أقلام حرةعاجل

منتدى شباب العالم مصطفي أبوزيد 

أدركت القيادة السياسية من الوهلة الأولى أن خطط التنمية الشاملة التى تريد أن تحققها الدولة المصرية وفرض الاستقرار السياسى والأمنى لن يتحقق إلا بسواعد شباب مصر وبدعمهم وتكاتفهم وبإبداعهم العلمى والمعرفى واستخدام الطاقات الإيجابية التى تنفع الوطن وتضعه على الطريق القويم للمستقبل الذى يحقق التقدم والرفاهية للمجتمع.

ولذلك بدأت القيادة السياسية بإفساح المجال للكثير من الشباب بجميع أرائهم وتوجهاتهم الفكرية والحزبية فى المشاركة فى مؤتمرات الشباب التى أفرزت حالة من التواصل المباشر مابين الشباب والحكومة من خلال طرح جميع تصوراتهم وأفكارهم وحتى ترسيخ مبدأ المصارحة والمكاشفة والتى ظهرت جليا فى الكثير من المواقف التى تمت خلال فعاليات المؤتمرات الماضية فى إظهار النقاط السلبية والمشاكل التى توجد فى المحافظات والتى يعانى منها المواطنين، كما أن تلك المؤتمرات أظهرت جانبا فى غاية الأهمية وهو رفع الوعى بالمسئولية المجتمعية وأن كل شاب من شباب مصر له دور فى المجتمع لابد أن يؤديه بكل إخلاص وتفانى مهما كانت المشقة وكان أبرع مثال الشاب الذى أخذ على عاتقه مسئولية جمع المشاكل من المواطنين دون سابق معرفة بهم لمجرد أن لديه فرصة أن يقوم بتوصيل تلك المشاكل والرسائل للسيد رئيس الجمهورية يدا بيد وهذا هو أسلفت ذكره أنه تحمل مشقة جمع تلك الرسائل من منطلق شعوره بالمسئولية تجاه الوطن وأن لديه الفرصة أن يكون سببا فى حل تلك المشاكل تجاه وطنه.

فتلك المؤتمرات خلقت حالة من الزخم على الساحة الاجتماعية والسياسية وأعطت القوة والحماس لدى الشباب فى التسابق على المشاركة فى تلك المؤتمرات لأنها وجدت فيها متنفسا جديدا يمكن من خلاله التعبير عن آرائها وأفكارها وتصوراتها فى وضع حلول ما للمشاكل التى تحيط بهم ، وتلك القوة والحماس انطلقت شرارتها من وجود الرئيس شخصيا على رأس الحضور متابعا ومستمعا لكل كلمة تقال والأكثر أن تجد رئيس الجمهورية يقوم بتدوين الملاحظات من خلال كلمات الشباب كل ذلك أعطى مصداقية كبيرة فى جدية تلك المؤتمرات وأوضحت للجميع أنها ليست مجرد أداة من أدوات تجميل النظام وإنما لها أهداف ونتائج وتوصيات يتم متابعتها حتى إتمام التنفيذ .

وهذا ماجعل جميع الشباب والأحزاب تكون مهتمة بالمشاركة فحسب وإنما بتقديم ملفات تطرحها على الحكومة ومبادرات تهدف الى وضع حلول عاجلة لبعض القضايا المجتمعية وهذا هو الهدف الأسمى من إقامة مؤتمرات الشباب وهو مد جسور الثقة والتواصل المباشر بين الدولة والمجتمع حتى تكون الرؤى واضحة لأنه فى نهاية الأمر لن يتحقق التقدم والرفاهية إلا بتكاتف وتلاحم الشعب والدولة جنبا الى جنب فى تحقيق خطط التنمية وتنفيذ كامل المشروعات القومية التى تسابق الزمن لتنفيذها.

ومن إحساس وشعور الدولة المصرية فى نجاح تلك التجربة الفريدة تريد أن تفسح المجال أكثر لشباب مصر فى الانطلاق فكريا وحضريا وثقافيا ومعلوماتيا مع شباب دول العالم لتبادل الخبرات واكتساب المزيد من التجارب الناجحة التى تم تطبيقها فى بلادهم وهنا تعمل الدولة المصرية على فتح أفاق جديدة مستعينة بشباب الوطن كقوة ناعمة فى الانطلاق نحو بناء علاقات قوية ومتينة يستطيع من خلالها الشباب فى توضيح صورة الدولة المصرية وسياساتها وتكون داعمة فيما بعد للعلاقات السياسية بين دول العالم وهذا ما نعلمه أن الشباب هم قاطرة المستقبل وعماد الأمم.

زر الذهاب إلى الأعلى