تحقيقات و تقاريرعاجل

ملف خاص.. محمد بن سلمان يضرب بيد من حديد

تناول ديفيد كينر في مجلة “فورين بوليسي” حملة السلطات السعودية على الفساد وتوقيف أمراء ووزراء وعشرات آخرين، قائلاً إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عزز سيطرته على النظام السياسي في المملكة وعلى السياسة الخارجية، عبر سلسلة منسقة من الخطوات بينها إصدار أوامر باعتقال مسؤولين ورجال أعمال بارزين.

وأضاف أن الخطوة الأولى أتت ظهر السبت، عندما أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته بشكل مفاجئ في بيان تلاه من الرياض، وأشار فيه إلى مخطط لاستهدافه، وقال إن أيدي إيران في المنطقة “ستقطع”. ويترأس الحريري حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله الحليف الأساسي لإيران.

كبح النفوذ الإيراني

ونقل عن مديرة مبادرة مسار الحوارات بمعهد الشرق الأوسط رندا سليم إن “السعوديين يعملون من أجل كبح جماح النفوذ الإيراني…هذا المسار (في لبنان) يقضي بالمواجهة بكل الوسائل التي يملكونها، سياسياً ومالياً”.

وأشار إلى أن المسؤولين السعوديين أكدوا في الآونة الأخيرة أنهم يسعون إلى مواجهة إيران وحلفائها في أنحاء العالم العربي. وفي مايو استبعد محمد بن سلمان إجراء أي حوار مع إيران، قائلاً إن السعودية “ستعمل لنقل المعركة إلى داخل إيران”. وبدا وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان كأنه يردد صدى هذا الموقف عندما قال الأسبوع الماضي إنه “يتعين إطاحة” حزب الله من السلطة، واعداً بتطورات “مذهلة” في الأيام المقبلة. وفي اليوم التالي، كتب الوزير تغريدة جاء فيها أنه عقد “اجتماعاً مثمراً” مع الحريري.

ولفت إلى أن الرئيس اللبناني ميشال عون المتحالف مع حزب الله قال إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود الأخير إلى البلاد.

مكافحة الفساد

وقال كينر إن لجنة مكافحة الفساد التي تشكلت مؤخراً برئاسة الأمير محمد بن سلمان، استهدفت رجال أعمال كباراً يتمتعون بعلاقات جيدة داخل المملكة وخارجها. ومن بين هؤلاء الملياردير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة والمستثمر الرئيسي في شركات مثل تويتر وسيتي غروب، فضلاً عن توقيف بكر بن لادن رئيس مجموعة بن لادن للإنشاءات. وقيل إن الموقوفين قد وضعوا في فندق ريتز كارلتون” بالرياض.

حمل السوط

ونقل كينر عن البروفسور في دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون برنارد هيكل أن محمد بن سلمان “يحاول أن يفهم الناس أن الأمور لا يمكن ان تسير وفق المعتاد، لأنه إذا بقيت كذلك، لن يكون ثمة سبيل أمامه للنجاح في تنفيذ رؤية 2030” في إشارة إلى خطة الإصلاح التي وضعها ولي العهد لتنويع اقتصاد البلاد وإصلاح القطاع العام. وأضاف: “أعتقد أن ثمة إدراكاً حقيقياً، أنه كي ينجح، عليه حمل السوط”. ورأى هيكل أن محمد بن سلمان يعيد إلى السعودية ديناميكية السلطات القوية.

زر الذهاب إلى الأعلى