذي من شأنه أن يُحول قطر من شبه جزيرة إلي جزيرة .. وفي هذا الصدد بدأت قوات حرس الحدود السعودية أمس استلام منفذ ( سلوى ) الحدودي مع قطر ، ومن المقرر أن يستغرق وقت تنفيذ المشروع ( عام ) عقب الموافقة الرسمية عليه ، وسيتم إنشاء القناة بالكامل داخل الأراضي السعودية على بعد نحو (1) كيلو متر فقط من خط الحدود الرسمية مع دولة ( قطر ) .
من المقرر أيضاً أن تتولي شركات الحفر المصرية مهام حفر القناة المائية بطول (60) كم ، ويأتي ذلك رغبة من التحالف الاستثماري المنفذ للمشروع في الاستفادة من الخبرات المصرية في حفر ( قناة السويس الجديدة ) ، وسيتم تمويل المشروع بالكامل من جهات ( سعودية / إماراتية ) استثمارية من القطاع الخاص ، على أن تكون السيادة عليه سعودية كاملة .
أهميــة المشــروع :
يكتسب المشروع أهمية كبرى للمملكة العربية السعودية خاصة في ظل المقاطعة العربية لقطر بسبب دعمها للإرهاب ، حيث أنه سيساعد في تنشط السياحة عن طريق تنشيط الرحلات البحرية بين دول الخليج ، وذلك عن طريق إنشاء مرافئ على جانبي القناة مخصصة لممارسة العديد من الرياضات البحرية ، بالإضافة لإمكانية استقبال سفن نقل بضائع أو سفن ركاب ذات غاطس يصل إلى (12) م ، مع إقامة (3) موانئ بمناطق ( سلوى / رأس أبوقميص / عقلة الزوايد ) لاستقبال اليخوت والسفن السياحية ، فضلاً عن بناء (5) فنادق موزعة في مناطق ( سلوى / رأس أبوقميص / سكك / خور العديد ) .
تأثير المشروع على دولة قطر :
يُمثل المشروع تحدياً خطيراً للاقتصاد القطري ، حيث أنه من المتوقع أن تزداد معه الخسائر الكبيرة التي تضرب الاقتصاد القطري ، خاصة وأن هذه المنطقة تُعد المنفذ البري الوحيد لقطر ، وفي حالة تحوله لقناة مائية ، فمن شأنها أن تُحول قطر لجزيرة تحيطها المياه من جميع الجوانب .. الأمر الذي يترتب عليه أضرار اقتصادية بالغة في ظل عدم وجود جسور فوق هذه القناة تسهل حركة النقل والمرور من قطر للسعودية ، ونظراً لوجود خلافات قائمة بين ( السعودية / قطر ) سيُقام المشروع من جانب واحد دون التشاور مع الجانب القطري ، مما يترتب عليه أضرار بالغة على قطر ( سياسياً / اقتصادياً / اجتماعياً ) .
أيضاً من التأثيرات السلبية على دولة قطر ، أن المشروع له أبعاد أمنية ، خاصة مع وجود أنباء عن إقامة قاعدة عسكرية سعودية بالمنطقة ، ومن شأن إنشاء القاعدة العسكرية السعودية في جزء من الكيلو متر الفاصل بين قناة ( سلوى ) والحدود القطرية أن يمنح السعودية جزءاً إستراتيجياً من جزيرة ( سلوى ) التي تضم أراضي قطرية ، مما يعني أن قطر بعد هذا المشروع لن تكون جزيرة مستقلة .
ردود الفعل حول المشروع
(( دول المقاطعة العربية لقطر ))
صرح وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية ” أنور قرقاش ” على المشروع قائلاً : ( خسائر أزمة الدوحة المعنوية والمادية والسيادية ستبدو متواضعة أمام عزلة جغرافية حقيقية ، الكبرياء لا يليق بمن مارس الغدر في العلاقة ، وحتى في هذا المنعطف ندعو الدوحة لتغليب العقل والحكمة ) ، مضيفاً : ( صمت الدوحة تجاه ما صدر عن مشروع القناة دليل خوف وارتباك ، والحل ليس في مزايدة ومكابرة لا تتحملها قطر ، بل في حسن التدبير والتحلي بالعقل والحكمة ومراجعة سياسة كارثية عزلت قطر وجعلتها في موقف لا تحسد عليه ) .
صرح وزير الخارجية البحريني ” خالد بن أحمد آل خليفة ” – عبر حسابه على ( تويتر ) قائلاً : ( على من يفتح أبوابه وبره وبحره للقوات الأجنبية بما يشكل تهديد حقيقي لجيرانه وللأمن الإقليمي أن يتقبل إقامة خط بارليف على حدوده ) .
(( الولايات المتحدة الأمريكية ))
أكدت وزارة الخارجية أن مشروع إنشاء قناة ( سلوى ) الذي قد يؤدي إلى قطع الحدود البرية بين المملكة العربية السعودية وقطر ( ويُزيد من حدة النزاع ) ، داعية إلى التهدئة والحوار من أجل حل الأزمة .