ما فعله الأسطورة المصرية محمد صلاح مع ليفربول، خلال مسيرة ثمان سنوات قضاها رفقة الفريق الإنجليزي، ليست وليدة الصدفة، إنما نتاج رحلة طويلة من المجهود والعمل الشاق على تطوير موهبته، بالتأكيد أنها عوامل استندت على تفاصيل في حياته، سيرته الذاتية، تكوينه الشخصي، طفولته وعائلته، وأمور أخرى كثيرة صنعت من قصته رواية تستحق أن تُروى في التاريخ.
محمد صلاح يواصل الإبداع فى أوروبا
ولا يزال محمد صلاح، يبُدع في ملاعب أوروبا موسم 2024-2025، ويواصل تدمير الأرقام القياسية لينصب نفسه ملكًا على عرش قلعة “أنفيلد”، وبات أحد أبرز لاعبي ليفربول على مر التاريخ.
وبدا واضحًا أن محمد صلاح يستمتع بكتابة التاريخ في ليفربول، وهو أمر يظهر من خلال حماسه المتزايد في كل مواجهة يخوضها هذا الموسم، ربما أبرز هدف يسعى النجم المصري للقيام به هو تحقيق الحلم الأكبر يتمثل في الفوز بالكرة الذهبية ، وهي الجائزة السنوية لمجلة فرانس فوتبول الشهيرة، وهو ما أكده اللاعب نفسه في حوار سابق مع المجلة ذاتها، ويبدو أنه يسير بخطى ثابتة بعد المستوى المميز الذي يقدمه مؤخرًا.
كيف يحصد صلاح الكرة الذهبية 2025؟
وربما يتجدد حلم محمد صلاح بالفوز بالكرة الذهبية خلال عام 2025، حال مواصلة التألق وضرب الأرقام الفردية وحصد البطولات الجماعية، وهو ما يخطط “الفرعون” لتحقيقه سواء رفقة منتخب مصر أو مع ليفربول خلال العام الجديد، من أجل تعزيز آماله فى دخول حلبة المنافسة على “البالون دور” بقوة هذه المرة.
أهم الأمور التي ستدعم محمد صلاح في رحلة تحقيق حلم الكرة الذهبية 2025، هي:
1- التتويج بـ”الكان” لأول مرة والتأهل لمونديال 2026
يحتاج محمد صلاح إلى عدة أمور خلال عام 2025، لتعزيز موقفه نحو الحلم الذهبي، على رأسها العمل بقوة مع “كتيبة الفراعنة”، تحت قيادة حسام حسن، على حصد لقب كأس أمم أفريقيا الغائب عن مصر منذ عام 2010، وذلك بعدما خسر الفرعون نهائيين سابقين للبطولة فى نسختي 2017 و2021، على يد الكاميرون والسنغال، فضلا عن قيادة المنتخب الوطني أيضًا لتحقيق حلم التأهل لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، خلال المباريات المتبقية من التصفيات، خاصة بعد النظام الجديد الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للتأهل لنهائيات المونديال في نسختها المقبلة وتخصيصه 9 مقاعد للقارة الأفريقية.
2- استهداف الفوز بلقب الدوري الإنجليزي 2025
من أهم الأمور، التي تعزز حلم صلاح نحو الكرة الذهبية، قيادة فريقه ليفربول الموسم الحالى للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي، الذي غاب عنه في المواسم الأربع الأخيرة لمصلحة مانشستر سيتي، ويبدو أن هذا الأمر بات قريبًا، في ظل صدارة الريدز للمسابقة مع نهاية عام 2024، حيث تسعى كتيبة المدرب الهولندي أرني سلوت إلى حسم اللقب للمرة الـ20 في تاريخ النادي، من أجل معادلة الرقم القياسي الذي يحمله مانشستر يونايتد، كأكثر الفرق حصولا على لقب البطولة بنظاميها القديم والحديث.
كما يسعى محمد صلاح، الذي يعد “الورقة” الرابحة في يد سلوت، كونه هداف الفريق الأول والأكثر تأثيرًا، بجانب الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية في تاريخه مع ليفربول، إلى حصد لقبي كأس رابطة الأندية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي، اللذين قد يعززان موقف النجم المصري في تحقيق حلم “البالون دور”.
3- لقب “ذات الأذنين” للمرة الثانية في تاريخه
ويسير صلاح ورفاقه بخطى ثابته أيضًا، خلال منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا في النسخة الحالية، إذ يتصدر ليفربول جدول ترتيب مرحلة المجموعات بالعلامة الكاملة 18 نقطة بعد الفوز في مبارياته الست، ويأمل الملك المصري أن يكون لقب بطولة “ذات الأذنين”، من نصيب فريقه هذا الموسم.
كان صلاح توج مع ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019، على حساب توتنهام، ويسعى لإضافة اللقب النسخة الحالية للمرة الثانية في تاريخه إلى سجل بطولاته ، حتى تعزز رصيده من النقاط في صراع الكرة الذهبية.
4- حسم الحذاء الذهبي في صراعه مع هالاند
صائد الأرقام القياسية الفردية، هكذا يطلق على محمد صلاح، في رحلته مع ليفربول، لذلك فإن ابن مصر يسعى لمواصلة النجاح في إضافة العديد من الألقاب الشخصية لمسيرته المدججة بالإنجازات، ويعد حصد لقب هداف الدوري الإنجليزي “الحذاء الذهبي”، الهدف الأول له في ظل المنافسة الشرسة مع النرويجي إيرلينج هالاند هداف مانشستر سيتي.
ويستهدف الملك المصري، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، حصد جائزة الحذاء الذهبي في عام 2024، وذلك للمرة الرابعة في تاريخه، حيث وسبق وأن توج بهذه الجائزة في 3 مناسبات سابقة، خلال مواسم 2017-2018 و2018-2019 و2021-2022.
وحال تحقيق قائد منتخب مصر الحذاء الذهبي للمرة الرابعة، فإنه سيصبح ثاني لاعب يحقق هذا الإنجاز بعد النجم الفرنسي تييري هنري الذي توج بها في مواسم 2001-2002 و2003-2004 و2004-2005 و2005-2006.
ويعد التقدم أكثر في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ ليفربول من أبرز الأهداف الرئيسية التي يحاول صلاح تحقيقها في 2025، وكذلك التقدم في ترتيب هدافي البريميرليج عبر التاريخ.
5- مواصلة حصد الجوائز الفردية والأرقام القياسية
ويأمل النجم المصري الملقب بالفيراري أيضًا الحصول على جائزة لاعب العام بإنجلترا، المقدمة سنويا من رابطة اللاعبين المحترفين، وذلك للمرة الثالثة في مسيرته، حيث وسبق الفوز بالجائزة الأهم على مستوى اللاعبين بإنجلترا خلال موسم 2017-2018، الذي قدم خلاله أداء مذهلا شهد تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية، وكذلك موسم 2021-2022، وفي حال تتويج قائد منتخب الفراعنة بالجائزة، سيصبح أول لاعب في تاريخ الكرة الإنجليزية يحصل عليها 3 مرات.
حصد محمد صلاح العديد من الجوائز الفردية الأخرى منذ انضمامه للريدز، أبرزها جائزة ليفربول لأفضل لاعب في الموسم 3 مرات 2017-18 و2020-21 و2021-2022، وجائزة “بوشكاش” من “فيفا” لأجمل هدف في العالم 2018، وهداف كأس العالم للأندية في عام 2019، لاعب العام من رابطة المشجعين 3 مرات 2018 و2021 و2023.
وتوج صلاح بجميع الألقاب الممكنة مع ليفربول على المستوى الجماعي، إذ حصد 8 ألقاب رفقة الريدز هي الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية وكأس الرابطة الإنجليزية “مرتين” ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
أما بشأن المنافسة على الكرة الذهبية خلال مسيرته، فقد حصل صلاح على المركز السادس في الترتيب النهائي للجائزة عام 2018، فيما نال المركز الخامس عام 2019 محققاً أفضل ترتيب لأي لاعب عربي فى التاريخ، وبعدما تم إلغاء الجائزة عام 2020 بسبب جائحة “كورونا”، وحصل على المركز السابع بالترتيب النهائي للجائزة عام 2021، ليكرر بعد ذلك إنجازه التاريخي في 2022 عندما احتل المركز الخامس بالقائمة مرة أخرى، لكنه حصل فى 2023 على أسوأ ترتيب باحتلال المركز الحادي عشر.
ويحلم محمد صلاح بأن يصبح أول عربي في التاريخ يتوج بالكرة الذهبية، وثاني نجم أفريقي يحصل عليها بعد الأسطورة الليبيري جورج ويا، الذي نال الجائزة عام 1995 حينما كان لاعباً في صفوف ميلان الإيطالي.
موسم استثنائي لأسطورة ليفربول
بعد كل تلك الأرقام، بات صلاح الأسطورة رقم واحد في آخر 3 عقود لليفربول بسبب قيادته للفريق لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا تحديدًا، مع مجموعة الأرقام القياسية التي حققها خلال مشواره الحافل مع “كتيبة الريدز”، ويأمل أن يكون موسمه الحالي “وش السعد” لتحقيق حلم حصد الكرة الذهبية 2025، فضلا عن استهداف استعادة جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا من جانب الاتحاد الأفريقى لكرة القدم “كاف”.
على صعيد الموسم الحالي، قدم محمد صلاح مستويات مميزة مع ليفربول في البريميرليج، إذ أصبح أحد أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.
خاض محمد صلاح 43 مباراة بجميع البطولات مع ليفربول خلال عام 2024 ، حيث ساهم خلالها بـ52 هدفا، عقب إحرازه 29 هدفا وصناعته 23 هدفا.
كما تألق صلاح في “التشامبيونزليج” خلال المشاركة بـ 6 مباريات أحرز خلالها هدفان و4 أسيست ما يعني وصوله إلى 6 مساهمات تهديفية، كما وصل إلى 50 هدفا فى تاريخ مشاركاته بالبطولة القارية، وكذلك تخطى حاجز تسجيل الـ300 هدف في مسيرته مع الأندية التي لعب لها منذ بدايته مع المقاولون العرب وصولًا إلى الريدز.
الأرقام التي حققها محمد صلاح الموسم الحالي حتى الآن، بجانب الحظوظ الكبيرة في التتويج بالألقاب الجماعية سواء مع المنتخب الوطني أو ليفربول، أدت إلى وضع موقع سكور 90 العالمي، النجم المصري على رأس قائمة المرشحين للمنافسة بقوة على الكرة الذهبية 2025، بجانب البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، وذلك وفقًا لتصنيف تم نشره خلال شهر ديسمبر 2024، يؤكد على أن الثنائي هما الأبرز بحسابات الأهداف المسجلة والمساهمات والألقاب المتوج بها فرديًا أو المتنافس عليها جماعيًا.
كان الإسباني رودري لاعب وسط مانشستر سيتي ، هو صاحب الكرة الذهبية 2024، بعد التفوق على فينيسيوس جونيور الذي حل في المركز الثاني، في مفاجأة كبيرة، تعرض على إثرها المنظمين، لانتقادات واسعة، على اعتبار أن النجم البرازيلي، مما جعل ريال مدريد يقاطع الحفل في باريس احتجاجا على عدم حصول نجمه على الجائزة.